العراق يواجه انتشار ظاهرة التدخين بقانون جديد

14 ابريل 2025
تسعى الحكومة العراقية لمكافحة انتشار التدخين في البلاد، 25 إبريل 2006 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يهدف "قانون التبغ" الجديد في العراق إلى تقليل التدخين عبر فرض غرامات وتنظيم استيراد التبغ، مع منع تدخين الشيشة لمن هم دون 18 عاماً وحظرها في الأماكن المغلقة.
- يتضمن القانون فرض ضرائب على السجائر المستوردة وإلزام وضع لاصق لضمان دخولها الرسمي، مما يعزز التعاون بين مؤسسات الدولة لتحسين الصحة العامة.
- يشكك الخبراء في فعالية القانون دون تطبيق صارم، حيث تشير الإحصاءات إلى ارتفاع معدلات التدخين والوفيات المرتبطة به، مع إنفاق كبير على التبغ.

من المرتقب أن يقر البرلمان العراقي قانونا جديدا تحت مسمّى "قانون التبغ" الذي يضع شروطا وغرامات مالية فورية للسيطرة على انتشار ظاهرة التدخين في البلاد الآخذة بالاتساع، وضمن محددات معينة يفترضها القانون، كما سينظم آليات استيراد التبغ، في مسعى للحد من اتساع ظاهرة التدخين بشكل لافت في البلاد.

وسبق أن أقر البرلمان العراقي عام 2012 قانون "حظر التدخين" في الأماكن العامة ووضع ضوابط معينة، إلا أن القانون لم يتم تطبيقه حتى اليوم بسبب مشاكل تتعلق بآلية التنفيذ والجهات المخولة بتنفيذه، وسبق أن أكدت وزارة الصحة أنها لا تتحمل مسؤولية عدم تنفيذ القانون، كما أن الجهات القضائية أكدت أنها لا تملك صلاحيات كافية لفرض عقوبات تردع منتهكي القانون، ما عطّل فرض تطبيقه.

وتعمل لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي حاليا، على دراسة فقرات مسودة القانون الجديد، كاشفة عن أبرز فقرات مسودة قانون التبغ الجديد، مؤكدة أن القانون سينظم آلية استيراد واستهلاك التبغ وسيفرض غرامة فورية على المخالفين. ووفقا رئيس اللجنة، النائب ماجد شنكالي، فإن "قانون التبغ المعروض أمام اللجنة سينظم استخدام التبغ وفرض الضرائب عليه، كما سينظم آلية استيراد واستهلاك التبغ في العراق، إلى جانب تحصيل الضرائب من السجائر المستوردة، إذ إن الضريبة المفروضة حالياً على السجائر المستوردة تساوي صفراً".

وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، السبت، أن "القانون يتضمن منع تدخين الشيشة لمن هم دون سن 18 عاماً، وحظرها في الأماكن المغلقة، وسيمنع تدخين الشيشة، من قبل الرجال أو النساء بالقرب من الأطفال"، مضيفا أن "القانون يمنع تدخين السجائر أو الأركيلة، بما في ذلك الإلكترونية، داخل المؤسسات الحكومية". مؤكدا "كما يتضمن القانون فرض غرامة فورية قدرها 50 ألف دينار عن كل مخالفة"، مشيرا الى أنه "تم إدراج مادة في القانون تلزم وضع لاصق على جميع منتجات السجائر والتبغ المستوردة، بما في ذلك الإلكترونية، للتأكد من دخولها البلاد بشكل رسمي، كما تفرض عليها ضريبة مبيعات".

من جانبها، رحبت وزارة الصحة بالقانون، مؤكدة أهمية التعاون في تطبيقه، وقال المسؤول في الوزارة، علي البلداوي، لـ"العربي الجديد"، إن "القانون مهم ويجب أن يقر لأنه ينعكس بشكل جيد على الواقع الصحي"، مؤكدا أهمية "التعاون بين مؤسسات الدولة على تطبيقه لتكون له نتائج جيدة"، مشيرا إلى "حرص الوزارة على الحد من ظاهرة التدخين التي تنتشر بشكل واسع في المجتمع، وخاصة لدى فئة الأعمار الصغيرة دون سن الـ 18".

حالة وفاة كل 10 دقائق في العراق بسبب التدخين

من جهته، قلل عضو نقابة الأطباء العراقيين جبار الركابي، من أهمية تلك القوانين في حال عدم تطبيقها، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "قانون حظر التدخين مر عليه أكثر من 13 عاما ولم يتم تطبيقه، وهو قانون جيد وفيه فقرات تحظر وتحجم من أضرار التدخين بشكل عام". وأكد، أن "هناك تهاونا واضحا من قبل الجهات المسؤولة (وزارة الصحة والجهات الأمنية) بتطبيق القانون القديم، وهو ما سينعكس على القانون الجديد في حال تم التصويت عليه"، مشيرا الى أن "الاهتمام بالجانب الصحي وتجنب أضرار التدخين على المجتمع ضعيف جدا، ولا يرقى الى المستوى المطلوب". وشدد، أن "لإقرار القانون الجديد غير مهم ولا جدوى منه إلا في حال تم تطبيقه بحزم، سيما وأن التدخين في العراق بلغ أرقاما قياسية خطيرة ولها انعكاسات صحية".

وسبق أن حذرت وزارة الصحة العراقية من انتشار ظاهرة التدخين بشكل واسع في العراق، وأن الظاهرة تسجيل حالة وفاة كل 10 دقائق في البلاد، خاصة وأن أنواع السجائر والتبوغ التي تدخل البلاد غير خاضعة للرقابة والفحوصات المخبرية بشكل صحيح، وهو ما يؤثر على الصحة العامة.

وعلى الرغم من تلك التحذيرات المستمرة، إلا أن الظاهرة تتزايد في البلاد وأن نسبة المدخنين بين الشباب تتصاعد بشكل كبير دونما قدرة على وضع حد للظاهرة. حيث تشير إحصاءات غير رسمية إلى أن نحو 40% من العراقيين ونحو 20% من تلاميذ المدارس من المدخنين، في حين قدّرت وزارة الصحة سابقاً وفاة شخص واحد كلّ عشرين دقيقة لأسباب تتعلق بالتدخين. وبحسب آخر تقديرات حكومية عراقية، فإن العراقيين ينفقون نحو 3 مليارات دينار (نحو مليوني دولار) على شراء التبغ بمختلف أنواعه باليوم الواحد.

المساهمون