المغرب: مظاهرات في عدة مدن تنديداً بمجازر إسرائيل في غزة

18 مارس 2025
لم تتوقف المظاهرات الداعمة لغزة في المغرب، الرباط 3 أغسطس 2024 (أبو آدم محمد/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت المغرب احتجاجات في مدن متعددة، منها الرباط، ضد العدوان الإسرائيلي على غزة وخرق الهدنة، مطالبين بوقف الحرب وإنهاء التطبيع مع إسرائيل، وداعمين للمقاومة الفلسطينية.
- دعت تنظيمات مغربية، مثل "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، إلى احتجاجات تضامنية، مطالبة الحكومة بمواقف واضحة ضد الاحتلال ووقف التطبيع، وتحرك دولي لكسر الحصار.
- عبرت تنظيمات سياسية، مثل حزب "العدالة والتنمية"، عن إدانتها للعدوان ودعت لدعم الفلسطينيين وقطع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدة على حق المقاومة.

أثار استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة وخرقه اتفاق الهدنة، غضباً واسعاً في المغرب تُرجم في تظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين في عدة مدن بالمملكة دعت إلى وقف الحرب وإنهاء اتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب. وفي العاصمة الرباط تظاهر نشطاء مغاربة، مساء الثلاثاء، أمام مقر البرلمان استنكاراً لـ"مواصلة الكيان الصهيوني النازي لحرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة"، واحتجاجاً على "استمرار التطبيع الرسمي المخزي" وفقاً لما جاء في بيان لـ"مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية).

وندد المشاركون في وقفة الرباط الاحتجاجية بحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وبسياسة التجويع وفرض حصار مطبق ومنع دخول كل عناصر الحياة إلى القطاع ومحاولات التهجير القسري. كما طالب المحتجون في الوقفة التي نُظمت تحت شعار"استمرار حرب الإبادة الجماعية... جريمة كاملة ضد الإنسانية... استمرار المقاومة واجب وجودي"، بوقف القتل ومحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه منددين بالتواطؤ والدعم الأميركي والغربي، مع تجديد الدعوة لإسقاط كل أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال.

كما ردد المحتجون خلال وقفتهم الاحتجاجية شعارات تندد بالتطبيع وطالبوا بإيقاف كل أشكال التطبيع وطرد مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط. ومن الشعارات التي رددها المحتجون: "قولوا لتجار التطبيع فلسطين ماشي (ليست) للبيع"، "فلسطين أمانة والتطبيع خيانة"، "المقاومة أمانة والتطبيع خيانة"، "عهد الله لن نخون غزة والأقصى"، "من المغرب إلى فلسطين شعب واحد مش شعبين". كما رفع المحتجون الأعلام الفلسطينية والمغربية واللبنانية ولافتات تحمل عبارات مثل: "جرائم صهيونية- نازية بشراكة عربية ودولية بحق الشعب الفلسطيني"، "الشعب المغربي يبارك للشعب الفلسطيني انتصار معركة طوفان الأقصى ويعاهد الشهداء على مواصلة المقاومة حتى تحرير فلسطين"، "لا نكبة بعد الطوفان ولا تطبيع مع العدوان"، "الشعب المغربي يطالب بحل وإلغاء مجموعة العار البرلمانية الإسرائيلية المغربية... التطبيع جريمة خيانة" و"من القدس إلى بيروت المقاومة لن تموت".

إلى ذلك، طالب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أوس الرمال، الحكومة المغربية باتخاذ "مواقف أشد وضوحاً بشأن جرائم الاحتلال، وبوقف كل أشكال التطبيع، وفتح المجال أمام المبادرات الشعبية لإغاثة أهل غزة"، مؤكداً ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لكسر الحصار ووقف الحرب ومحاسبة الاحتلال، وقال الرمال في كلمة باسم التنظيمات المشاركة في الوقفة الاحتجاجية: "سيبقى المغاربة أوفياء للأقصى ولفلسطين... سندافع بكل ما أوتينا من قوة عن إخواننا الفلسطينيين بالكلمة والوقفات والمسيرات والمقاطعة والضغوط مهما كلفنا ذلك. نرفض أن نكون من الخاذلين".

