Skip to main content
جهاد بطو...مُسنّة تتخرج من الكلية الشرعية للعلوم بالناصرة وتحقق حلم الطفولة
ناهد درباس ــ حيفا

حصلت "الحاجّة" جهاد بطو، من الناصرة، على شهادة في الشريعة الإسلامية من الكلية الشرعية للعلوم والأحكام في الإسلام، لتُحقق بعمر الـ85 سنة حلم الطفولة الذي سكنها بالحصول على شهادة جامعية.

وُلدت الفلسطينية جهاد بطو في نابلس سنة 1936، وسميت باسم جهاد نسبة لعام الثورة الذي رأت فيه النور، وتعود أصول عائلتها إلى قرية المجيدل المهجرة في قضاء الناصرة.

درست جهاد المرحلة الابتدائية في مدرسة بقرية المجيدل المُهجّرة حتى عام النكبة، ثم انتقلت إلى مدرسة السيدة أولجا في الناصرة حتى الصف الخامس ابتدائي، وهناك توقفت رحلتها بعدما أخرجتها عائلتها من المدرسة لتساعد والدتها بسبب المرض.

وتقول الحاجة جهاد: "كنت مجتهدة جدا، غير أنّ الظروف كانت أقوى، فقد مرضت أمي ولم تسمح الظروف لي أن أكمل تعليمي". غير أن جذوة وحماسة التعلم لم تنطفئ لدى جهاد، فقد عادت بعد سنوات للتعلّم عبر دورات في اللغات العربية والإنكليزية والعبرية، إلى جانب الرياضيات، "فقد كنت أحبّ الحساب".

وأضافت: "قبل ثلاث سنوات حفظت القرآن الكريم، بدأته وعمري 73، وختمته في الـ76، وبعدها دخلت الكلية الشرعية للعلوم والأحكام رغم تقدمي في السن، فأنا أرفع شعار: أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".

الصورة
لم يمنع الحاجة بطو سنها من التعلم (العربي الجديد)

وتواصل: "كل يوم أقرأ سورة البقرة وسورة آل عمران في الصباح، وأقول للناس: تعلموا ولا تخجلوا من أعماركم، وانظروا إلى الأمام ولا تلتفتوا إلى أقوال الناس، فقد سمعت مراراً (حرام المصاري اللي تصرفيها)، وكنت أرد بأنني يجب أن أتعلم حتى آخر لحظة في حياتي، والحمد لله حصلت على اللقب الذي كنت أحلم به،و صرت أنفع الناس بما تعلمت من كتاب الله".

الحاجة بطو هي أمّ لخمسة أبناء، 4 ذكور وأنثى، يعمل الأول مديراً في قسم التأمين، أما الثاني فهو طبيب، والثالث يعمل في قسم ماكينات طبية، والرابع مهندس كمبيوتر، والخامسة معلمة، ولدى بطو تسعة أحفاد.

رغم السنّ، إلا أنّ ذاكرة "الحاجّة" يقظة، كما أنّ صحتها جيدة، إلى جانب ذلك، فهي منظمة، ولديها برنامج أسبوعي لتعليم النساء أحكام القرآن والتجويد في المسجد، ويوم الأربعاء تدرس في جمعية "نسجينا" التطريز، ويوم الخميس تذهب للصلاة في المسجد الأقصى، كما تخصص يوم السبت لطبخ الطعام لعائلتها، ويوم الأحد تنظف بيتها بمساعدة ابنتها. وتؤكد أنّ "العلم سلاح لا مثيل له، أفضاله على البشر كثيرة".