ملك الأردن: تلقيت تطمينات من قطر ومصر بتسليم حماس إدارة غزة لهيئة فلسطينية

14 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 07:57 (توقيت القدس)
ملك الأردن خلال زيارة إلى إسبانيا، 5 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الملك عبد الله الثاني تلقيه تطمينات من قطر ومصر بشأن التزام حماس بتسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة، مشيراً إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.
- شدد الملك على ضرورة استمرار انخراط الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عملية السلام، معرباً عن أمله في تعاون القادة العرب والإسرائيليين رغم معارضة نتنياهو لحل الدولتين.
- تناولت قمة شرم الشيخ اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، متضمنة تبادل الأسرى ونزع سلاح حماس، وسط جهود دولية وإشراف أميركي.

قال عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، مساء أمس الاثنين، إنه تلقى تطمينات من قطر ومصر تؤكد أنّ هناك "تفاؤلاً كبيراً" بالتزام حركة حماس بتسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع. جاء ذلك في مقابلة مع هيئة البث البريطانية "بي بي سي"، بالتزامن مع قمة شرم الشيخ التي عقدت في مصر، وشهدت توقيع وثيقة شاملة بشأن اتفاق وقف الحرب في غزة، وفق وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).

وقال ملك الأردن إنّ "المنطقة شهدت محاولات سلام فاشلة عديدة، وإن تنفيذ حل الدولتين هو الحل الوحيد لتحقيق ذلك". وفي تعليقه على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قال ملك الأردن إنّ "الشيطان يكمن في التفاصيل، حيث إنّ المنطقة محكومة بالهلاك في حال لم يتم تطبيق مبدأ حل الدولتين". وتابع: "إذا لم نتوصل لحل لهذه المشكلة، وإذا لم نجد مستقبلاً للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلاقة بين العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل، فإننا محكومون بالهلاك".

وأضاف: "آمل أن نتمكن من إعادة الأمور إلى مسارها (...) لأننا إن لم نحل هذه المشكلة فسنعود إليها مجدداً". ولفت العاهل الأردني إلى أن "إسرائيل رفضت مراراً حلّ الدولتين، إذ عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن معارضته الشديدة لذلك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي". وفي حديثه عن نتنياهو، قال الملك إنه "لا يثق بشيء مما يقوله"، لكنه أضاف أنه يؤمن بوجود إسرائيليين يمكن للقادة العرب العمل معهم لبناء السلام.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وفي إشارة إلى ما شهدته المنطقة خلال العامين الماضيين، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على إيران والهجوم الإسرائيلي على قادة حماس في قطر، تساءل الملك: "إلى أي مدى اقتربنا من اندلاع صراع إقليمي، إن لم يكن بين الجنوب والشمال، كان يمكن أن يجر العالم بأسره إليه؟".

وشدد على أنه "بعد تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، سيكون من الضروري أن يظل الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) منخرطاً في العملية"، وأوضح أنه "خلال مناقشاتنا مع الرئيس ترامب، تأكدنا أنه يدرك أن المسألة لا تتعلق بغزة فقط، ولا بأفق سياسي محدد، بل إنه يريد تحقيق السلام في المنطقة بأسرها، وهذا لن يتحقق ما لم يكن للفلسطينيين مستقبل".

ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتقد أنه سيشهد اتفاق سلام نهائي يشمل إقامة دولة فلسطينية، قال الملك: "لا بد أن يحدث ذلك، لأن البديل يعني على الأرجح نهاية المنطقة". وأضاف: "أعتقد أن هذا ما يدفعني ويدفع الكثيرين منا في المنطقة إلى الإيمان بأن السلام هو الخيار الوحيد، لأنه إن لم يتحقق فكم مرة سيتم جر الغرب، والولايات المتحدة خصوصاً، إلى هذا الصراع".

وانعقدت قمة شرم الشيخ مساء أمس الاثنين برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وترامب، في مركز المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة. وجاءت القمة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ الساعة 12:00 ظهر يوم الجمعة بتوقيت القدس (09:00 توقيت غرينتش)، بعدما أقرته حكومة تل أبيب فجر اليوم ذاته.

وفي التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن ترامب توصل إسرائيل وحماس لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أميركي. جاء ذلك وفق خطة أعلنها ترامب في 29 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتتألف من 20 بنداً، من بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل على الخطة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

وفي معرض ردها على خطة ترامب بشأن غزة، قالت حماس، في بيان حينها، إنها موافقة على "الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، وتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناء على التوافق الوطني الفلسطيني، واستناداً للدعم العربي والإسلامي"، لكنها أكدت أن مستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب تناقش في إطار فلسطيني.

وبدعم أميركي ارتكبت إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفاً و869 شهيداً، و170 ألفاً و105 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينياً، بينهم 157 طفلاً.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون