الجهات الأمنية الإسرائيلية تغيّر تقديراتها بشأن المحتجزين في غزة وتوصي نتنياهو بضرورة التوصّل لصفقة
استمع إلى الملخص
- يواجه جيش الاحتلال تحديات في غزة، حيث يتبع نهج التقدم البطيء لتجنب العبوات الناسفة وحرب الشوارع، مع خطر انهيار المباني نتيجة القصف.
- تعتمد إسرائيل على دعم واشنطن، حيث يتزامن لقاء نتنياهو وترامب مع العدوان، والسؤال هو مدى عزم ترامب على فرض اتفاق لوقف إطلاق النار واستبدال حكم حماس.
أوصت الجهات الأمنية نتنياهو بضرورة التوصل لاتفاق لإعادة المحتجزين
التقديرات الحالية تشير إلى أن عدد المحتجزين في المباني بغزة ازداد
دعت الجهات نتنياهو للعمل مع واشنطن على دفع خطة "اليوم التالي"
أوصت الجهات الأمنية الإسرائيلية، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي توجّه إلى نيويورك، حيث سيلقي كلمة في الأمم المتحدة، كما سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاحقاً في واشنطن، بضرورة التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين الموجودين في القطاع (يقدر عددهم بنحو 48 بين أحياء وأموات)، موضحة أن الوضع الحالي يستدعي مثل هذه الصفقة.
وأوضحت صحيفة معاريف، اليوم الخميس، أن المنظومة الأمنية قدّرت عشية بدء العملية العسكرية لاحتلال مدينة غزة، في إطار "عربات جدعون 2"، أن عدداً قليلاً من المحتجزين موجود في المباني والأنفاق داخل المدينة، لكنها ذكرت أن التقديرات الحالية تشير إلى أن العدد قد ازداد. وأفادت بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عرض هذه المعطيات على نتنياهو، مضيفة أن المنظومة الأمنية أوضحت أنه في هذه المرحلة من المناسب التوصّل إلى اتفاق لوقف القتال والعمل على إطلاق سراح جميع المحتجزين. كما شددت على ضرورة أن يعمل رئيس الوزراء مع الجانب الأميركي لدفع خطة "اليوم التالي"، والتي تتضمن استبدال حكم حماس بجهات عربية وبدعم أميركي.
ويعتقد جيش الاحتلال والمنظومة الأمنية، أن العدوان الذي نفذه سلاح الجو بتوجيه من جهاز الأمن العام (الشاباك) على العاصمة القطرية الدوحة، ألحق ضرراً كبيراً بالقدرة على التوصل إلى اتفاق جيد في الوقت الراهن. وزعم مصدر عسكري، لم تسمّه الصحيفة، أن "المشكلة التي نشأت هي أنه من الصعب حالياً إدارة حوار بسبب تصرفات قطر". كما زعمت المنظومة الأمنية الإسرائيلية، أن مصر، التي من المفترض أن تكون طرفاً محورياً في أي خطوة تتعلق بـ"اليوم التالي"، تواجه معضلة صعبة.
إلى ذلك، سيتزامن لقاء ترامب نتنياهو، مع العدوان المكثف لجيش الاحتلال على غزة، والمجازر التي يرتكبها فضلاً عن تهجيره سكان المدينة. وتشارك ثلاث فرق، هي الفرقة 98، والفرقة 162، والفرقة 36 في حرب الإبادة في المدينة، فيما تتولى الفرقة 99 وفرقة غزة، المهام في وسط وجنوب القطاع. ويتّبع جيش الاحتلال نهج التقدّم البطيء والدقيق، حيث يتم المرور من شارع إلى آخر، مع اعتماد مبدأ "السلامة على حساب السرعة". وفي كل منطقة يتوغل فيها، تُنفذ عملية تمهيدية بنيران كثيفة ويتم التقدّم تحت غطاء ناري.
ويدعي جيش الاحتلال أن فصائل المقاومة تتجنب الهجوم وإدارة قتال منظم في مدينة غزة، ولكنها تختبئ تحت الأرض وتستعد لحرب شوارع تهدف إلى مهاجمة القوات الإسرائيلية، بعد تمركزها في مواقع مختلفة داخل المدينة. كما يزعم الجيش أن حماس زرعت العديد من العبوات الناسفة بهدف إلحاق الضرر بقواته، وأن هناك خطراً إضافياً يتمثّل في المباني العالية، التي بدأت بالتداعي نتيجة القصف، حيث تسقط أجزاء من الحجارة والكتل والجدران بشكل متكرر، مما يهدد تقدّم القوات.
ويقدّر جيش الاحتلال وجهاز "الشاباك" أيضاً، أن حماس وضعت نصب أعينها هدفاً أساسياً يتمثل في اختطاف جندي إسرائيلي خلال المناورة. وترى المنظومة الأمنية أن هذا هو الإنجاز الذي تسعى حماس لتحقيقه في المستقبل القريب، ولذلك يعمل الجيش الإسرائيلي على توعية جميع القوات والمقاتلين بطبيعة التهديد وكيفية تجنب توفير فرصة لحماس لتنفيذه. ونزح من مدينة غزة حتى اليوم، وفق المزاعم الإسرائيلية، أكثر من 700 ألف فلسطيني توجّهوا جنوباً، فيما لا يزال فيها نحو 250 ألف شخص أو أكثر قليلاً.
وتدرك المنظومة الأمنية، وفق "معاريف"، أن مفتاح استمرار العدوان على مدينة غزة موجود حالياً في واشنطن لدى الرئيس ترامب. والسؤال المطروح لديها، هو مدى عزمه على فرض اتفاق لوقف إطلاق النار على الجميع، ما يتيح إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وصياغة خطة "اليوم التالي" في غزة.