ليلة دامية في غزة: 70 شهيداً وعشرات الجرحى جراء قصف إسرائيلي واسع

14 مايو 2025
جثامين شهداء في مستشفى ناصر بخانيونس، 14 مايو 2025 (هاني الشاعر/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة على قطاع غزة، مستهدفة مناطق مثل جباليا، مما أدى إلى استشهاد 70 فلسطينياً وإصابة أكثر من 100 آخرين، وتكدس جثث الشهداء في المستشفى الإندونيسي.
- استهدفت الغارات منازل المدنيين في مناطق متعددة، مما أدى إلى انهيار القدرات الاستيعابية للمنشآت الصحية وتفاقم الأزمة الإنسانية، مع توثيق تكدس الجثامين في المستشفيات.
- أطلق جيش الاحتلال تحذيرات بإخلاء مناطق في شمال غزة، بينما تتعثر الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية، وسط اتهامات باستخدام الجوع كسلاح حرب.

تركزت المجازر الإسرائيلية في شمال القطاع

استُشهد ما لا يقل عن 45 شخصاً جراء غارات على منازل في مخيم جباليا

طاولت الغارات مناطق أخرى في جنوب قطاع غزة

مرّ قطاع غزة المحاصر، فجر اليوم الأربعاء، بواحدة من أعنف ليالي التصعيد منذ بداية الحرب، إذ شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة في شمال وجنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 70 فلسطينياً وإصابة أكثر من 100 آخرين، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام فلسطينية، ووكالة أنباء الأناضول التركية.

واستُشهد خمسة فلسطينيين بقصف تجمع مواطنين بمدينة غزة ومنزل في خانيونس، ما رفع حصيلة الشهداء في القطاع منذ فجر اليوم إلى 70 فلسطينياً، وفق ما أكدته مصادر طبية لـ"الأناضول". وفي وقت سابق من اليوم، أشارت المصادر إلى أن عدد القتلى في شمال القطاع وجنوبه بلغ 65 فلسطينياً، فيما أصيب عشرات آخرون بجروح جراء غارات متفرقة استهدفت منازل المدنيين.

وذكرت المصادر أن من بين الشهداء نحو 50 فلسطينياً في جباليا، شمالي القطاع، حيث شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات جوية مكثفة على البلدة ومخيمها. كما أوضح شهود عيان لـ"الأناضول" أن الجيش الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات مكثفة على بلدة جباليا ومخيمها. ووصف الشهود الليلة الماضية بأنها كانت "دامية" على الشمال، حيث تراكمت جثث الشهداء في ثلاجات الموتى في المستشفى الإندونيسي.

وكانت أعنف الغارات في جباليا على منزل لعائلة مقبل في حي الجرن، بالإضافة إلى شقتين سكنيتين تعودان لعائلتي عودة وخليل في عمارة أبو العيش قرب مسجد الياسين بشارع العجارمة، ما أدى إلى سقوط شهداء ومصابين، بينهم أطفال، نُقلوا إلى مستشفى العودة في تل الزعتر.

ووثقت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تكدّس جثامين الشهداء في ممرات المستشفى الإندونيسي في شمال القطاع، وسط انهيار متسارع في القدرات الاستيعابية للمنشآت الصحية، ما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع المحاصر. كما طاولت الغارات مناطق أخرى في جنوب قطاع غزة، حيث استهدفت طائرات الاحتلال منازل في بلدة الفخاري، جنوب شرقي مدينة خانيونس، وبلدة عبسان الكبيرة، شرق خانيونس، ما أدى إلى وقوع ثلاث إصابات على الأقل. كما قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة مصبح قرب مسجد التوبة في عبسان.

وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل الثلاثاء - الأربعاء، تحذيراً بوجوب إخلاء مناطق عدة في شمال غزة، معلنا عن ضربات وشيكة بعد "رصد إطلاق صواريخ من هذه الأنحاء من القطاع الفلسطيني". وجاء في بيان لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "هذا إنذار مسبق وأخير قبل الهجوم! سيهاجم جيش الدفاع (جيش الاحتلال) بقوة شديدة كل منطقة يتم إطلاق قذائف صاروخية منها"، وأضاف: "من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء المعروفة في مدينة غزة".

وتتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، في ظل حراك دبلوماسي من الوسطاء للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن هذه الحراك يصطدم بتعنت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإصراره على مواصلة الحرب والتفاوض مع حركة حماس تحت النار.

وعلى صعيد المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع جراء الحصار ومنع المساعدات، اتّهمت منظمة "أطباء العالم"، أمس الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الجوع "سلاحَ حرب"، محذّرة من أن الحصار المستمر يفاقم سوء التغذية الحاد في القطاع. وكانت إسرائيل قد منعت منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي، دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قبل أيام من استئناف عملياتها العسكرية في الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

المساهمون