وبينما قرأ المشاركون في نهاية الوقفة سورة الفاتحة ترحماً على شهداء غزة، كان لافتاً حرق علمين إسرائيليين للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك في رد جديد على انتقاد رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط السابق، دايفيد غوفرين، للمظاهرات الشعبية التي خرجت في عدة مدن تنديداً بمحاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ودعوته السلطات المغربية إلى منع المواطنين من حرق العلم الإسرائيلي.

ويأتي ذلك، في وقت يُنتظر فيه خروج مظاهرات شعبية، ليل الثلاثاء، في عدة مدن، من بينها العاصمة الرباط، أمام مبنى البرلمان، ومدينة طنجة، في ساحة إيبيريا، بدعوة من "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية). وبالتوازي يُنتظر أن تشهد عشرات المدن المغربية، منها الدار البيضاء والمحمدية والجديدة، احتجاجات بعد صلاة التراويح دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" للمطالبة بوقف المجازر الإسرائيلية والتنديد بالجرائم المتواصلة وإسقاط التطبيع، وكانت الهيئة المغربية استبقت الاحتجاجات المنتظرة الليلة، بدعوة المغاربة إلى تدشين مرحلة جديدة ونوعية من الاحتجاج والإسناد للضغط على المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف المجازر المستمرة منذ بداية معركة طوفان الأقصى.

وفي السياق، قال الكاتب العام لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، محمد الرياحي الإدريسي، لـ"العربي الجديد" إن "العديد من المدن المغربية أعلنت عن خروجها في فعاليات تضامنية واحتجاجية عقب صلاة التراويح تنديداً بالعدوان الصهيوني الغاشم وخرق اتفاق وقف إطلاق النار من طرف جيش الاحتلال"، مشيراً إلى أن "هذه الفعاليات تأتي استمراراً للحراك الشعبي المغربي الذي لم يتوقف خلال معركة طوفان الأقصى وعم كل مدن البلاد".

وأكد الإدريسي أن "الفعاليات التي سيشهدها المغرب بعد صلاة التراويح تروم استنكار العدوان الصهيوني الذي خلف أكثر من 400 شهيد والمئات من المصابين والمعطوبين في خطوة غادرة استهدفت المدنيين خلال وقت السحور، والتنديد بالدعم الأمريكي المباشر للكيان المجرم وبسياسة الرئيس ترامب الداعمة لليمين الإسرائيلي المتطرف". كما تهدف الفعاليات، وفق الإدريسي، لرفض "كل دعاوى ومحاولات تهجير سكان القطاع وما يرافق ذلك من تجويع ممنهج يتنافى مع كل المواثيق الدولية والإنسانية، وكذلك تأكيد "الرفض الشعبي المغربي لكل المخططات التطبيعية التي لا زال يباشرها النظام مع الكيان المارق". وأكد أن الفعاليات المنظمة تروم دعوة الأنظمة العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤوليتها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ووقف العدوان الهمجي الذي يستهدف غزة والضفة.

وفي وقت لم يصدر فيه إلى حد الساعة أي موقف مغربي رسمي بخصوص المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بعد استئناف عدوانها على غزة، كان لافتاً تعبير العديد من التنظيمات السياسية المغربية عن إدانتها لهذه الجريمة الجديدة. ودان حزب "العدالة والتنمية"، في بيان لأمانته العامة، سياسة الإدارة الأميركية المنحازة والداعمة للاحتلال الإسرائيلي، والمشارِكة بشكل مباشر في حرب الإبادة، ودعا الحزب المغرب إلى "التنديد باﻹجرام الصهيوني واتخاذ كل المبادرات لوقف حرب اﻹبادة ودعم الفلسطينيين، وإلغاء كل الاتفاقيات وقطع كل العلاقات مع هذا الكيان المجرم والغادر الذي لا يُؤْمِنُ بالسلام ولا يُؤْمَنُ جانبه ولا خير يرجى منه أبداً".

من جهتها، حذرت جماعة "العدل والإحسان"، أكبر تنظيم إسلامي غير معترف به في المغرب، من العواقب الوخيمة لهذا العدوان المتواصل، والذي "لن يزيد شعبنا الفلسطيني إلا صموداً وإصراراً على المقاومة المشروعة حتى تحرير أرضه". وأكدت الجماعة، في بيان لها، أن المقاومة حق مشروع، وأنها الخيار الوحيد للتحرير، وأن الشعب الفلسطيني ليس وحده، بل يقف معه كل أحرار الأمة والعالم حتى دحر الاحتلال. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نظمت بشكل شبه يومي في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة ورفض التطبيع.