حسين زواغي.. دكتور جزائري يسير من خنشلة إلى أم البواقي رفضاً للبطالة

19 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 19:18 (توقيت القدس)
الدكتور الجزائري حسين زواغي (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الدكتور حسين زواغي يسير من ششار إلى أم البواقي احتجاجاً على رفض الحكومة توظيف الدكاترة وحاملي الماجستير، وانضم إليه الدكتور ولي الدين حملة من تبسة، للتعبير عن مطالبهم في الحصول على وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم.
- زواغي يستخدم السير كوسيلة احتجاج فريدة، مستلهماً من تجارب نضالية سابقة، ويؤكد على أهمية الدفاع عن حقوق المثقفين، داعياً السلطات لإيجاد حل جذري لقضية البطالة بين الدكاترة.
- تقدر التنسيقية الوطنية عدد الدكاترة المعطلين بحوالي ألفي شخص، بينما أعلنت وزارة التعليم العالي عن فتح أربعة آلاف منصب، مما يترك تسعة آلاف دكتوراه دون فرص عمل مناسبة.

يُواصل الدكتور حسين زواغي، لليوم الثاني على التوالي، السير بمفرده من بلدته ششار بولاية خنشلة شرقي الجزائر، متجهاً نحو مدينة أم البواقي للمشاركة في التجمع الذي دعت إليه تنسيقية الدكاترة وحاملي الماجستير المعطلين عن العمل، المقرر تنظيمه يوم الاثنين المقبل، احتجاجاً على رفض الحكومة تمكينهم من مناصب في الجامعات. وقد انضم إلى زواغي دكتور آخر قرر بدوره اعتماد الطريقة نفسها قاطعاً مسافة تفوق 100 كيلومتر مشياً على الأقدام.

يصرّ حسين، رغم ارتفاع درجات الحرارة، على السير عازماً على المشاركة في الوقفة السلمية التي يعتزم الدكاترة المعطلون عن العمل تنظيمها يوم 22 سبتمبر/أيلول الجاري أمام جامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي. يقول لـ"العربي الجديد": "انسجاماً مع هذا الموعد، قررت خوض مسيرة على الأقدام انطلاقاً من مكان سكني بدائرة ششار في ولاية خنشلة وصولاً إلى مكان الوقفة، وهي مسافة تُقدَّر بحوالي 105 كيلومترات".

ويضيف: "قررت أن أحتج بهذه الطريقة مستلهماً الفكرة من تجارب نضالية سابقة من أجل مطالب مشروعة وحقيقية لا تُنال إلا بالدفاع عنها، واحتراماً لقوانين الجمهورية الجزائرية من جهة ثانية، فالسير بمفردي سيجنبني التجمهر غير المرخص وأي خرق للقانون". ويعتبر هذه الطريقة فريدة في التعبير عن الاحتجاج والمطالب المشروعة، بحسب وصفه، وتدعو " السلطات المعنية، وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية، لإيجاد حل جذري لقضية الدكاترة المعطلين عن العمل، وفقاً للالتزامات السابقة".

تخرّج زواغي من كلية الفلسفة قبل عامين، ولم يحصل - شأنه شأن العديد من حاملي الشهادات العليا - على وظيفة قارة في الجامعة تتناسب مع مؤهلاته الأكاديمية. وقد سبق له أن شارك في سلسلة من الوقفات والفعاليات الاحتجاجية التي نظمها زملاؤه أمام مقر وزارة التعليم العالي في العاصمة الجزائرية وفي مدن أخرى.

ويضيف زواغي: "من خلال هذه المبادرة، أريد أن أوصل رسالة إلى زملائي مفادها أن من أراد استطاع، وأنه من واجبنا جميعاً أن نشارك معاً في الدفاع عن حقوقنا، حتى وإن لم أقل ذلك بشكل مباشر. كما أنني أؤمن بفكرة المثقف العضوي، وأعتبر أنه إذا لم يقم المثقف بالدفاع عن حقوق فئته، التي تُحسب يوماً ما على النخبة، فكيف له أن يكون صوت الشعب والأمة والإنسان؟".

وفي غياب أرقام رسمية، تقدّر التنسيقية الوطنية لحاملي الماجستير والدكتوراه المعطلين عن العمل عددهم بحوالي ألفي شخص. ويضاف إلى هذا الرقم عدد أكبر من فئة ما يُعرف بـ"الأجراء"، أي حاملي شهادات الماجستير والدكتوراه الذين اضطرتهم البطالة في وقت سابق للعمل في وظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم الأكاديمية. وبسبب ذلك، جرى إقصاؤهم من القرار الرئاسي الذي أصدره الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مايو/أيار 2023، والقاضي بتوظيف حملة الدكتوراه المعطلين عن العمل، حيث خُصصت الأولوية لغير الأجراء ممن هم في عطالة تامة ولا يعملون في أي وظائف أخرى. ومع ذلك، يتمسك "الأجراء" بحقهم في الولوج إلى الجامعة، معتبرين أن المناصب التي يشغلونها حالياً مؤقتة وغير قارة، ولا تتوافق مع شهاداتهم الجامعية.

وأعلنت وزارة التعليم العالي قبل أيام عن فتح أكثر من أربعة آلاف منصب جديد في الجامعات، على أن يُكشف عن تفاصيل مسابقات التوظيف الخاصة بها في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهي مسابقات يحق للدكاترة العاطلين عن العمل المشاركة فيها.

قضايا وناس
التحديثات الحية

غير أن الإشكال، بحسب حسين زواغي، يتمثل في أن هذه المناصب لن تحل المشكلة، نظراً لكون عددها غير كافٍ. وقال: "صحيح أن الوزارة أعلنت عن 4000 منصب، وأنا أُثمّن هذا القرار وأعتبره خطوة إيجابية. لكن إذا استثنينا المناصب المخصّصة للأساتذة الاستشفائيين، ومنتوج التكوين في الخارج الذين سيُوظفون مباشرة، فإن المناصب الدائمة المخصّصة فعلياً لفئة حاملي شهادة الدكتوراه لا تتجاوز 3000 منصب. وبالرجوع إلى الإحصائيات المتوفرة، فإن عدد الدكاترة الذين سيجتازون المسابقة قد يصل إلى حوالي 12 ألف مترشح، وهنا نتساءل: ما هو مصير التسعة آلاف المتبقين؟".

وسيراً على النهج الاحتجاجي نفسه، انضم إلى حسين زواغي دكتور آخر عاطل عن العمل، هو ولي الدين حملة، الذي قرر بدوره الاحتجاج بالطريقة نفسها، عبر السير على الأقدام من مدينته تبسة إلى غاية أم البواقي، قاطعاً مسافة تقدَّر بـ130 كيلومتراً للمشاركة في التجمع الذي دعت إليه تنسيقية الدكاترة وحاملي الماجستير المعطلين عن العمل. وأعلن حملة على صفحته بـ"فيسبوك": "سأقطع مسافة 130 كلم على الأقدام، وقد يستغرق ذلك يومين متتاليين من المشي. القضية تستحق أن تصل إلى أبعد نقطة، ولا بد من تقديم التضحيات ولو كانت بسيطة".

المساهمون