الضفة الغربية | تصاعد غير مسبوق في إرهاب المستوطنين خلال أكتوبر

04 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 21:30 (توقيت القدس)
مستوطنون يهاجمون المزارعين بقرية سعير، الخليل 23 أكتوبر 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد أكتوبر تصاعدًا في اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث سجلت 2350 اعتداء، منها 1584 من جيش الاحتلال و766 من المستوطنين، مستهدفة محافظات رام الله ونابلس والخليل.

- أوضح مؤيد شعبان أن الاعتداءات جزء من منهجية منظمة لتفريغ الأرض وفرض نظام استعماري، مشيرًا إلى استشهاد مواطن وارتفاع عدد الشهداء إلى 14، مع تنفيذ 352 عملية تخريب وسرقة واقتلاع 1200 شجرة زيتون.

- استولت سلطات الاحتلال على 244.816 دونمًا من الأراضي، ونفذت 25 عملية هدم، ودرست 19 مخططًا هيكليًا، وصادقت على بناء 3524 وحدة جديدة، في محاولة لفرض الوقائع على الأرض.

أكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أن إرهاب المستوطنين تصاعد بشكل غير مسبوق خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرة إلى تسجيل 2350 اعتداء لقوات الاحتلال وهجوماً إرهابياً للمستوطنين خلال الشهر الذي يتزامن مع حلول موسم قطف الزيتون في الضفة الغربية. وقال رئيس الهيئة مؤيد شعبان إن جيش الاحتلال نفذ 1584 اعتداء، فيما نفذ المستوطنون 766 اعتداء، تركز مجملها في محافظات رام الله بـ542 اعتداء ونابلس بـ412 اعتداء والخليل بـ401 اعتداء.

وبيّن شعبان أن الاعتداءات تنوّعت بين الاعتداء الجسدي المباشر، واقتلاع الأشجار، وحرق الحقول، ومنع قاطفي الزيتون من الوصول إلى أراضيهم، والاستيلاء على الممتلكات، وهدم المنازل والمنشآت الزراعية، في وقت تُغلق فيه قوات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية بذريعة عسكرية، بينما يجرى تمكين المستوطنين من التوسع داخلها. وقال شعبان: "هذه الانتهاكات المتصاعدة تؤكد أن ما يجري ليس حوادث متفرقة، بل منهجية منظّمة تهدف إلى تفريغ الأرض من أصحابها، وفرض نظام استعماري عنصري متكامل".

وأكد شعبان أن اعتداءات المستوطنين التي بلغت 766 اعتداء، لا يمكن النظر إليها إلا باعتبارها إرهاب دولة "يخطط له في الغرف السوداء المظلمة في حكومة الاحتلال فيما تتولى المليشيا الإرهابية تنفيذه بتجرد تام من أبسط الأخلاق والقواعد الإنسانية"، مشدداً على أن "الجريمة تستوجب موقفاً دولياً حازماً يحمي الشعب الفلسطيني وينقذ العالم من مأزقه الأخلاقي المتواصل".

وبيّن شعبان أن إرهاب المستوطنين أدى إلى استشهاد مواطن من بلدة دير جرير، ما يرفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا برصاص مستوطنين منذ مطلع عام 2025 إلى 14 شهيداً. وأكد أن المستوطنين نفذوا 352 عملية تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينيين، طاولت مساحات شاسعة من الأراضي. وكذلك تسبب إرهاب المستوطنين، بمساعدة جيش الاحتلال، باقتلاع 1200 شجرة زيتون في محافظات الضفة وتخريبها وتسميمها. وأشار شعبان إلى أن المستوطنين حاولوا إقامة سبع بؤرٍ استيطانية جديدة منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي.

وخلال السنوات القليلة الأخيرة، برز ما يُعرف بالاستيطان الرعوي في الضفة الغربية، وهو عبارة عن بؤر استيطانية متفرقة يقودها متطرفون من تنظيمات دينية إرهابية، مثل "شبيبة التلال"، وتستهدف السيطرة على المساحات الجبلية الفارغة في المناطق المصنفة "ج" وفق اتفاق أوسلو، لكنها تمددت لاحقاً إلى عمق الضفة في المناطق "ب" و"أ" وفق التصنيف نفسه. وتشكل البؤر الاستيطانية مركزًا للهجمات الممنهجة التي باتت تستهدف الفلسطينيين في منازلهم وخلال تنقلهم على الطرقات.

وقال شعبان إن "تصاعد عمليات محاولة إقامة البؤر الاستيطانية في المرحلة الأخيرة لا يمكن له أن يكون إلا بتعليمات واضحة من المستوى السياسي في دولة الاحتلال بغرض فرض الوقائع على الأرض وفرض المزيد من تمزيق الجغرافية الفلسطينية".

وأخذ إرهاب المستوطنين دفعة قوية منذ وصول وزراء تورطوا سابقاً في دعم هجمات على الفلسطينيين، إلى مواقع مؤثرة في الحكومة الإسرائيلية، أبرزهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. وقالت الهيئة الفلسطينية إن "المستوطنين يتولون مهمة إحداث تغيير على الأرض ثم يتولى المستوى الرسمي تحويل هذا التغيير إلى أمر واقع من خلال تشريعه وتثبيته وتحويله إلى موقع استيطاني يحظى بكافة الخدمات".

من جانب آخر، استولت سلطات الاحتلال خلال الشهر المنصرم على ما مجموعه 244.816 دونماً من أراضي الفلسطينيين من خلال ثلاثة عشر أمراً عسكرياً، هدفت لإنشاء مناطق عازلة حول مستوطنات في محافظة رام الله نابلس وقلقيلية وسلفيت وطولكرم، وفق الهيئة الفلسطينية.

وأشار شعبان إلى أن سلطات الاحتلال نفذت خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 25 عملية هدم طاولت 28 منشأة، بينها 15 منزلاً مأهولاً، ومنزلان غير مأهولين، و11 منشأة زراعية، تركزت في محافظات طوباس وسلفيت والخليل. وبيّن شعبان أن سلطات الاحتلال وزعت 30 إخطاراً لهدم منشآت فلسطينية، في مواصلة لمسلسل التضييق على البناء الفلسطيني والنمو الطبيعي للقرى والبلدات الفلسطينية التي تترجم هذه الأيام بكثافة كبيرة في عمليات الهدم. وتركزت الإخطارات في محافظات الخليل والقدس.

إلى ذلك، أكد شعبان أن سلطات الاحتلال درست في أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، 19 مخططاً هيكلياً لصالح مستوطنات الضفة الغربية وداخل حدود بلدية الاحتلال في القدس، بواقع 12 مخططاً لمستوطنات الضفة و7 مخططات لصالح مستوطنات داخل حدود بلدية الاحتلال في القدس.

وأضاف أن سلطات الاحتلال صادقت على ثمانية مخططات هيكلية لمستوطنات الضفة (بما فيها نشر المصادقة على مخططين يخصان مشروع E1) وأودعت أربعة مخططات أخرى، وصادقت من خلال ذلك على بناء 3524 وحدة جديدة على مساحة تقدر بـ2233.138 دونماً. في حين صادقت بلدية القدس على مخططين وأودعت للمصادقة اللاحقة 5 مخططات تخص مستوطنات داخل حدود المدينة، بواقع 1205 وحدات استيطانية، على مساحة تقدر بـ28.549 دونماً من أراضي الفلسطينيين.