بروفيسور أميركي: إسرائيل تسعى إلى صراع واسع بالمنطقة ستاراً للتطهير في غزة

14 يونيو 2025
البروفيسور الأميركي جون ميرشايمر، 14 يونيو 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يرى البروفيسور جون ميرشايمر أن دعم ترامب غير المباشر لإسرائيل في هجومها على إيران يهدف إلى إنهاء المفاوضات بين أميركا وإيران، مما يوسع الصراع في الشرق الأوسط.
- يعتقد ميرشايمر أن الهجوم الإسرائيلي يسعى لتوسيع دائرة الصراع لتسهيل تنفيذ التطهير العرقي في غزة، معتمدين على مشاركة الولايات المتحدة.
- يُعتبر ميرشايمر من أبرز منظّري "الواقعية الهجومية"، وقد ألف كتباً عن الصراع، وتوقع هزيمة أوكرانيا رغم الدعم الغربي، داعياً للتفاوض مع روسيا.

قال البروفيسور الأميركي جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفّر الغطاء لإسرائيل لتنفيذ هذا الهجوم على إيران، بعد أن أظهر أنه يصر على العمل الدبلوماسي واستكمال المفاوضات، في الوقت الذي كان يناقش فيه مع إسرائيل تفاصيل هذا الهجوم، متظاهرًا بأنه لا يعرف. واعتبر أن "أي دولة تثق في الولايات المتحدة في هذه الفترة فهي غبية، بمن فيهم حلفاؤنا أنفسهم، وأثق أن الرئيس الروسي لا يثق في دونالد ترامب".

وأوضح ميرشايمر، في بودكاست يقدمه أندرو نابوليتانو، أن الرئيس ترامب سقط في الفخ الذي نصبته له إسرائيل، والتي هدفت من هذه الضربة إلى إنهاء المفاوضات بين أميركا وإيران، وهو ما تحقق بالفعل. أما الهدف الثاني فهو دفع الولايات المتحدة للمشاركة في الصراع والدفاع عنها، بما يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط. وقال: "لا حل دبلوماسيا الآن"، مضيفًا: "إسرائيل تريد منا أن نقوم بالعمل القذر. إسرائيل أصبحت تعتمد على أميركا بشكل كامل".

واعتبر أن الرسالة الموجهة إلى دول العالم من خلال ما يحدث الآن، هي أنه إذا لم يكن لديك سلاح نووي فعليك أن تحصل عليه. وأشار إلى أن القذافي، عندما تخلى طواعية عن برنامجه النووي، قُضي عليه، بينما كوريا الشمالية في وضع جيد لأنها تملك سلاحًا نوويًا.

وذكر جون ميرشايمر، في حلقة أخرى من البرنامج، أن رؤيته للهجوم الإسرائيلي على إيران تشير إلى أنه هدف فرعي، بينما الهدف الأساسي هو توسيع دائرة الصراع في المنطقة ليكون من السهل تنفيذ التطهير العرقي في غزة. وقال: "لتقوم بالتطهير العرقي، تحتاج إلى حرب كبيرة، وهذا يوفر غطاء للإسرائيليين للعمل على تهجير وإبادة الفلسطينيين".

وأضاف أنه يعتقد أن الإسرائيليين يدركون تمامًا أنه لا توجد طريقة تمكّنهم من القضاء السريع على القدرات النووية الإيرانية، لكنهم ينفذون الهجوم الآن لأنهم يرون في ذلك فرصة للتطهير الكامل لغزة "إذا تمكنوا من خلق حرب إقليمية واسعة بمشاركة الولايات المتحدة، بحيث يصرف الجميع أنظارهم عن المشكلة الفلسطينية، ما يعني توفير غطاء لهم".

وأشار إلى أن الأمر مرتبط أيضًا بنتنياهو نفسه، وقال: "كلما كثرت الحروب وازدادت الصراعات، كان ذلك أفضل له، لكن هناك شرائح من المجتمع وقوات الدفاع بحاجة إلى وضع حد لهذه الصراعات، وهو يدرك ذلك، ولذلك يدفع باتجاه الحرب الآن قبل أن يُجبر على سحب كامل قواته من غزة، ويفقد القدرة على تنفيذ التطهير العرقي". ولفت إلى أنه منذ نقضه لوقف إطلاق النار، أعاد تمركز القوات في غزة، وهي تسيطر حاليًا على ثلثها، ما يضعهم في "وضع جيد لتنفيذ ما يرغب في تنفيذه، لكنه يحتاج إلى غطاء، والحرب ضد إيران ستفي بالغرض".

يُصنف ميرشايمر كواحد من أهم خمسة عقول أميركية في العلوم السياسية خلال الخمسين عامًا الأخيرة. تخرّج في جامعة كورنيل، وبدأ التدريس في جامعة شيكاغو في ثمانينيات القرن الماضي، ويُعد من أبرز منظّري "الواقعية الهجومية" في العلاقات الدولية. قام بالتدريس في عدد من كبريات الجامعات الأميركية، وألف عدة كتب عن الصراع، من بينها: اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية، ومأساة سياسة القوى العظمى. وكان قد توقّع، خلال السنوات الماضية، هزيمة أوكرانيا رغم الدعم الأميركي والغربي، ودعا إلى استغلال الفرصة عندما كانت روسيا تطلب التفاوض لوقف إطلاق النار، ورفضت الولايات المتحدة ذلك في عهد الرئيس جو بايدن.