استمع إلى الملخص
- استجابة الحكومة الفلسطينية للأزمة: كلفت الحكومة دائرة شؤون اللاجئين بإدارة ملف الإيواء المؤقت لنحو خمسة آلاف أسرة نازحة، بالتعاون مع الصناديق العربية ووكالة غوث اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
- التحديات الإنسانية والأمنية المستمرة: يعاني النازحون من نقص في المواد الغذائية، مع استمرار الاشتباكات والعدوان، مما يعقد الوضع الإنساني والأمني.
أكدت مصادر محلية في مخيم طولكرم بشمال الضفة الغربية لـ"العربي الجديد" قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، بعمليات تفجير داخل المخيم ومنها تفجير منازل لمواطنين فلسطينيين، ويأتي ذلك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على المخيم لليوم التاسع على التوالي، وسط نزوح قسري لأكثر من 80% من سكان المخيم في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في المواد الأساسية.
وقال الناشط حسين الشيخ علي لـ"العربي الجديد" إن "الأهالي سمعوا أصوات ثلاثة انفجارات منذ صباح اليوم، في مناطق الحمام والشهداء والبلاونة، فيما يتوقع الأهالي المزيد من التفجيرات، في ظل إدخال جيش الاحتلال المزيد من المتفجرات عبر الشاحنات وتمديد أسلاك تستخدم في التفجير، متخوفين من القيام بتفجيرات تطاول مربعات سكنية على غرار ما حصل في مخيم جنين".
وقال رئيس اللجنة الشعبية في مخيم طولكرم ونائب محافظ طولكرم، فيصل سلامة، لـ"العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال فجرت منذ بدء العدوان، قبل تسعة أيام، عدداً كبيراً من المنازل، لكن لا يمكن تقديرها بشكل دقيق، بسبب صعوبة الاتصال داخل المخيم وعدم القدرة على معرفة التفاصيل في ظل عمليات النزوح القسري"، مشيراً إلى أن التفجيرات يمكن سماعها بشكل متكرر منذ صباح اليوم. وأكد سلامة أن نسبة النازحين قسراً من مخيم طولكرم ارتفعت لأكثر من 80% "في ظل استمرار قوات الاحتلال بإجبار مزيد من العائلات على الخروج من المخيم تحت تهديد السلاح".
وقال سلامة إن الاحتلال خلال الأيام التسعة التي مضت على عدوانه ينتقل من منزل إلى آخر في مخيم طولكرم، ويفتش البيوت ويتخذ عدداً منها ثكنات عسكرية، بالإضافة إلى احتجاز العائلات داخل المنازل مع حرمانها الحركة والمأكل والمشرب. وأضاف سلامة أن "من بقوا في المخيم يعيشون ظروفاً صعبة ويعانون من نقص في المأكل والمشرب والحليب والاحتياجات، فضلاً عن الترهيب"، مشيراً إلى صعوبة إدخال المواد والاحتياجات لهم، حيث يحصل ذلك عبر الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمدة ساعة واحدة فقط يومياً.
إلى ذلك، كلفت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية بإدارة ملف الإيواء المؤقت للعائلات النازحة في شمال الضفة الغربية، التي بلغ عددها في جنين وطولكرم نحو خمسة آلاف أسرة. ويُقدَّر متوسط عدد أفراد الأسر بين 4 إلى 5 أفراد، ما يعني أن عدد النازحين يُراوح بين 20 و25 ألف نازح.
وجاء ذلك خلال ترؤس رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، اليوم الثلاثاء، في مكتبه برام الله، اجتماعاً للجنة الوزارية للأعمال الطارئة، الذي ضم ممثلين عن عدد من الوزارات والهيئات الحكومية العاملة في مجال الاستجابة الطارئة لمعالجة آثار العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، وخصوصاً في محافظات شمال الضفة الغربية. وبحسب بيان صحافي للحكومة الفلسطينية، يأتي تكليف دائرة شؤون اللاجئين بالشراكة مع الصناديق العربية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم ومدينة طولكرم منذ تسعة أيام، حيث اقتحمت المدينة والمخيم بعد غارة جوية عند مدخل مخيم نور شمس استشهد خلالها ثلاثة فلسطينيين هم رامز ضميري وإيهاب عطيوي وأيمن ناجي، فيما استشهد وحيد ماضي يوم السبت الماضي برصاص الاحتلال في حارة القاقون بالمخيم. ولا يستطيع أهالي مخيم طولكرم حتى الآن تشييع الشهداء، الذين لا تزال جثامينهم في ثلاجة الموتى في المشفى، بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي.
وخلال العدوان قام جيش الاحتلال بتجريف البنية التحتية وتدمير محال تجارية وأسوار استنادية وأجزاء من المنازل عبر الجرافات، فضلاً عن تفجير عدد من المنازل، وكذلك تخريب وتجريف في مدينة طولكرم مثل ميدان جمال عبد الناصر ومنطقة محكمة طولكرم وغيرها. واندلعت اشتباكات عنيفة في الأيام الأولى من الاجتياح، فيما يسمع الأهالي في الوقت الراهن بين الفينة والأخرى اشتباكات متقطعة داخل مخيم طولكرم. أما النازحون، فهم موزعون على مناطق متفرقة من محافظة طولكرم، حيث ذهب معظمهم إلى بيوت ومنازل أقاربهم ومعارفهم، فيما أكد سلامة أن معظم النازحين يعيشون أيضاً ظروفاً صعبة، في ظل نقص المواد الغذائية والفرش والمستلزمات.