وزيرا خارجية تركيا والعراق يبحثان ملف المياه ومكافحة "داعش"
استمع إلى الملخص
- أكد الوزيران على التعاون في مكافحة الإرهاب، خاصة ضد "داعش"، مع أهمية التنسيق الأمني بين العراق وسوريا وتركيا، وتطرقوا إلى تصدير النفط من كردستان العراق عبر تركيا.
- تناولت المحادثات التطورات الإقليمية، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وأهمية التعاون في مجال الطاقة ونقل النفط عبر تركيا، مع السعي لتوقيع اتفاقيات جديدة.
ناقش وزير الخارجية التركية هاكان فيدان ونظيره العراقي فؤاد حسين، اليوم الجمعة، في أنقرة، العلاقات الثنائية وعلى رأسها ملف المياه ومكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي. وقال فيدان خلال مؤتمر صحافي: "أسسنا تفاهماً مشتركاً مع العراق في مكافحة الإرهاب وهو يتماشى مع فكرة تركيا خالية من الإرهاب ونعمل جاهدين من أجل طريق التنمية التجاري، وكان من صلب حديثنا مواضيع المياه ومشكلة المياه في العراق".
وأضاف: "يجرى البحث عن كيفية تقديم تركيا مساعدة للعراق في مسألة المياه، حيث ندرك مشاكل العراق ونحن إخوة في الجغرافيا، دجلة والفرات مياهنا، وبتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوغان هناك اهتمام بهذا الملف، ولكن بسبب الجفاف فهي مشكلة كبيرة في المنطقة وهناك انخفاض في مناسيب المياه في السدود، وهو ما يضع تركيا في وضع صعب، ورغم كل شيء، سنبحث عما يمكن فعله لإخوتنا العراقيين والمزارعين وسنعمل على إيجاد حلول لهذا الموضوع".
وشرح الوزير التركي بالقول: "كانت هناك آليات للعمل بين الطرفين في هذا الملف تتعلق بنظام الري في العراق وإصلاحه، ولكن لم يتم تحويله لمشاريع بعد، هناك عمل على نظام ري سينتهي قريباً، وهناك لجنة تنظر في مسألة تقاسم المياه وهناك لقاءات فنية وتبادل الأرقام والمعطيات". وشدد فيدان على أنه "يسعدنا التعاون في مجال الطاقة وبدء نقل النفط عبر تركيا، ونأمل توقيع اتفاقيات جديدة في هذا القطاع".
وأوضح أن "تركيا ستعمل ما بوسعها من أجل علاقات جيدة بين سورية والعراق، ونقدّر جهود العراق في ما يتعلق بمكافحة داعش، ونرى جهوداً في مسألة استلام المواطنين من المخيمات والسجون وهو أمر جيد، واستعادة كل دولة مواطنيها استراتيجية تدعمها الحكومة التركية". وتطرّق الوزير التركي إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بالقول: "الاتفاق الموقع في القاهرة فيه مرحلة أولى تتضمن عدة خطوات نأمل ألا تخربها إسرائيل وتستمر بارتكاب المجازر، وهناك مراحل أخرى تصل إلى تأسيس الدولة الفلسطينية، فالمرحلة الأولى هي وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، والثانية هي إدارة غزة، حيث نعمل بحذر وحساسية في هذه المرحلة".
حسين: الهدف الأساسي للزيارة يتعلق بقضايا المياه
من ناحيته، قال وزير الخارجية العراقي: "في هذا الاجتماع، تطرّقنا إلى العلاقات الثنائية بين تركيا والعراق، وتحدثنا في مجموعة من القضايا، والهدف الأساسي للزيارة يتعلق بقضايا المياه وإدارتها والتحديات التي نواجها في المنطقة، وخاصة التحديات البيئية وتأثيرها على الوضع المائي"، مضيفاً: "المحادثات بدأت منذ نحو سنتين والآن نستطيع القول إننا وصلنا إلى هدفين، الأول على المدى البعيد يتعلق بالوصول إلى تفاهمات وهناك مسودة تتعلق باتفاق إطاري حول تعامل مع قضايا المياه وإدارتها، ودور الشركات والحكومة التركية في هذا المجال، وهي معدة". وكشف أنه دعا فيدان للتوقيع عليها قريباً في بغداد.
وأضاف حسين: "الهدف الثاني هو الوضع الحالي وكيفية التعامل مع وضع الجفاف والوضع الخطير في العراق وجنوبه، وكانت هناك مناقشات مستفيضة بين الخبراء حول مسألة إطلاق المياه، وكيفية التعامل معها، وسنواصل النقاش حول هذا الموضوع". وشدد: "لا يربطنا فقط دجلة والفرات، هناك ساحات مختلفة، الوضع الأمني يهمنا كما يهم الوضع الأمني العراقي تركيا، نتمنى أن تصل الحوارات السياسية (بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني) إلى نهايتها وإلى خلق حالة أكثر أمناً في المنطقة وخاصة في محيطنا في العراق وسورية وتركيا، الحكومة العراقية والشعب يدعمان الحوارات في الساحة التركية، حيث ستؤثر على الوضع الأمني في العراق".
وأعرب حسين عن سعادته "بتصدير النفط من كردستان العراق عبر تركيا"، مضيفاً أنه "نتيجة اتفاق حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية والشركات، وكان هناك دعم من الجانب التركي وموافقات منذ أكثر من سنة حول الاستعداد لتصدير النفط من خلال ميناء جيهان". وفي ما يخص العلاقات الثنائية العراقية السورية ومسألة مكافحة "داعش"، قال الوزير العراقي: "العلاقات العراقية السورية جيدة والمسؤولون يلتقون سواء في دمشق أو خارجها، وهناك لقاءات للتنسيق الأمني، حيث لدينا تنسيق مكثف".
وأكمل: "تحركات عصابات داعش مراقبة من العديد من الجهات والأجهزة الأمنية العراقية، وفي الداخل السوري مراقبة من الجانب السوري والتحالف الدولي، وهناك تنسيق واضح بين هذه الأطراف، ونتمنى الوصول إلى تفاهمات ملموسة في هذا المجال لمحاربة هذه العصابات الإرهابية وخطرها على عموم المنطقة". وحول مخيم الهول والسجون في شمال شرق سورية، قال حسين: "بالنسبة لمخيم الهول، أكثرهم من داعش، وهناك غالبية من السوريين والعراقيين، نحو 10 آلاف من الإرهابيين من غير السوريين والعراقيين، وهناك تواصل مع بلدانهم لإرجاعهم لكن أغلبها (الدول) تعارض أو تهمل هذه المسألة".
وأوضح أنّ "عدداً منها (من الدول) قبل إعادة مجموعات من الأطفال، ولكن ما زلنا باتصال دائم لإرجاع هؤلاء لأوطانهم، وبالنسبة للعراقيين لدينا مخيم في العراق، وتمت إعادة العديدين إليه ويخضعون لدورات تثقيف للعودة إلى المجتمع والاندماج، الخطة العراقية واضحة وتنسق مع عدد من الدول، المشكلة تتعلق بالبقية من السوريين والأجانب، لا أقصد الأوروبيين، أقصد مواطنين أكثر من 50 دولة".
وختم بالقول: "هناك سجون عديدة، أعتقد 26 سجناً، فيها المئات إذا لم يكن الآلاف من العناصر الإرهابيين كانوا منتمين لداعش، وهي مسألة خطيرة على الأمن في المنطقة، وليس على الوضع السوري أو على الوضع العراقي وحسب، لهذا هناك نقاشات مستمرة بيننا وبين الجانب السوري والتركي والأردني".