تنصيب مادورو لولاية ثالثة في فنزويلا والمعارضة تندد بـ"انقلاب"

10 يناير 2025
رئيس فنزويلا نيكولاس مادوروخلال حفل التنصيب، 10 يناير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أدى نيكولاس مادورو اليمين الدستورية لولاية ثالثة في فنزويلا وسط اتهامات من المعارضة بأنه "انقلاب" على الديمقراطية، حيث اعتبرت المعارضة أن مرشحها إدموندو غونزاليس أوروتيا هو الفائز الحقيقي.
- حضر مراسم التنصيب عدد قليل من رؤساء الدول، بينما هنأت روسيا مادورو ونددت الولايات المتحدة بتنصيبه وفرضت عقوبات جديدة، معتبرة أنه خسر الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
- تزامنت الاحتجاجات المعارضة مع قمع شديد من السلطات، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى واعتقالات، ودعت الأمم المتحدة للإفراج عن المعتقلين، مؤكدة عدم شرعية مادورو.

أدى رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو اليمين الدستورية الجمعة لولاية ثالثة مدتها ست سنوات، فيما وصفت المعارضة تنصيبه بأنه "انقلاب". وقال أمام الجمعية الوطنية: "أقسم إن هذه الفترة الرئاسية الجديدة ستكون فترة السلام والرخاء والمساواة والديمقراطية الجديدة". وبعد أن وضع حول عنقه وشاح الرئاسة وقلادة مفتاح تابوت سيمون بوليفار، أضاف مادورو: "قولوا ما تشاؤون (...) لكن هذا التنصيب الدستوري تم رغم كل شيء، وهو انتصار كبير للديمقراطية الفنزويلية". وتم تقديم موعد المراسم لمدة ساعة ونصف ساعة بدون سابق إنذار.

ووصل نيكولاس مادورو إلى قصر الجمعية الوطنية قرابة الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (14:30 توقيت غرينتش)، ومر بين صف من الجنود في زي رسمي قبل دخول المبنى، حيث صافح لفترة طويلة الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، أحد رؤساء الدول القلائل الحاضرين مع الرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا.

وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفنزويلي بتنصيبه لولاية ثالثة، فيما شارك رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين في حفل التنصيب في كراكاس. حضر المراسم أيضاً معظم الشخصيات الحكومية الفنزويلية، ومن بينها وزير الداخلية ديوسدادو كابيلو ووزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز، الشخصيات الرئيسية في قمع الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات.

من جهته، قال تحالف المعارضة الرئيسي "بلاتافورما يونيتاريا" في بيان: "لقد تم تنفيذ انقلاب"، مندداً بـ"اغتصاب السلطة من قبل نيكولاس مادورو (...) المدعوم بالقوة الغاشمة، متجاهلاً السيادة الشعبية التي تم التعبير عنها بقوة في 28 يوليو/تموز". وأضاف أن مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية إدموندو غونزاليس أوروتيا "هو الذي يجب أن يتم تنصيبه اليوم أو غداً".

وأعلن المعارض الفنزويلي أوروتيا، الذي يقول إنه فاز في الانتخابات الرئاسية، أن الرئيس نيكولاس مادورو "توّج نفسه ديكتاتوراً" في حفل تنصيبه الجمعة. وقال غونزاليس أوروتيا في شريط فيديو: "اليوم في كراكاس، انتهك مادورو الدستور والإرادة السيادية للشعب الفنزويلي التي تم التعبير عنها في 28 يوليو/تموز. إنه ينفّذ انقلاباً ويتوّج نفسه ديكتاتوراً". ودعا المعارض الفنزويلي الجيش إلى "عصيان الأوامر غير القانونية" الصادرة عن السلطة الحالية.

وأغلقت قوات الأمن المنطقة المحيطة بمقر الجمعية الوطنية في وسط كراكاس، فيما بث التلفزيون الرسمي صوراً لمئات من أنصار مادورو وهم يتظاهرون في الشوارع. كما أغلقت الحكومة الحدود مع كولومبيا فجر الجمعة، مشيرة إلى "مؤامرة دولية تهدف إلى زعزعة سلام الفنزويليين".

