باكستان تحظر استخدام الطلاب الهواتف المحمولة في المدارس
استمع إلى الملخص
- أُقر القانون بعد نقاشات حادة في البرلمان، حيث قدمته النائبة رحيلة خادم حسين، ويهدف إلى حماية القيم الذهنية والأخلاقية للطلاب.
- تباينت ردود الفعل؛ حيث رحب بعض أولياء الأمور بالقرار كخطوة إيجابية، بينما اعتبر آخرون الهواتف أدوات تعليمية لا غنى عنها.
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وردات فعل متباينة، قررت حكومة إقليم البنجاب كبرى أقاليم باكستان، حظر استخدام الهواتف المحمولة داخل المدارس من قبل الطلاب. وأكدت أن القرار يسري على كل المؤسسات التعليمية، الخاصة والحكومية، العصرية والدينية، وذلك بهدف مكافحة مصادر التشتت وتحسين جودة التعليم.
وأعلنت الأمانة العامة في البرلمان الإقليمي بإقليم البنجاب، يوم الأربعاء، أن البرلمان اعتمد بأغلبية أعضاء نوابه قانون حظر حمل الجوالات والهواتف المحمولة إلى المدارس واستخدامها من قبل الطلاب والطالبات، مطالبةً الحكومة أن تضع آلية لتطبيق القرار. وجاء في بيان للأمانة العامة في البرلمان الإقليمي في إقليم البنجاب، أن القرار قدمته النائبة رحيلة خادم حسين، ودارت نقاشات طويلة وساخنة بين النواب بشأنه.
ومن بين مبررات اتخاذ هذا القرار، أنّ الأطفال يمثلون مستقبل الأمة، وأن توفير بيئة تعليمية سليمة خالية من وسائل تقليل التركيز وتشتيت الانتباه يُعد من ضمن مسؤوليات الحكومة. كما أشار البيان إلى أنّ الإفراط في استخدام الهواتف الذكية يخلّف آثاراً سلبية عميقة على الطلاب، ويقوّض قيمهم الذهنية والأخلاقية.
وطالب القرار بفرض حظر كامل على استخدام الهواتف الذكية داخل المدارس، إلى جانب سنّ قوانين وتشريعات تحد من إنشاء الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعمل على ضبط ما ينشر من محتويات عبرها.
مواقف متباينة
أثار القرار ردات فعل متباينة؛ إذ رحّب بعض أولياء الأمور به وعدّوه خطوة نحو تنقية الأجواء الدراسية داخل المدارس، ومسعى للحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية والفكرية، بما يسهم في تركيز الطلاب على العملية التعليمية بدل الانشغال بأمور لا طائل منها.
وقال محمد عامر سومرو، أحد أولياء الأمور من سكان مدينة لاهور، مركز إقليم البنجاب، لـ"العربي الجديد"، إنّ لديه خمسة أبناء يدرسون في المدارس الحكومية، ويقضون ساعات طويلة منشغلين بالهواتف الذكية، ولديهم أرقام جميع أصدقائهم. وأضاف أنه من خلال ملاحظته لتصرفاتهم وأحاديثهم، يدرك أنهم يقضون وقتهم خلال الساعات الدراسية أيضاً في استخدام الهواتف للعب الألعاب المختلفة، وتبادل الرسائل. ورحّب سومرو بالقرار، داعياً الحكومة إلى تنفيذه بدقة، معتبراً أن هذه الأجهزة دمّرت حياة الأطفال، ومؤكداً أن التلاميذ لا حاجة لهم بالهواتف داخل المدارس.
في المقابل، رأى البعض أن الهاتف أداة عصرية ووسيلة تثقيفية لا يمكن الاستغناء عنها. يقول علي ميرزا، أحد سكان مدينة لاهور، في تصريح لـ"العربي الجديد": "لدي ثلاثة أولاد وفتاة يدرسون في المدارس، ويستفيدون بشكل جيد من الهواتف في دراستهم، فهي أداة مهمة للتعليم والتثقيف".