"هآرتس" عن مصادر: حماس توافق مبدئياً على خطة ترامب لوقف الحرب
استمع إلى الملخص
- نفت حماس تلقيها خطة رسمية لوقف إطلاق النار، وتتضمن الخطة تخلي إسرائيل عن ضم مستوطنات وإزاحة حماس، مع خطة أميركية لإعادة إعمار غزة بقيادة توني بلير.
- أبدت حماس استعدادها لترك حكم غزة، مؤكدةً شرعية سلاحها، ورفضت إسرائيل الالتزام بصفقة شاملة، مما أدى إلى تجميد المفاوضات وانتقاد حماس للوساطة الأميركية.
تطلب حماس إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين
سيتعيّن على حكومة الاحتلال التخلي عن مشروعها بضم مستوطنات الضفة
ويتكوف نجح بانتزاع موافقة حماس على الإفراج فورا عن جميع المحتجزين
وافقت حركة حماس مبدئياً على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، والتي تشمل الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين الإسرائيليين، أحياءً وأمواتاً، وفق ما نقلته صحيفة "هآرتس"، اليوم السبت، عن "مصادر مطلعة" لافتةً إلى أن قطر لعبت دوراً مركزياً في إقناع حماس بالموافقة على الخطة.
وطبقاً للمصادر نفسها، فإن إسرائيل ستُطالَب بالإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين والانسحاب تدريجياً من قطاع غزة، في حين يسعى ترامب إلى تثبيت الاتفاق مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال لقائهما المرتقب في البيت الأبيض بعد غدٍ الاثنين.
ومقابل إفراج حماس عن المحتجزين الإسرائيليين، سيُطلب من إسرائيل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. وفي الصدد، ذكرت الصحيفة أنه حتى نهاية يونيو/حزيران، احتجزت إسرائيل 289 أسيراً فلسطينياً محكوماً بالمؤبد، و59 أسيراً صدرت بحقهم أحكام تزيد على 30 عاماً، كما يقبع في سجونها 1406 أسرى بأحكام مختلفة، إضافة إلى 2,500 معتقل لم تُستكمل محاكماتهم بعد، و2,300 معتقل آخرين من غزة، شارك بعضهم في هجوم "طوفان الأقصى". وتطلب حماس إطلاق سراح عدد كبير منهم.
في المقابل، قالت حركة حماس، اليوم السبت، إنها لم تتسلم خطة الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال مسؤول من حماس طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"رويترز"، إنّ الحركة لم تُعرض عليها أي خطة. كان ترامب قال للصحافيين أمس الجمعة: "يبدو أننا توصلنا إلى اتفاق بشأن عزة". لكن الرئيس الأميركي لم يقدم أي تفاصيل عن فحوى هذا الاتفاق ولم يحدد أي جدول زمني. ولم تُصدر إسرائيل أي رد علني على تصريحات ترامب.
في غضون ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنه بحسب الاتفاق المرتقب، سيتعيّن على الحكومة الإسرائيلية التخلي عن ضم مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك عن الآمال بتهجير سكان قطاع غزة، وفي المقابل، سيزيح الاتفاق حركة حماس عن الحكم. وطبقاً لما نقلته الصحيفة عن مصادر مطلعة على الخطة فإن المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، استأنف جهوده للتوصل إلى نهاية للحرب بعد الغارة الإسرائيلية على الدوحة في 9 سبتمبر/أيلول الجاري. وبحسب المصادر نفسها، "أدركت واشنطن أن الوقت الذي مُنح لنتنياهو لاحتلال غزة يُستغل أيضاً في خطوات قد تُزعزع الاستقرار في المنطقة وتضر بحلفاء الولايات المتحدة".
