استمع إلى الملخص
- نفذت القوات الجوية العراقية عمليات ناجحة في المناطق الجبلية والصحراوية، مثل جزيرة "البو مرموص"، مما أدى إلى مقتل قادة بارزين وتدمير معدات التنظيم.
- تواصل القوات العراقية تكثيف عملياتها لمنع تحركات "داعش"، مع توجيهات حكومية لمراجعة الخطط العسكرية وتبني تكتيكات غير تقليدية، حيث لا يتجاوز عدد الإرهابيين المتبقين 400 عنصر.
يعتمد العراق في مهمة القضاء على ما تبقى من عناصر وقيادات تنظيم "داعش" داخل أراضيه على الضربات الجوية النوعية بشكل متزايد، ضمن مسعى منه لتقليل الخسائر البشرية بين أفراد الأمن التي قد تنجم عن التحرك براً باتجاه بقايا التنظيم، حيث عادة ما يكون بين أفراد التنظيم انتحاريون، أو يكونون موجودين بمناطق مفخخة مسبقاً، كالمنازل والكهوف بالمناطق الجبلية. وتواصل القوات الأمنية العراقية تحقيق تقدم في ملاحقة ومتابعة خلايا التنظيم، حيث تمكنت من قتل عدد من قادة التنظيم وعناصره، إضافة إلى تدمير عدد كبير من الأماكن السرية في المناطق الصحراوية. والاثنين الماضي، أعلنت وزارة الدفاع العراقية قصف موقع في محافظة صلاح الدين بضواحي مدينة الدور، استهدفت مقرا يختبئ فيه أفراد من تنظيم "داعش" داخل جزيرة في نهر دجلة تُعرف بـ"البو مرموص".
وبحسب البيان العسكري العراقي، فإن العملية تمت بنجاح، وأسفرت عن مقتل جميع أفراد التنظيم وتدمير معدات وأسلحة وأجهزة اتصال. وهذه العملية الثالثة لسلاح الجو العراقي خلال أقل من شهر واحد تستهدف مناطق جبلية أو صحراوية يتم رصد تحركات لمسلحي التنظيم فيها. مسؤول عسكري في بغداد قال لـ"العربي الجديد"، إنه يتم "الاعتماد على الضربات الجوية لتقليل الخسائر المتوقعة في صفوف قوات الجيش والشرطة، ولسرعة تنفيذ المهمة قبل تغيير المسلحين مواقعهم بعد أن يتم رصدهم". وأضاف أن الضربة الأخيرة أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر تنظيم "داعش"، وتم التعرف إلى إحدى الجثث، وهي تعود لما يُعرف بمسؤول (ولاية صلاح الدين)، والذي يعد من أبرز قادة التنظيم، و"العمل يجري على التعرف إلى الجثث الأخرى"، مؤكداً العثور على مخازن أسلحة مختلفة، إضافة إلى بعض الأحزمة الناسفة والمواد المتفجرة، والعملية البرية مستمرة ومتواصلة لمسح كامل المنطقة.
عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي علاوي البنداوي قال لـ"العربي الجديد"، إن "العراق يعتمد بشكل أساسي على الضربات الجوية النوعية للقضاء على ما تبقى من خلايا وعناصر تنظيم داعش في المناطق الصحراوية والجبلية، وحقق نجاحات كبيرة ومهمة بتلك الضربات من قتل قادة بارزين في التنظيم وتدمير مخازن للأسلحة خطيرة وكبيرة". وأضاف البنداوي أن "خلايا تنظيم داعش الإرهابي تختبئ في مناطق وعرة، وبعض تلك المناطق يصعب تنفيذ أي عمليات عسكرية برية فيها، وأي عملية برية ربما تكون فيها خطورة على سلامة القطعات العسكرية، ولهذا الاعتماد بمواجهة هؤلاء الإرهابيين يتم عبر الضربات الجوية، وبعد ذلك تكون هناك عملية تمشيط برية، وعمليات إنزال جوي لمعرفة الأهداف التي تم استهدافها". وكثّفت القوات العراقية عملياتها الأمنية لمنع تحركات عناصر تنظيم "داعش"، خاصة في المحافظات المحررة، وقد أعلنت قيادة الجيش أخيراً أن "أعداد الإرهابيين الموجودين في العراق حالياً لا تزيد عن 400".
ويختبئ ما تبقى من عناصر التنظيم في مناطق وعرة، لكن السلطات الأمنية العراقية تقول إنها "تحت المراقبة"، ويستهدف الطيران الحربي العراقي باستمرار خطوط الإمداد لهذه الجماعات، وتحديداً على حدود محافظات نينوى وديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار، وفي مناطق تقع على حدود محافظتي كركوك والسليمانية، مثل وداي زغيتون، ووادي الشاي، وجبال الشيخ يونس، ووادي حوران. وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني قد أصدر توجيهات إلى القيادات الأمنية بالتأهب وإجراء مراجعات شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لتنظيم "داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، بهدف إضعاف قدرات عناصر التنظيم والحدّ من حركاتهم.