الجيش الباكستاني يجري تجربة إطلاق صاروخ ثانية وسط التوترات مع الهند

05 مايو 2025
جنود باكستانيون يقفون على مركبة تحمل صاروخاً باليستياً، 23 مارس 2022 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أجرى الجيش الباكستاني تجربة صاروخية لضمان الجاهزية العملياتية وسط تصاعد التوترات مع الهند بعد هجوم في كشمير، بينما أوقفت الهند تدفق المياه من سد باغليهار إلى باكستان.
- تصاعدت التوترات بعد هجوم في جامو وكشمير، حيث اتهمت الهند باكستان بالضلوع فيه، مما أدى إلى تعليق معاهدة مياه نهر السند وطرد دبلوماسيين.
- دعا مجلس الأمن الدولي إلى جلسة طارئة لبحث التوترات، وسط تحذيرات من تهديد الأوضاع للسلم والأمن الدوليين، ودعت روسيا الطرفين إلى التهدئة.

أعلن الجيش الباكستاني إجراء تجربة إطلاق صاروخ، هي الثانية خلال يومين، منذ تصاعُد التوترات مع الهند على خلفية هجوم في كشمير. وقال الجيش في بيان، اليوم الاثنين، إنّ "الإطلاق كان يهدف إلى ضمان الجاهزية العملياتية للقوات والتحقّق من صحة المعايير الفنية الرئيسية، بما في ذلك نظام الملاحة المتقدّم للصاروخ والدقة المحسّنة"، مضيفا أنّ الصاروخ أرض-أرض ويبلغ مداه 120 كيلومترا.

في موازاة ذلك، أفاد إعلام هندي، اليوم الاثنين، بأن حكومة نيودلهي أوقفت تدفق المياه من سد باغليهار على نهر تشيناب إلى باكستان. وأوضحت صحيفة "India Today"، أن الهند أقدمت على خطوة جديدة في إطار تعليقها العمل بمعاهدة مياه نهر السند الموقعة مع باكستان عام 1960، عقب الهجوم في إقليم جامو وكشمير. وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة لم تسمها أن الهند أوقفت تدفق المياه من سد باغليهار على نهر تشيناب إلى باكستان، وأشارت إلى أن الهند تخطط أيضا لقطع تدفق المياه من سد كيشانغانغا على نهر غيلوم.

وبموجب "معاهدة مياه نهر السند" التي توسط فيها البنك الدولي بين الهند وباكستان، يتقاسم البلدان ستة أنهار؛ حيث تم تخصيص مياه الأنهار الشرقية (سوتليج وبيس ورافي) للهند، فيما الأنهار الغربية الثلاثة (السند وغيلوم وتشيناب) تذهب إلى باكستان. وتتهم باكستان الهند "باستمرار" بانتهاك المعاهدة من خلال بناء السدود على الأنهار الغربية، فيما تعتقد نيودلهي أن إسلام أباد تسيطر على كميات أكبر من المياه نتيجة للمعاهدة.

وتصاعد التوتر بين البلدين في 22 إبريل/ نيسان الماضي، عقب إطلاق مسلحين النار على سائحين في منطقة باهالغام بإقليم جامو وكشمير (شمال)، الخاضع للإدارة الهندية، ما أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة آخرين. وقال مسؤولون هنود إن منفذي الهجوم "جاؤوا من باكستان"، فيما اتهمت إسلام أباد الجانب الهندي بممارسة حملة تضليل ضدها.

وقررت الهند تعليق العمل بـ"معاهدة مياه نهر السند" لتقسيم المياه، في أعقاب الهجوم، وطالبت دبلوماسيين باكستانيين في نيودلهي بمغادرة البلاد خلال أسبوع. من جانبها، نفت باكستان اتهامات الهند وقيدت عدد الموظفين الدبلوماسيين الهنود في إسلام أباد، وأعلنت أنها ستعتبر أي تدخل في الأنهار خارج معاهدة مياه نهر السند "عملا حربيا"، وعلقت كل التجارة مع الهند وأغلقت مجالها الجوي أمامها.

مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة بشأن توترات الهند وباكستان

إلى ذلك، أفاد بيان صادر عن البعثة الباكستانية لدى الأمم المتحدة بأن مجلس الأمن الدولي سيعقد، بعد ظهر اليوم الاثنين، جلسة مشاورات طارئة مغلقة لبحث تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، وسط تحذيرات من أن تدهور الأوضاع، خصوصا في جامو وكشمير، يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين. وقد طلبت باكستان عقد هذا الاجتماع، ومن المقرر أن يدلي سفيرها لدى الأمم المتحدة عاصم افتخار أحمد بتصريح للصحافة عقب انتهاء المشاورات، وفقا لما ذكرته وكالة أسوشييتد برس الباكستانية.

في موازاة ذلك، دعا الكرملين الهند وباكستان، اليوم الاثنين، إلى "تخفيف التوترات" الناجمة عن الهجوم الذي وقع في الشطر الهندي من كشمير. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في مؤتمره الصحافي اليومي: "نأمل في أن تتمكّن الأطراف من اتخاذ تدابير... تساعد في تخفيف التوترات".

وفي الشأن ذاته، قالت مجموعة لوفتهانزا الألمانية، اليوم الاثنين، إن رحلاتها الجوية ستتجنب المجال الجوي الباكستاني حتى إشعار آخر، ما سيؤدي إلى إطالة زمن الرحلات لعدد من المسارات. ووفقا لبيانات موقع فلايت رادار 24 لتتبع الرحلات، فقد اضطرت الرحلة رقم إل.إتش 760 التابعة للوفتهانزا والمتجهة من فرانكفورت إلى نيودلهي، أمس الأحد، إلى زيادة بلغت ساعة تقريبا في مدتها بسبب تعديل مسارها. وقالت لوفتهانزا في بيان لـ"رويترز" إنها "تواصل مراقبة التطورات الحالية عن كثب"، وسط تصاعد التوتر بين باكستان والهند.

(فرانس برس، الأناضول، أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)

دلالات
المساهمون