على المقلب الآخر، ذكرت الصحيفة أن الإنجاز المركزي لويتكوف كان في انتزاع موافقة حماس المبدئية على الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، من دون الإصرار على الاحتفاظ بعدد منهم على أنهم ضمانة؛ إذ إنه وفقاً للرؤية القطرية، الاحتفاظ بالمحتجزين ليس ضمانة حقيقية للحؤول دون استئناف إسرائيل للحرب أو لمواصلة المفاوضات، بل هو ذريعة يستخدمها نتنياهو للاستمرار في القتال. وبحسب الصحيفة، تعتقد قطر أنه في ظل عزلة نتنياهو السياسية، سيكون من الصعب عليه استئناف الحرب بعد تحرير جميع المحتجزين. ومن المقرر أن تقدم قطر رسالة موقعة من حماس تؤكد هذه الموافقة المبدئية.
أمّا في ما يخص إعادة إعمار قطاع غزة، فلفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تعمل على خطة لأجل ذلك، يقودها رئيس الوزراء البريطاني سابقاً، توني بلير. وبحسبها فإن الخطة شبيهة بخطط سابقة، حتّى في عهد الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن؛ إذ تنص على أن تتولى دول عربية مسؤولية إعادة الإعمار. وفي الاجتماع الذي عقد، الثلاثاء الماضي، في نيويورك، بين ترامب وعدد من قادة الدول العربية والإسلامية، بمشاركة أمير قطر والرئيس التركي، تعهد القادة بدعم الخطة بقوات عسكرية وتمويل مادي.
حماس: مستعدون لترك حكم غزة
وفي السياق، أعرب القيادي في حركة حماس غازي حمد، الجمعة، عن استعداد الحركة للخروج من حكم قطاع غزة. وفي مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، أوردت تفاصيلها وكالة الأناضول، شدد حمد على أن "حماس جزء من النسيج الفلسطيني ولا يمكن استبعادها". وأضاف: "كما قلتُ مرارا وتكرارا، نحن مستعدون للخروج من حكم غزة، وليس لدينا مشكلة في هذا". وتابع: "لدينا اتفاق مع جميع الأطراف الفلسطينية وحتى مع المصريين بخصوص إنشاء لجنة محايدة ومهنية لإدارة قطاع غزة والمصريون أرسلوا هذا المقترح لدول مختلفة بل وافقت عليه جامعة الدول العربية". وقال حمد: "بعض القوى الخارجية (لم يسمها) تريد فرض شيء ضد مصلحتنا في حماس التي هي جزء من النسيج الفلسطيني". وبشأن شرط نزع السلاح في فطاع غزة الذي ورد في خطة ترامب قال حمد: "علينا أن نفهم جيدا أن سلاح حماس هو سلاح شرعي وقانوني يستخدم دائما ضد الاحتلال إنه ليس سلاحا إرهابيا".
وردا على الاقتراح الأميركي الأخير الذي يدعو حماس إلى إطلاق سراح جميع الأسرى، أحياء وأمواتا، مقابل آلاف السجناء الفلسطينيين ووقف فوري لإطلاق النار، قال حمد: "أصررنا على الالتزام بالصفقة الشاملة، بإعادة جميع الأسرى خلال 24 ساعة، لكن إسرائيل رفضت". وحول سير المفاوضات عقب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، قال حمد: "كل شيء مجمد الآن لأن إسرائيل غير مهتمة بالتفاوض، ليسوا مهتمين الآن بإجراء اتصالات حتى مع مصر أو قطر أو بالتوصل لاتفاق سلمي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وفي ما يتعلق بالوساطة الأميركية غير المباشرة لإنهاء الحرب، قال حمد: "نفترض أن تكون الولايات المتحدة وسيطا نزيها ومحايدا. لقد فقد الأميركيون مصداقيتهم باستمرار". وأضاف "يدعمون إسرائيل كل الوقت على حساب الفلسطينيين ولم يفوا بوعودهم قط، هذه هي مشكلة أميركا. لم يتمكنوا من إثبات أنهم وسيط نزيه ومحايد".