Skip to main content
دراسة: المتفائلون أعمارهم أطول من بقية البشر
العربي الجديد ــ واشنطن

أكدت العديد من الدراسات السابقة أن المتفائلين يتمتعون بمستويات أعلى من الصحة النفسية والجسدية، بينما تشير أبحاث جديدة إلى أن المتفائل قد يعيش مدة أطول مقارنة ببقية أفراد المجتمع.
وكشفت دراسة علمية تتبعت أكثر من 160 ألف إمرأة، تتراوح أعمارهن بين 50 إلى 79 سنة، نحو 26 عاماً، أن المتفائلات من بينهن يعشن أكثر من غيرهن، وقد تصل أعمارهن إلى أكثر من 90 سنة، مقارنة مع متوسط العمر الافتراضي للسيدات البالغ 83 سنة، أي بمعدل زيادة 7 سنوات تقريباً، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
ورغم أن الدراسة الجديدة تابعت النساء فقط، إلا أن الأمر لا يبدو مختلفاً كثيراً بالنسبة إلى الرجال، إذ قامت اختصاصية علم النفس الإكلينيكي في جامعة بوسطن الأميركية لوينا لي، في وقت سابق، بتحليل بيانات 233 رجلاً كانوا يبلغون 21 سنة على الأقل حين التحقوا بدراسة حول الشيخوخة المعيارية للمحاربين القدامى بين عامي 1961 و1970، ووجدت أن الرجال المتفائلين يعيشون أطول من نظرائهم المتشائمين.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم نظرة إيجابية للعالم قد يعيشون حياة أطول وأكثر صحة، لأنهم قادرون على إدارة غضبهم، والخروج من أي حادث يتعرضون له بطريقة بسيطة، ما يعني انخفاض هرمون التوتر الذي يؤدي إلى تفاقم أمراض الأوعية الدموية والقلب.

لماذا يعيش الشخص المتفائل أكثر من المتشائم؟

هناك العديد من العوامل التي تلعب دوراً في دعم الصحة النفسية والجسدية للمتفائل، ما يجعله قادراً على الاستمتاع بحياته، من بينها توازن الطعام، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن التدخين أو الكحول، فضلا عن طرق التفكير الاستراتيجي التي يتبعها المتفائل لدعم صحته.

وقد تبين أن المتفائلين يميلون إلى التعامل مع أي حادث يتعرضون له مستخدمين "استراتيجية التكيف"، كما يميلون إلى التعامل مع الأمور الصعبة بطريقة أقل إجهاداً. على سبيل المثال، يحل المتفائلون المشاكل بطريقة سريعة بدلا من أن يمضوا وقتا طويلاً في التفكير بالنتائج.

وتشير العديد من الدراسات إلى أن التفاؤل سمة رئيسية في شخصية الأفراد، وعادة ما يكتسبها الشخص بسبب العلاقة الآمنة مع العائلة، لكن دراسات عدة أجريت على الأفراد أثبتت إمكانية تغير السلوك بمرور الوقت، إذ يمكن صقله من خلال التخطيط للمستقبل، ووضع أهداف يمكن تحقيقها على المدى المنظور، وغيرها من الاستراتيجيات التي تعظم التفاؤل.
وينصح الأفراد دائما بضرورة خفض توقعات النجاح عند التخطيط لأي مشروع، مع إدراك إمكانية الخسارة، وإيجاد طريقة لتقبل الخسائر، وذلك بالتوازي مع تعزيز التفاؤل عندما يختبر الفرد نتائج إيجابية لم يكن يتوقعها.