ترحيب دولي بإطلاق سراح المحتجزين من غزة وتشكيك روسي بخطة ترامب
استمع إلى الملخص
- شخصيات دولية مثل ماكرون وكالاس أشادوا بدور ترامب، بينما أكد ميرز وفاديفول على أهمية إعادة رفات القتلى ونزع سلاح حماس.
- الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي شددوا على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات لغزة، بينما أبدت روسيا شكوكها حول خطة ترامب.
رحبت أطراف دولية بإطلاق حركة حماس سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، صباح اليوم الاثنين، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.
واستكملت المقاومة الفلسطينية إطلاق سراح 20 محتجزاً إسرائيلياً على دفعتَين منذ ساعات صباح اليوم، الأولى شملت 7 أسرى والثانية 13 أسيراً، وجميعهم جنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي أسرتهم المقاومة بعد تنفيذها عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأعقبتها إسرائيل بحرب إبادة قتلت وجرحت نحو 230 ألف فلسطيني جلهم نساء وأطفال.
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، قائلاً إنّ "السلام أصبح ممكناً بالنسبة لإسرائيل وغزة والمنطقة"، وكتب الرئيس الفرنسي على منصة إكس لدى وصوله إلى شرم الشيخ لحضور القمة المخصّصة لغزة "أشارك العائلات فرحتهم بعد تسليم سبع رهائن إلى الصليب الأحمر".
كما رحّبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالخطوة، مشيدة بدور الرئيس الأميركي "في هذه المرحلة الحاسمة على طريق السلام"، وكتبت كالاس عبر "إكس" "الإفراج عن الرهائن إنجاز كبير للدبلوماسية ومرحلة حاسمة على طريق السلام. وقد جعل الرئيس ترامب هذا الاختراق ممكناً". ورحب المستشار الألماني فريدريش ميرز بالإفراج عن بقية المحتجزين الإسرائيليين، مشددا على ضرورة إعادة رفات القتلى أيضا من أجل عائلاتهم. وكتب على إكس "يجب أن يعود الرهائن المقتولون إلى ديارهم أيضا حتى تتمكن عائلاتهم من توديعهم بكرامة".
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول "نتوقع رؤية المزيد من التطورات نحو السلام وإذا مضت الأمور كذلك فلا يوجد ما يمنع السماح بعودة توريد جميع الأسلحة لإسرائيل مرة أخرى"، وأضاف أن قطر ومصر وتركيا ودولاً عربية أخرى تمارس ضغوطاً على حركة حماس في غزة لنزع سلاحها. وأضاف الوزير لإذاعة دويتشلاند فونك "جميع هذه الدول لا تريد استمرار نشاط حماس. إنها تريد نزع سلاحها، وفي هذا الصدد، لدينا سيناريو ضغط جيّد، لأنه لن ينجح بدون ضغط"، وتابع: "أعتقد أن كلاً من إسرائيل والفلسطينيين يدركون أن العنف لم يعد هو الطريق للمضي قدماً".
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بأنه "لحظة ارتياح للعالم بأسره"، وغردت فون ديرلاين عبر منصة إكس: "يعني هذا أنه يمكن طي صفحة. ويمكن لفصل جديد أن يبدأ"، وأكدت مجدّداً دعم الاتحاد الأوروبي لخطة ترامب، قائلة إنه عند الانتهاء منها يمكن أن تكون "لحظة تاريخية"، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساهمة "بكل الوسائل المتاحة لنا" لضمان نجاح هذه الخطة.
وعلى وجه الخصوص، قالت فون ديرلاين إنّ الاتحاد الأوروبي سوف يدعم السلطة الفلسطينية بالإصلاحات والجهود لتحسين الحوكمة، وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سوف يضطلع بدور فعال داخل مجموعة المانحين لفلسطين وتقديم الأموال لإعادة إعمار قطاع غزة.
غوتيريس يشعر بالارتياح
من جهته، كتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم الاثنين عبر منصة "إكس" أنه يشعر "بارتياح بالغ" إزاء استعادة الأفراد "الذين عانوا معاناة هائلة"، حريتهم ولم شملهم مع أسرهم قريبا، وكرر دعوته لإعادة رفات المحتجزين الذين قتلوا في غزة، وحث جميع الأطراف على العمل انطلاقا من التقدم الأخير واحترام التزاماتهم وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار "لإنهاء الكابوس في غزة".
"نقطة تحول"
وفي السياق، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إن إطلاق سراح المحتجزين يجب أن يكون نقطة تحول نحو سلام دائم، وحث جميع الأطراف على الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف كارني في بيان: "ندعو جميع الأطراف إلى مواصلة تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك مواصلة انسحاب القوات الإسرائيلية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية المستدامة وعلى نطاق واسع إلى غزة وفي جميع أنحائها دون تأخير". وأضاف "يجب أن يكون إطلاق سراح الرهائن نقطة تحول نحو سلام دائم"، مؤكدا على ضرورة نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وعدم الاضطلاع بأي دور في إدارة دولة فلسطينية منزوعة السلاح مستقبلا.
الصين تكتفي بالترحيب وروسيا تشكك بخطة ترامب
بدورها، رحّبت الصين بإطلاق سراح أسرى الاحتلال الإسرائيلي، ولدى سؤاله عن الأمر أثناء مؤتمر صحافي دوري، قال الناطق باسم الخارجية لين جيان إنّ الصين تشيد بالتطورات بينما تدعو إلى الاستقرار في المنطقة. أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، فقال إنّ خطة ترامب لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تقتصر على قطاع غزة بينما تتسم "بغموض شديد" في ما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية، وأضاف لافروف أن خطة ترامب يجب أن توضح ما سيحدث في الضفة الغربية.
ولدى هبوط طائرته في مطار بن غوريون بتل أبيب وبالتزامن مع إطلاق سراح المحتجزين، جدد ترامب قوله عن حرب غزة إنّها "انتهت"، مضيفاً "لا أعلم شيئاً عن ريفييرا غزة، هناك أشخاص عليكم الاهتمام بهم أولاً"، وشدد على أنّ "الجميع يريد أن يكون جزءاً من السلام"، لافتاً إلى أنّ "قطر قدّمت مساعدة كبيرة للتوصل إلى اتفاق غزة وعاشت وسط كل ذلك، وأميرها (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) شخص مذهل للغاية وشجاع".