ماكرون يجمع عون والشرع لبحث أزمة الحدود

28 مارس 2025
واجهة قصر الإليزيه في باريس، 25 فبراير 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عقد اجتماع ثلاثي بين رؤساء فرنسا ولبنان وسوريا لبحث الأمن على الحدود السورية اللبنانية، مع التركيز على استعادة سيادة البلدين.
- لقاء رباعي يضم رؤساء فرنسا ولبنان وقبرص ورئيس وزراء اليونان، بمشاركة الرئيس السوري عبر الفيديو، لبحث التطورات الأمنية في المنطقة.
- اشتباكات عنيفة على الحدود اللبنانية السورية أدت إلى تدخل الجيش اللبناني، وتأجيل اجتماع أمني بين الوفدين اللبناني والسوري ليعقد في جدة بمبادرة سعودية.

أعلن الإليزيه، الخميس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يستقبل اليوم الجمعة في باريس نظيره اللبناني جوزاف عون، سيعقد أيضاً "اجتماعاً ثلاثياً" معه ومع الرئيس السوري أحمد الشرع الذي سينضم إليهما "عن بعد". وقالت الرئاسة الفرنسية لصحافيين: "ستكون مناسبة للرؤساء الثلاثة لبحث قضية الأمن على الحدود السورية اللبنانية"، فقد أدت "توترات إلى وقوع مواجهات"، مؤكدة العمل على "استعادة سيادة لبنان وكذلك سورية".

من جانبها، أعلنت الرئاسة اللبنانية، صباح اليوم الجمعة، أن لقاء رباعيا سيعقد بين رؤساء فرنسا ولبنان وقبرص ورئيس وزراء اليونان، ينضم إليه عبر الفيديو الرئيس السوري، لبحث التطورات المتسارعة في المنطقة وبالأخص على الصعيد الأمني. ولفتت الرئاسة إلى أن عون سيجري "مشاورات مع ماكرون حول مواضيع تهم البلدين والسبل التي يمكن لفرنسا أن تساعد فيها لبنان على استعادة استقراره الأمني والاقتصادي والمالي".

وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إن عون سيدعو خلال لقائه مع الرئيس الفرنسي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان والتزامها باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى اللبنانيين لديها.

وعشية توجّهه إلى باريس للقاء ماكرون في زيارته الأوروبية الأولى، أجرى عون مقابلة تلفزيونية مع محطة "فرانس 24"، أوضح خلالها أنّه أثناء لقائه مع الشرع على هامش القمة العربية في القاهرة، تكلم معه "في موضوع ترسيم هذه الحدود لضبط أي إشِكالات والتهريب". وأضاف: "قلت له إنه عندما تتوصل إلى تشكيل حكومة، علينا البدء بتشكيل لجان لترسيم الحدود، لأنه لدينا أيضاً مشكلة ترسيم الحدود البحرية والبرية، بدءاً من الشمال - الشرقي إلى دير العشائر وصولاً إلى مزارع شبعا. وهذه تتطلب لجاناً. ونحن ننتظر تأليف الرئيس الشرع الحكومة لتشكيل لجان للبدء بالترسيم وحل كافة المشاكل العالقة بيننا وبين سورية، والبحث في إعادة النازحين السوريين وضبط معابر التهريب". وأشار عون إلى أنّ "الحوادث التي جرت حصلت مع مهربين. ونحن أصدرنا بياناً في هذا الاتجاه، والاجتماع المفترض انعقاده في سورية سيكون في المملكة العربية السعودية بناء على رغبة سعودية".

ووصل وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى إلى المملكة العربية السعودية، الخميس، على رأس وفد أمني. ومن المقرر أن يلتقي نظيره السوري مرهف أبو قصرة لعقد محادثات موسعة تتناول مختلف الملفات الأمنية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. كذلك، التقى منسى مساء الخميس نظيره السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في جدة.

وكان "العربي الجديد" قد ذكر أن "الاجتماع الذي كان مقرّراً أن يعقد يوم الأربعاء في دمشق بين الوفدين الأمنيين اللبناني والسوري سيعقد في مدينة جدة السعودية". وبحسب المعلومات، فإن "لبنان تبلغ في منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء من السلطات السورية إرجاء الاجتماع ربطاً بالتغييرات الحاصلة على الصعيد الحكومي في سورية، لكن السعوديين دخلوا على الخط وعرضوا توجيه دعوات خاصة للوفدين اللبناني والسوري لإجراء لقاءات في جدة انطلاقاً من إشارة السعودية إلى حرصها على مساعدة البلدين واهتمامها بالملفات المطروحة، وبعد التأكد أيضاً من أن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة باقٍ في منصبه وقد ارتأى السوريون هذه الصيغة".

وشهدت الحدود اللبنانية السورية، في 16 و17 مارس/ آذار الحالي، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومسلّحين لبنانيين، ودخل لاحقاً على خطّها الجيش اللبناني للردّ على مصادر النيران من الجانب السوري، وقد أسفرت عن سقوط عددٍ من القتلى من الجانبين، ونزوح الأهالي نحو المناطق الآمنة في بعلبك الهرمل.

وسُجِّلت هذه الأحداث عقب مقتل ثلاثة عناصر من وزارة الدفاع السورية في منطقة القصر، واتهام مجموعة تتبع لحزب الله بتصفيتهم، وذلك وفق الرواية السورية، فيما نفى الأخير علاقته بالأحداث، بينما قالت وزارة الدفاع اللبنانية إنّ القتلى هم من المهرّبين السوريين، وقد سلّمت جثثهم للسلطات السورية بواسطة الصليب الأحمر.

(فرانس برس، العربي الجديد)