جهود سورية لمكافحة المخدرات بحضور قطري وعراقي

10 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 15:18 (توقيت القدس)
من عمليات ضبط حبوب الكبتاغون في سورية، 12 إبريل 2025 (سيفكت أكجا/ الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- سوريا تواجه تحديات كبيرة في مكافحة تهريب المخدرات، حيث كانت مركزًا رئيسيًا لإنتاج وتصدير المخدرات تحت حكم النظام السابق، مما جعل مكافحة انتشارها أولوية للحكومة الحالية.
- خرجت محافظة إدلب الدفعة الأولى من دورة مكافحة المخدرات بحضور ضيوف من قطر والعراق، مما يعكس الشراكة والتنسيق العربي، وأكد وزير الداخلية على أهمية حماية المجتمع من المخدرات.
- رغم الجهود، لا تزال سوريا مركزًا رئيسيًا للمخدرات، مما يتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا لمواجهة شبكات التهريب.

لا يزال خطر تهريب المخدرات يؤرق السلطات السورية، حيث تبرز المساعي لمكافحة انتشار هذه الآفة، بعد أن جعل النظام السوري السابق من البلاد مركزاً أساسيّاً لإنتاج وتصدير حبوب الكبتاغون والمواد المخدرة إلى دول الجوار والإقليم.

خرّجت محافظة إدلب، شمال غربي سورية، الدفعة الأولى من دورة مكافحة المخدرات، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية السورية، مساء أمس السبت، عبر صفحتها على "فيسبوك". ولفت وزير الداخلية السوري أنس خطاب، اليوم الأحد، عبر حسابه على منصة إكس، إلى أنّ ضيوفاً من دولة قطر وجمهورية العراق حضروا حفل التخرج، "تأكيداً على عمق الشراكة والتنسيق العربي في دعم قضايا الأمن ومكافحة المخدرات".

وأكد خطاب أنّ "مكافحة هذه الآفة المدمّرة مسؤولية وطنية واجتماعية، وسنواصل العمل بكل ما نستطيع لحماية مجتمعنا وشبابنا"، وأضاف: "نهنّئ أبناءنا الخرّيجين في الدفعة الأولى من دورة مكافحة المخدرات، الذين انضموا إلى ميادين الواجب في وزارة الداخلية، بعد اجتيازهم التدريب بكفاءة وتميّز".

وتشكّل المخدرات تهديداً للمنطقة، لا سيما أنّ سورية خلال فترة حكم نظام بشار الأسد كانت من الدول المصدّرة للمخدرات إلى دول الجوار. وبعد سقوط النظام، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اكتشفت قوى الأمن السورية التابعة للحكومة الجديدة عشرات المصانع لإنتاج حبوب الكبتاغون والمواد المخدرة. وتُعتبر مكافحة انتشار المخدرات أولوية للحكومة السورية في الوقت الراهن، وفق ما أوضح الباحث السياسي رشيد حوراني لـ"العربي الجديد"، كون الإدارة السورية عبر أجهزتها المختصة تركّز منذ وصولها إلى الحكم في دمشق على مسألة وضع حد لإنتاج وتهريب المخدرات، التي باتت سورية في عهد النظام البائد تحتل المرتبة الأولى فيها عالميّاً.

وأضاف حوراني أنّ الحكومة تركّز على ذلك لما تحمله المخدرات من تهديد داخلي على أفراد المجتمع وتحويل الفرد من مواطن فعّال إلى مواطن يحتاج إلى العناية والتأهيل، إذا ما سقط في فخّ المخدرات، وتابع: "ممّا لا شك فيه أن مهرّبي المخدرات يتحوّلون بالتدريج إلى متعاطين، وأنّ مسألة إعداد قوة لمكافحة المخدرات لا تتوقف عند حدود كشف المخدرات، إنما تتعدى ذلك إلى حد معرفة تأثيرها وإمكانية إدخالها في صناعات أخرى، مثل الصناعات الدوائية، لذلك لا يتمّ إتلاف كل المخدرات المصادرة بل يجري استثمارها في صناعات أخرى".

وأردف حوراني بالقول: "أما عن المشاركة القطرية والعراقية في حفل التخرّج فهي تدلّ على أمرين؛ الأول مدى تضرّر دول الجوار والإقليم من تهريب المخدرات التي حوّل النظام البائد سورية مركزاً لها، والثاني التعاون بين الأجهزة المختصة في دول الإقليم، لأنّ العاملين بالمخدرات يشكّلون شبكات عابرة للحدود بين الدول".

وسبق أن حذّر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في 26 يونيو/ حزيران الماضي من أنّ سورية لا تزال تشكل مركزاً رئيسيّاً للمخدرات، على الرغم من الحملة الأمنية المشدّدة من قبل الحكومة الجديدة. وأوضح مكتب الأمم المتحدة في تقريره أنه رغم سقوط نظام الأسد لا يزال هناك قدر من الغموض حول الجهة الفاعلة ومواقع الإنتاج في سورية، مع وجود منتجات قديمة لا تزال تُهرّب عبر الأردن وغيرها.

المساهمون