السويداء: استعدادات لامتحانات الثانوية العامة وسط احتجاجات طلاب ومدرسين
استمع إلى الملخص
- بدأت المدارس الجاهزة بالدوام التمهيدي وتعمل المديرية على إخلاء المدارس المأهولة وتسجيل الطلاب في مدارس قريبة، مع اجتماعات لضمان انتظام التعليم.
- نفذ الطلاب احتجاجات لغياب توضيح من وزارة التربية، وطالب الكادر التدريسي بإقالة مدير التربية وتشكيل مجلس أزمة، مشددين على محاسبة المسؤولين ومنع تدخل المليشيات.
تُواصل مديرية التربية في السويداء استعداداتها لامتحانات الثانوية العامة، بعد فترة استثنائية عاشتها المحافظة، ووسط مطالب متزايدة من الأهالي والتلاميذ بضمان عدم ضياع العام الدراسي وتوفير الظروف الملائمة لإجراء الامتحانات. ويقدَّر عدد طلاب الصف الثالث الثانوي في السويداء بنحو أربعة آلاف طالب وطالبة، يعلّقون آمالهم على استكمال كافة التجهيزات اللوجستية المطلوبة، كي تُجرى الامتحانات في موعدها المحدد.
وقالت مديرة التربية في السويداء، ليلى جهجاه، لـ"العربي الجديد"، إن الامتحانات ستُجرى فور استكمال التحضيرات، مشددة على أن موعدها سيعلن قبل فترة كافية تسمح للطلاب بالتحضير لها. وتوقعت جهجاه أن تجرى الامتحانات خلال فترة قريبة، بهدف عدم ضياع العام الدراسي على الطلاب، مشيرة إلى أن القرار جاء استجابة مباشرة لمطالب الأهالي والطلاب، وقد لاقى تأييداً من حكمت الهجري، أحد مشايخ الموحدين الدروز في سورية، خلال اجتماع موسّع معه. وأوضحت جهجاه أن 53 مدرسة لا تزال تُستخدم كمراكز استضافة للعائلات النازحة، مؤكدة أن الجهات المختصة تعمل على توفير بدائل تمهيداً لإخلائها تدريجياً.
وأضافت المتحدثة أن الدوام بدأ بشكل تمهيدي في المدارس الجاهزة لساعتين يومياً لتسجيل الطلاب النظاميين والقادمين من القرى المتضررة، وضمان متابعة الطواقم التعليمية ضمن خطة لإعادة هيكلة القطاع التربوي الذي تأثر بشكل كبير جراء الأحداث التي شهدتها السويداء منتصف يوليو/تموز الماضي. وشددت جهجاه على أن مديرية التربية لم تتوقف عن العمل منذ بداية الأزمة، بل واصلت التنسيق عبر فريق متخصص، مؤكدة أن الامتحان والدوام المدرسي سيمضيان قدماً ضمن خطة تربوية واضحة تهدف لاستقرار العملية التعليمية. وأشارت إلى أن المدارس التي لا تزال مأهولة سيتم إخلاؤها وفق جدول زمني مدروس، مع تسجيل الطلاب في أقرب مدرسة متاحة مهما كانت طاقتها، لضمان استمرار العام الدراسي.
كما أكدت أن سلسلة اجتماعات تنسيقية عُقدت مع مديري المدارس ورؤساء المجمعات التعليمية لتطبيق آلية عمل واضحة تصل من الإدارة العامة إلى المعاونين، ثم إلى رؤساء الدوائر التعليمية، وصولاً إلى مديري المدارس عبر الموجهين المشرفين، بما يضمن انتظام العملية التعليمية رغم الظروف الاستثنائية.
في المقابل، لم يصدر أي توضيح من وزارة التربية في دمشق حول أوضاع الطلاب الذين لم يستكملوا امتحاناتهم حتى الآن. وقد نفّذ الطلاب يوم الأحد 21 سبتمبر/أيلول الجاري احتجاجاً أمام مديرية التربية، ثم انتقلوا إلى مبنى المحافظة، حيث التقى بهم عدد من أعضاء اللجنة القانونية العليا، الذين اتهموا وزارة التربية في دمشق بعرقلة إجراء الامتحانات رغم تنسيق سابق مع منظمة يونسكو ودائرة العلاقات المسكونية والتنمية في السويداء، مؤكّدين للطلاب أن الموضوع قيد المتابعة.
في الوقت نفسه، أصدر الكادر التدريسي في محافظة السويداء بياناً قبل يومين طالب فيه بإقالة مدير التربية وكافة المسؤولين المباشرين المتعاونين مع الحكومة السورية الحالية، داعين إلى تشكيل مجلس إدارة أزمة داخل مديرية التربية لتسيير شؤون التعليم بعيداً عن أي تأثيرات خارجية. وأوضح البيان أن التجاهل المستمر لمطالب المعلمين، والانتهاكات بحق الشهداء والمدرسين وذويهم، والاعتقالات والتهديدات، دفعت الهيئة التدريسية إلى اتخاذ هذا الموقف، محذرين من استمرار سياسات الإهمال التي أدت إلى تدهور المؤسسات التعليمية.
وشدد الموقّعون على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن هدر حقوق المدرسين ومنع تدخل القوى المليشياوية في شؤون التربية والتعليم"، مطالبين بـ"إجراء امتحانات الثانوية العامة في وقت مناسب وتحت إشراف مراكز تربوية مستقلة". واختتم البيان بتأكيد أن مطالبهم "تمثل حقاً مشروعاً"، داعين الجهات المعنية للاستجابة الفورية لإنقاذ القطاع التربوي في المحافظة.