الجيش دعامة للسلطة

ودعت الحكومة الخميس إلى مسيرة لدعم مادورو في العاصمة، فيما نظمت المعارضة احتجاجاً ظهرت فيه زعيمتها ماريا كورينا ماتشادو لأول مرة في العلن منذ أغسطس/آب. وهتف آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا بدعوة من المعارضة "لسنا خائفين". وساد بعض الارتباك نهاية اليوم، بعدما أعلنت المعارضة اعتقال زعيمتها ماريا كورينا ماتشادو "بشكل عنيف"، ثم إطلاق سراحها. ولكن الحكومة نفت هذه الرواية للأحداث، وأدان المدعي العام طارق وليام صعب "عملية نفسية تهدف إلى إثارة العنف في فنزويلا".

وأعلن المجلس الوطني للانتخابات فوز مادورو بحصوله على 52% من الأصوات، لكن من دون نشر محاضر الانتخابات، قائلاً إنه تعرض لقرصنة إلكترونية، وهي فرضية اعتبرها العديد من المراقبين غير معقولة. وأثار إعلان المجلس الوطني للانتخابات موجة احتجاجات في أنحاء فنزويلا جرى قمعها بشدة، ما خلّف 28 قتيلاً وأكثر من 200 جريح و2400 موقوف بتهمة "الإرهاب".

وكما حدث خلال احتجاجات أعوام 2014 و2017 و2019 التي خلفت أكثر من 200 قتيل، حظي مادورو بدعم الجيش، أحد أعمدة سلطته، فضلاً عن النظام القضائي. وفي هذا الصدد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس فنزويلا إلى الإفراج عن جميع الأشخاص "المعتقلين تعسفياً"، مؤكداً أنه يتابع الوضع في فنزويلا "بقلق كبير".

واشنطن تندد بتنصيب مادورو

ندّدت الولايات المتحدة الجمعة بتنصيب نيكولاس مادورو رئيساً لفنزويلا لولاية ثالثة، وفرضت عقوبات جديدة على كراكاس، رافعة المكافأة مقابل الإدلاء بأي معلومات تؤدي إلى محاكمة الرئيس الفنزويلي إلى 25 مليون دولار. وجاء في بيان لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صدر بعيد أداء مادورو اليمين الدستورية: "يعرف الشعب الفنزويلي والعالم الحقيقة، من الواضح أن مادورو خسر الانتخابات الرئاسية للعام 2024 وليس له الحق في المطالبة بالرئاسة". ووصف بلينكن المراسم بأنها "تنصيب رئاسي غير مشروع"، مجدّداً تأكيد موقف واشنطن التي تعتبر أن المعارض إدموندو غونزاليس أوروتيا هو الرئيس المنتخب. وقال بلينكن إن الحد الأقصى للمكافآت المالية المرصودة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى توقيف مادورو أو محاكمته، وكذلك وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، رُفع إلى 25 مليون دولار.

كذلك، أعلن رصد مكافأة مالية جديدة قدرها 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى توقيف وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز أو محاكمته. والمكافآت المالية الثلاث مرصودة على خلفية تهم أميركية بتهريب المخدرات أُعلنت في مارس/آذار 2020، بعد عامين على انتخاب مادورو لولاية ثانية في استحقاق لم تعترف الولايات المتحدة بنتائجه.

وفي بيان منفصل، أعلنت الخزانة الأميركية فرض عقوبات على ثمانية مسؤولين يقودون "وكالات اقتصادية وأمنية رئيسية تمكّن نيكولاس مادورو من قمع وتخريب الديمقراطية في فنزويلا". وبين هؤلاء مسؤولون رفيعو المستوى من الجيش والشرطة، ورئيسا شركة النفط المملوكة للدولة والشركة الوطنية للطيران.

وقال برادلي سميث، وكيل وزيرة الخزانة بالإنابة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: "منذ انتخابات العام الماضي يواصل مادورو وأعوانه أعمالهم القمعية في فنزويلا". وأضاف أن الولايات المتحدة وشركاءها "يتضامنون" مع الشعب الفنزويلي في تصويته واختياره قيادة جديدة للبلاد.

من جانبها، وصفت لندن نيكولاس مادورو بأنه "غير شرعي"، وفرضت عقوبات على 15 شخصية بارزة في إدارته. بدورها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن مادورو "لا يتمتع بأي شرعية ديمقراطية". وأضافت كالاس، في بيان باسم دول الاتحاد الـ27، أن "الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب من يدافعون عن القيم الديمقراطية في فنزويلا". ويأتي التنصيب غداة يوم من احتجاجات المعارضة ضد فوز الزعيم الاشتراكي البالغ 62 عاماً في الانتخابات التي جرت في 28 تموز/ يوليو، وأعقبتها اضطرابات دامية واعتقال الآلاف.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون