حماس تعلن الإفراج عن عيدان ألكسندر بعد مباحثات مع واشنطن
استمع إلى الملخص
- أبلغت الإدارة الأميركية إسرائيل بنية حماس، مما قد يؤدي إلى مفاوضات لإطلاق سراح أسرى آخرين، مشيرة إلى أهمية الخطوة وداعية إلى اتفاق، مع تأثير زيارة ترامب في تحفيزها.
- رحبت قطر ومصر بإعلان حماس، معتبرتين الخطوة بادرة حسن نية مشجعة لعودة المفاوضات، مؤكدتين على الحاجة لإنهاء الحرب واستمرار الوساطة لتخفيف معاناة المدنيين.
حماس ستفرج عن ألكسندر في إطار اتصالات مع الإدارة الأميركية
حماس: مستعدون لبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب
ويتكوف يصل إلى إسرائيل غداً لوضع آخر اللمسات على إطلاق ألكسندر
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، اليوم الأحد، أنها ستفرج عن المحتجز الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر في إطار اتصالات مع الإدارة الأميركية خلال الأيام الماضية. وقالت "حماس"، في بيان، إنها "أبدت إيجابية عالية، وأخذت هذا القرار ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لأهلنا وشعبنا في قطاع غزة".
وأكدت "حماس" استعدادها "للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من قبل جهة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار لسنوات طويلة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار". وثمنت الحركة الجهود الحثيثة التي يبذلها الوسطاء في قطر ومصر، وكذلك في تركيا، طوال المرحلة الماضية.
وقبل إعلان حماس، وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على منصة تروث سوشال، بأن يعلن في وقت قريب عن واحدة من "أهم وأكثر الحقائق تأثيراً التي سيصدرها على الإطلاق"، دون توضيح مزيد من التفاصيل. وكانت الولايات المتحدة قد أجرت سابقاً مناقشات مع حماس بشأن تأمين إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين في غزة. وأخيراً، أكد ترامب تعهده بالمساعدة في إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة. ويأتي هذا بينما يبدأ ترامب، الثلاثاء المقبل، جولة خليجية تقوده إلى السعودية والإمارات وقطر حتى 15 مايو/ أيار الحالي.
في المقابل، قال مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن الإدراة الأميركية أبلغته بأنّ "حماس" تعتزم إطلاق سراح الجندي، وإن هذه الخطوة ستؤدي إلى استمرار المفاوضات لإطلاق سراح بقية الأسرى وفق مقترح المبعوث الأميركي، لكنه أكد أن "المفاوضات ستجرى في ظل استمرار الحرب ومن دون وقف إطلاق النار".
وقالت مكتب نتنياهو في بيان، "أبلغت الولايات المتحدة إسرائيل بنيّة حماس الإفراج عن الجندي عيدان ألكسندر كخطوة حسن نية تجاه الأميركيين، وذلك دون مقابل أو شروط"، على حدّ زعمه. كما ادّعى بيان مكتب نتنياهو أن "هذه الخطوة من المتوقع أن تقود إلى مفاوضات بشأن إطلاق سراح أسرى آخرين وفقاً لمقترح ويتكوف الأصلي، الذي سبق وأن وافقت عليه إسرائيل".
وفي وقت سابق اليوم الأحد، قال مسؤول فلسطيني كبير لوكالة رويترز، إنّ "حماس" أجرت محادثات مع الإدارة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، فيما أكد مسؤول في "حماس" لوكالة فرانس برس عقد مباحثات مباشرة مع واشنطن في الدوحة، مؤكداً إحراز "بعض التقدم" في المباحثات مع موفدين أميركيين.
وقال عضو في المكتب السياسي لـ"حماس" لوكالة فرانس برس: "تجرى منذ عدة أيام محادثات مباشرة بين قيادة حماس والولايات المتحدة في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات، وتم إحراز بعض التقدم"، لافتاً إلى أنّ "الساعات المقبلة حاسمة".
ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصدر مطلع أنّ المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيصل إلى إسرائيل، غداً الاثنين، لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل إطلاق سراح عيدان ألكسندر. كما أوردت القناة 12 الإسرائيلية عن عائلة ألكسندر قولها إنّ المبعوث الأميركي أبلغها بأن إطلاق سراحه "قريب". وفي وقت سابق اليوم الأحد، أكد ويتكوف أنّ حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطيل أمد الحرب على قطاع غزة. حديث ويتكوف جاء خلال لقاء جمعه مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل فلسطينية في غزة، وفق القناة 12 العبرية (خاصة)، من دون توضيح مكان أو تاريخ اللقاء.
وقال ويتكوف، حسب مصادر حضرت اللقاء: "نريد استعادة المحتجزين، لكن إسرائيل غير مستعدة لإنهاء الحرب". وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
ووجه ويتكوف انتقادات حادة لحكومة نتنياهو بشأن سلوكها في غزة قائلاً إنها "تطيل أمدها (الحرب) رغم أننا لا نرى سبيلاً واضحاً للتقدم، ويجب التوصل إلى اتفاق". ومقترح ويتكوف الذي طرحه في مارس/ آذار الماضي، يقضي بإطلاق 5 أسرى إسرائيليين مقابل 50 يوماً من وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل، وإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات حول المرحلة الثانية، وفق وسائل إعلام عبرية. وأكدت حركة حماس حينها، أنها لم ترفض مقترح ويتكوف، وأن نتنياهو استأنف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لإفشال الاتفاق.
بولر: إعلان حماس خطوة إيجابية إلى الأمام
من جهته، قال المبعوث الأميركي الخاص آدم بولر، اليوم الأحد، إن الخطة التي أعلنتها حركة حماس لإطلاق سراح آخر محتجز أميركي على قيد الحياة في قطاع غزة "هي خطوة إيجابية إلى الأمام". وقال بولر لوكالة رويترز اليوم رداً على التقرير: "إنها خطوة إيجابية إلى الأمام وسنطلب أيضاً من حماس الإفراج عن جثامين أربعة أميركيين آخرين جرى اختطافهم".
وأضاف أنّ زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع أسهمت في تحفيز هذه الخطوة. وتابع: "زيارة الرئيس إلى المنطقة مفيدة، وكذلك العمل الذي قام به وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في هذا الشأن". ونقلت "رويترز" عن مصدر وصفته بالمطلع قوله إن عملية الإفراج عن ألكسندر ستجرى يوم الثلاثاء من داخل قطاع غزة. وتحدثت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن وقف لإطلاق النار في غزة لساعات من أجل إتمام عملية الإفراج عن ألكسندر.
قطر ومصر ترحبان بالخطوة
وفي السياق ذاته، رحّبت دولة قطر وجمهورية مصر العربية بإعلان حركة "حماس" موافقتها على إطلاق سراح ألكسندر، واعتبرتا هذه الخطوة "بادرة حسن نية، وخطوة مشجّعة لعودة الأطراف إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان تدفّق المساعدات بشكل آمن ودون عوائق لمعالجة الأوضاع المأساوية في القطاع"، وفق بيان نشرته الخارجية القطرية.
وأكد الجانبان الحاجة الماسّة لإنهاء الحرب على غزة، لتجنّب المزيد من التداعيات الإنسانية، والمضيّ قدماً بإرادة صادقة ونية حسنة نحو تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام في المنطقة. وجددت الدولتان التأكيد على استمرار جهودهما المتّسقة في ملف الوساطة في قطاع غزة، "بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، لتخفيف معاناة المدنيين، وتهيئة الظروف الملائمة لتهدئة شاملة، وصولاً إلى إنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي خلّفتها".