خرج آلاف المغاربة، عقب صلاة الجمعة، في تظاهرات شهدتها عشرات المدن تضامناً مع الفلسطينيين وتنديداً بآلة الحرب الإسرائيلية وبالتطبيع مع إسرائيل، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام.
وكانت هيئات مدنية في المغرب قد أعلنت في وقت سابق عن تخليد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال فعاليات وتظاهرات تضامنية في مختلف أنحاء البلاد أيام الجمعة والسبت والأحد، فضلاً عن مسيرة شعبية ستقام في الدار البيضاء، مساء الأحد المقبل، دعماً للمقاومة الفلسطينية ومطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة، وذلك بدعوة من "الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع ودعم فلسطين" (غير حكومية).
وشهدت عشرات المدن المغربية عقب صلاة الجمعة، من بينها الدار البيضاء وأكادير وفاس وورزازات وخريبكة ومكناس وتطوان ووجدة وسلا ومراكش والناظور وبني ملال وزايو وشفشاون وآزمور وتاوريرت وآزرو، تنظيم وقفات احتجاجية ضمن تظاهرات "جمعة طوفان الأقصى 60" بدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية)، ردد خلالها المحتجون شعارات تدعم الفلسطينيين في مقاومتهم ومطالبهم العادلة والمشروعة، وأخرى تطالب السلطات المغربية بـ"التراجع عن اتفاقيات التطبيع المشؤومة مع الكيان ورموزه". كما طالب المتظاهرون بوقف الإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، وفتح المعابر ووصول المساعدات الإنسانية.
وأعلن الكاتب العام لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) محمد الرياحي الإدريسي، في حديث مع "العربي الجديد"، عن تنظيم 105 تظاهرات بـ48 مدينة مغربية في "جمعة طوفان الأقصى رقم 60" المنظمة تحت شعار: "جميعاً من أجل إيقاف الإبادة الجماعية بغزة".
وأوضح الإدريسي أنه بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني واستمراراً في الحراك الشعبي الداعم لغزة، دعت الهيئة المغربية الشعب المغربي لمواصلة دعم وإسناد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، لحرب إبادة غير مسبوقة يراد منها الإجهاز على ما تبقى من حقوق الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن مقدسات الأمة العربية والإسلامية.
وقال إنّ الفعاليات التي ستعم كل مدن المغرب في هبة تضامنية متواصلة، هدفها استنكار ما تقوم به سلطات الاحتلال من مجازر وحشية في حق المدنيين العزل بغزة، خاصة سكان الشمال الذين يتعرضون لتجويع ممنهج هدفه تهجيرهم تحقيقاً لخطة الجنرالات. كما تهدف الفعاليات، وفق الإدريسي، إلى "استنكار الدعم الأميركي المباشر للكيان الصهيوني واعتباره شريكاً فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر تعجز الكلمات عن وصفها والتحدث عنها".
وتابع: "في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إلى جانب كل أحرار المغرب وشركائه نؤكد على أحقية الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته، كما نؤكد وقوفنا إلى جانبه في مسعاه لتحرير كل أرضه وطرد المحتل الغاصب. كما أننا بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني نجدد استنكارنا لكل أشكال التطبيع المغربي مع القتلة والمجرمين الذين لا يزالون يمارسون أبشع صور القتل والدمار والتهجير والاعتقال في صفوف الفلسطينيين".
ويحيي العالم في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977، باعتباره مناسبة لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، ودعماً لحقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وإلى جانب الوقفات أمام المساجد عقب صلاة الجمعة في أكثر من مدينة، ينتظر أن تنظم وقفات مماثلة عقب صلاة المغرب ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط بدعوة من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية)، "دعماً لمقاومة الشعب الفلسطيني وتضحياته ورفضا للتطبيع المشؤوم وخططه".
وفي السياق، قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" (أحد مكونات مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين) أحمد ويحمان، إنّ "تخليد مجموعة العمل الوطنية يوم التضامن العالمي مع كفاح الشعب الفلسطيني العادل بالدعوة إلى إقامة عدد من الفعاليات بمختلف الجهات والمؤسسات، ومنها وقفة أمام البرلمان مساء الجمعة، يهدف لتوجيه رسائل في كل الاتجاهات أولها موجه إلى الشعب الفلسطيني البطل لنؤكد له أن الشعب المغربي منخرط في كفاحه باعتبار القضية الفلسطينية قضية وطنية كما يقر بذلك المغاربة في قوانين أحزابهم ونقاباتهم وجمعياتهم، وكما تبح به حناجرهم في كل الوقفات والمسيرات".
وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد": "ثاني الرسائل موجه إلى الصهاينة لنؤكد لهم أنهم كانوا دوماً ولا يزالون وسيبقون أعداء المقام الأول للمغاربة، لأنهم قتلة ومجرمو حرب ومحتلون وعنصريون وقاتلو المسلمين والعرب، منهم المغاربة المسلمين في حارتهم بالقدس وغزة الذين يتعرضون لقمع متواصل". ولفت إلى أن الوقفة هي كذلك "رسالة إلى المطبعين لنذكرهم بأنهم شركاء في جرائم ومجازر كيان الاحتلال، وأن كل يوم يمضي ومكتب الاتصال الصهيوني ما زال مفتوحاً بالرباط هو إجرام متواصل بحق الشعبين الفلسطيني والمغربي على حد سواء".
وشدد على أن "هناك ثابتا لدى كل القوى الحية بالبلاد لا يقبل النقاش هو أن الشعب الفلسطيني ومقاومته، بما يقدمان من تضحيات، هما الجهة الوحيدة المعنية بتقرير المصير في فلسطين، ولا يحق لأية جهة أخرى كائنة من تكون أن تلغي أي لغي بهذا الصدد".