القيادي الفلسطيني زكريا الزبيدي ضمن المحررين في صفقة التبادل إلى الضفة

30 يناير 2025
شاب يرفع صورة زكريا الزبيدي في رام الله، 30 يناير 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتجه الأنظار إلى الإفراج عن زكريا الزبيدي ضمن صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، حيث سيخرج من سجن "عوفر" إلى جنين.
- تشمل الصفقة إطلاق سراح 30 أسيراً فلسطينياً محكومين بالمؤبد و80 آخرين بأحكام متفاوتة، مع تهديدات إسرائيلية لعائلة الزبيدي بعدم الاحتفال.
- واصلت قوات الاحتلال اقتحام منازل الأسرى المتوقع الإفراج عنهم، بهدف النيل من معنويات العائلات وخلق حالة إرباك.

تتجه الأنظار اليوم الخميس، إلى الإفراج عن القيادي في حركة فتح زكريا الزبيدي ضمن صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ومن المتوقع خروجه من سجن "عوفر" باتجاه جنين شمال الضفة الغربية، فيما قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية إن الاحتلال سيمنعه من العودة إلى مخيم جنين، حيث مسقط رأسه. والزبيدي هو أحد الأسرى الذين حرروا أنفسهم لأيام من سجن جلبوع قبل نحو أربع سنوات.

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس لـ"العربي الجديد" إن اسم الأسير زكريا الزبيدي موجود في الكشوف الرسمية التي وصلت إلى الهيئة، وسيُفرج عنه في الضفة الغربية. وحسب فارس، سيتم اليوم، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء، إطلاق سراح 30 أسيراً فلسطينياً محكومين بالمؤبد، علماً أن المؤبد مفتوح في دولة الاحتلال ولا يخضع لسقف زمني، إضافة إلى إطلاق سراح 80 أسيراً من فئات مختلفة، بينهم محكومون بأحكام متفاوتة.

وأشار فارس إلى أن الزبيدي من المتوقع أن يُفرج عنه من سجن عوفر المقام على أراضي بلدة بيتونيا غربي رام الله، وسيتوجه بعدها إلى مدينة جنين. والأسير الزبيدي (50 عاماً) من مواليد مخيم جنين، وكان من أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة فتح إبان انتفاضة الأقصى، وتعرّض للمطاردة لسنوات من الاحتلال الإسرائيلي، وواجه الاعتقال وأصيب عدة مرات منذ أن كان قاصراً.

واعتقل زكريا الزبيدي في فبراير/شباط 2019، على خلفية مقاومة الاحتلال، وما يزال موقوفاً حتى اليوم على هذه القضية، علماً أن محكمة الاحتلال أصدرت حكماً بحقه لخمس سنوات على خلفية عملية "نفق الحرية" وكذلك رفاقه الخمسة الذين تمكّنوا من تحرير أنفسهم لبضعة أيام من سجن جلبوع قبل أن يُعاد اعتقالهم.

وخلال مايو/أيار 2022، استشهد شقيقه داود الزبيدي إثر إطلاق الاحتلال النار عليه، وبعد نقله إلى مستشفى (رمبام) الإسرائيلي للعلاج أُعلن عن اعتقاله واستُشهد فيه، ويواصل الاحتلال احتجاز جثمانه حتى اليوم، فيما استشهدت والدته، وشقيقه طه في انتفاضة الأقصى. وفي شهر سبتمبر/أيلول 2024، استشهد نجله محمد، وحرم زكريا الزبيدي من وداعه كما حُرم سابقاً من وداع أفراد عائلته.

في الأثناء، تلقت عائلة الأسير الزبيدي تهديدات من ضابط في المخابرات الإسرائيلية تحذّرها من القيام بأي مظاهر احتفال بعد الإفراج عنه. وقال عمّه جمال الزبيدي لـ"العربي الجديد": "تلقينا اتصالاً هاتفياً يوم أمس، هددنا فيه ضابط من مخابرات الاحتلال بعدم القيام بأي مظاهر للاحتفال بخروج زكريا من المعتقل". وأضاف "هُددنا بعقاب جماعي واقتحام منزل العائلة في المخيم في حال قمنا بأي مظاهر للاحتفال بتحرر زكريا".

وفي الوقت ذاته، واصلت قوات الاحتلال اقتحام منازل عائلات الأسرى الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم اليوم، فقد اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال قرية دير شرف غربي نابلس، وداهمت منزل الأسير أشرف راجح نوفل، الذي أمضى 24 عاماً في المعتقلات الإسرائيلية، وهو محكوم بالسجن 40 عاماً.

وقال أحد أفراد عائلته لـ"العربي الجديد": "جرى اقتحام المنزل من عشرات الجنود بوحشية، وتجميع أفراد العائلة في مكان واحد، والتحقيق معهم ميدانياً حول صلة القرابة، وأماكن سكنهم، ومصدر قدومهم". وتابع: "هددونا بعدم التجمع، وأبلغونا أن طائرة مسيّرة ستكون فوق المنزل وستتدخل لقمع أي تجمع بالقوة". وأضاف: "وهُددنا بإعادة اعتقال عمّي لؤي نوفل، وهو أسير محرر في صفقة وفاء الأحرار، في حال قام بأي مظاهر للاحتفال بالإفراج عن شقيقه".

من جهته، قال مكتب إعلام الأسرى في بيان له: "يتصل ضباط مخابرات الاحتلال بعدد من عائلات الأسرى في الضفة الغربية، مدّعين أن أبناءهم سيُفرج عنهم ضمن صفقة التبادل (طوفان الأحرار)، ومطالبين إياهم بعدم القيام بأي مظاهر احتفال لاستقبالهم". وشدد المكتب على أن هذا الأسلوب المخابراتي الخبيث يهدف إلى النيل من معنويات العائلات، وخلق حالة إرباك تشوش على المشهد.

ودعا مكتب إعلام الأسرى الشعب الفلسطيني وعائلات الأسرى إلى عدم التعاطي مع هذه المعلومات المغلوطة والمضللة، والاعتماد فقط على القوائم الصادرة عن مكتب إعلام الأسرى والمؤسسات العاملة في شؤون الأسرى. وأكد المكتب أن القوائم التي ينشرها الاحتلال هي إجراء داخلي، والاتصالات التي يجريها تهدف حصراً إلى خلق البلبلة وإثارة الإرباك بين عائلات الأسرى.