هدم وتجريف في التجمعات البدوية الفلسطينية.. ضغط لأجل التهجير

18 مارس 2025
أحد التجمعات في قرية راس العوجا، 23 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية في شمال أريحا استهدفت التجمعات البدوية، حيث هدمت بركسين وغرفة خلايا شمسية، مما أثر على البنية التحتية للسكان المحليين.
- تمت عمليات الهدم بحضور مستوطنين ومسؤولين من مجلس المستوطنات، مما يعكس التحريض المستمر ضد السكان البدو، وأجبر المتضررون على البحث عن حلول مؤقتة للسكن والزراعة.
- وثقت منظمة البيدر حوالي 600 انتهاك ضد السكان البدو في الأغوار، حيث تواجه الإجراءات القانونية تحديات بسبب الغطاء القانوني الذي توفره الإدارة المدنية الإسرائيلية للمستوطنين.

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، حملة عسكرية استهدفت التجمعات البدوية في شمال أريحا، وسط الضفة الغربية، وسط تحذير من أن يكون ذلك في سياق الضغط نحو التهجير. وهدمت آليات الاحتلال العسكرية بركسين وغرفة لخلايا الطاقة الشمسية في تجمع عرب المليحات - المعرجات الشرقية وذلك دون سابق إنذار أو إخطار مسبق. كذلك نفّذت سلطات الإدارة المدنية الإسرائيلية في وقت سابق من اليوم، عمليات تجريف للأراضي الزراعية في منطقة شلال العوجا.

وقالت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو في بيانٍ لها إن عمليات الهدم جرت بحضور ممثلين عن مجلس المستوطنات ومستوطنين من البؤر الاستيطانية المجاورة لتجمع عرب المليحات. وقال المشرف العام لمنظمة البيدر، حسن المليحات في حديث مع "العربي الجديد" إن "قوات الاحتلال هدمت بركسين تعود ملكيتهما للمواطن جمال سليمان مليحات، أحدهما مخصص للسكن ويؤوي نحو 10 أفراد، والبركس الآخر يستخدم حظيرة للأغنام".

كذلك هدمت سلطات الاحتلال، وفق المليحات، غرفة للخلايا الشمسية التي تزود التجمع بالطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى تدمير ألواح خلايا الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها السكان في توفير الكهرباء بالمنطقة، والتي تبلغ تكلفتها بعشرات آلاف الشواقل (عملة إسرائيلية)، وذلك ضمن سياق نزع مقومات الحياة عن التجمع، ودفع سكانه إلى هجرة مساكنهم. وقال مليحات: "هجمات المستوطنين اليومية تستهدف جميع مناحي الحياة للسكّان، وتطاول الاعتداء الجسدي عليهم، وعلى مصادر رزقهم".

بدوره، قال سليمان مليحات، أحد أصحاب البركسات التي هدمها الاحتلال، في حديث مع "العربي الجديد" إن "الهدم طاول بركسين بمساحة 150 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى تخريب المساحة الزراعية المحيطة بالمكان، وتدمير القواعد المصنوعة من خزانات المياه التي كانت تُستخدم في رعي الأغنام". وأضاف: "الاقتحام حصل دون سابق أو إخطار، حيث أخلت قوات الاحتلال البركسات من المواشي، وأُجبِرنا على مغادرة البركس السكني، ثم نفّذوا عملية الهدم وانسحبوا".

وأشار سليمان مليحات إلى أنهم لم يغادروا منطقتهم رغم عملية الهدم، إذ سيقيمون خيمة مؤقتة للسكن، في حلٍ مؤقتٍ إلى حين توفير الجهات المعنية بركسًا بديلًا لهم. وقال: "تواصلت مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وتلقينا وعدًا بتعويضنا في البركسات". ولفت إلى أن عمليات الهدم تحصل برعاية وتحريض من جماعات المستوطنين، حيث كان رئيس مستوطنة "مفئوت يريحو"، جبرين كلش، على رأس القوّات التي اقتحمت ونفّذت عمليات الهدم، وهو من يحرّض المستوطنين الذين يقتحمون التجمع يوميًا ويضايقون السكان ويعتدون على مدرسة التجمع، وسبق أن أحرقوا مسجد التجمع وجرّفوا الأراضي الزراعية لشق طرق استيطانية تربط البؤر بعضها ببعض.

وعن متابعة قضايا الهدم قانونيًا، قال سليمان مليحات: "نحن نواجه هذه الإجراءات الإسرائيلية من قبل الإدارة المدنية الإسرائيلية التي توفر غطاءً قانونيًا للهدم، ومع ذلك نتابع الهدم مع مركز القدس للمساعدات القانونية. ولكن في الحقيقة لا يوجد أي رادع قانوني للمستوطنين واعتداءاتهم ولا تُتخذ أي إجراءات بحقهم، لأن المعتدين ليسوا مستوطنين عاديين، بل هم المسؤولون عن إدارة البؤر الاستيطانية في المنطقة". واعتبر أن مخطط الاحتلال من عمليات الهدم تسهيل تهجير سكان التجمع، واستكمال مشروع المستوطنين في المنطقة.

وكانت منظمة البيدر قد وثّقت ما يقارب 600 انتهاك ارتكبها المستوطنون برعاية وحماية سلطات الاحتلال ضد السكان البدو في مناطق الأغوار خلال الشهرين الماضيين، وذلك في إطار الحملة التي تستهدف التجمعات البدوية الواقعة في نطاق الأغوار، وتحديدًا منطقة عرب المليحات التي تتميز بمساحتها الشاسعة وانخفاض الكثافة السكانية الفلسطينية فيها، حيث تسعى سلطات الاحتلال للسيطرة عليها لإقامة بؤر استيطانية وخلق تواصل جغرافي بين خمس بؤر استيطانية مجاورة، وفق ما يقول المشرف العام على منظمة البيدر، حسن مليحات.

وفي سياق الاعتداءات، جرّفت قوات الاحتلال اليوم الثلاثاء، نحو 100 دونم من أراضي المواطنين الزراعية في منطقة شلال العوجا شمالي أريحا، بهدف شقّ طرق استيطانية. وقال حسن مليحات: "تجمع شلّال العوجا يسكنه 1200 نسمة، ويشهد هجومًا متواصلًا من قبل دولة الاحتلال ومستوطنيها الذين يقتحمون التجمّع يوميًا بمركباتهم الخاصة، وآليات التجريف والهدم بحماية الشرطة الإسرائيلية". ولفت مليحات إلى أن التجمّع تعرّض لما يقارب 500 اعتداء منذ مطلع العام الجاري، كان آخرها سرقة 1500 رأس من الأغنام.