استمع إلى الملخص
- دعا المشاركون الحكومة اللبنانية لإطلاق سراح المعتقلين فوراً، مؤكدين أن هذه القضية إنسانية عالمية تتطلب تضامناً دولياً، وأن الإفراج عنهم يمثل بداية جديدة قائمة على العدالة والسلام.
- عبّر المعتقلون المحررون عن استعدادهم لتقديم ملفات قانونية دولية، مطالبين الحكومة السورية بالضغط على الجانب اللبناني للإفراج عن المعتقلين.
نظّمت رابطة معتقلي الثورة السورية وأهالي السجناء في السجون اللبنانية، ظهر يوم الجمعة، وقفة احتجاجية أمام السفارة اللبنانية في حي المزة بدمشق، للمطالبة بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي السوريين في سجن رومية وغيره من السجون اللبنانية. وجاءت هذه الوقفة تعبيراً عن تضامن المعتقلين المحرّرين وأهالي المغيّبين والمفقودين قسراً مع السوريين الذين لجؤوا إلى لبنان هرباً من بطش نظام بشار الأسد المخلوع، ليجدوا أنفسهم ضحايا لانتهاكات أخرى على يد السلطات اللبنانية، بحسب الجهة المنظمة.
وفي كلمة أُلقيت خلال الوقفة، وجّه القائمون رسالة إلى الحكومة اللبنانية، جاء فيها: "نطالب الحكومة اللبنانية بإطلاق سراح معتقلي الرأي فوراً، فهذا الإجراء لا يمثل فقط نهاية لمأساة المعتقلين، بل هو بداية لصفحة جديدة قائمة على العدالة والمحبة والسلام بين الأشقاء". وشدّد المشاركون على أن "سجن رومية بات رمزاً لمعاناة المعتقلين، الذين لم يكن ذنبهم سوى التعبير السلمي عن آرائهم ومعتقداتهم". وأكدوا أن قضية معتقلي الرأي السوريين "ليست مسألة فردية أو محلية، بل قضية إنسانية عالمية تتطلب تضامناً دولياً واسعاً".
من جهته، قال مهند الغندور، المحرَّر من سجن صيدنايا ومدير مكتب رابطة معتقلي الثورة في دمشق، في حديث لـ"العربي الجديد": "نقف اليوم لرفع صوت أطفال ونساء المعتقلين السياسيين في سجن رومية. نناشد الحكومة اللبنانية النظر في ملفات المعتقلين، ونطالب الحكومة السورية بالضغط على الجانب اللبناني للإفراج عنهم. نحن، بصفتنا معتقلين محرّرين، نعرف شعور المعتقل في أي سجن في العالم، ونؤكد استعدادنا لتقديم ملفات قانونية دولية لفتح هذا الملف".
وفي السياق نفسه، أكّد أحمد نواف المبسبس، مدير مكتب الرابطة في درعا، لـ"العربي الجديد": "نقف اليوم لنناشد الحكومة اللبنانية النظر بجدية إلى ملف معتقلي سجن رومية. نحن نعرف تماماً ما يمرّ به المعتقلون من أذى نفسي وانتهاكات. إنهم مواطنون أبرياء، لجؤوا إلى لبنان الشقيق فراراً من القمع والظلم الذي تعرّضوا له في بلادهم".
وفي شهادة مؤثّرة، قال عمر، أحد المشاركين في الوقفة: "أبي مسجون في سجن رومية منذ أن كان عمري أربع سنوات، ولم أره حتى الآن سوى مرة واحدة داخل السجن. أطالب الرئيس أحمد الشرع والحكومة اللبنانية بالإفراج عن المعتقلين، لأنهم كانوا يناصرون الثورة السورية ضد نظام الأسد، وتم سجنهم من أجل هذا الأمر".
واختُتمت الوقفة بدعوات للاستمرار في التضامن مع المعتقلين، والتأكيد أن هذه القضية لن تُنسى ولن تُدفن في الصمت، وأنّ أصوات المعتقلين ستبقى حاضرة حتى ينالوا حريتهم وكرامتهم.