استمع إلى الملخص
- تشييع جثمان عامر: بعد استلام جثمانه، استقبله أهالي بلدته بالهتافات والتكبيرات، ملفوفًا بالعلم الفلسطيني، وودعته والدته بكلمات مؤثرة قبل دفنه في ترمسعيا وسط أجواء من الحزن والغضب.
- الوضع المتوتر في ترمسعيا: تعاني البلدة من اعتداءات متكررة من المستوطنين وجيش الاحتلال، خاصة لقربها من الشارع الالتفافي، وشهدت هجمات عديدة، أبرزها في يونيو 2023.
وصل جثمان الفتى الفلسطيني عامر ربيع (14 عاماً) والذي يحمل الجنسية الأميركية إلى المستشفى الاستشاري العربي شمال رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، مساء الأحد، ليتبين لأقاربه كما يقولون، أنّ ما تعرّض له عملية إعدام ميداني، هدف الاحتلال الإسرائيلي خلالها لقتله وقتل صديقيه اللذين كانا معه لكنهما أصيبا ونجيا من الموت، إذ أصابت إحدى الرصاصات رأسه وتحديداً الجبين، بينما أصابت عدة رصاصات أخرى الجزء العلوي من جسده.
بعد ساعات من الاحتجاز من قوات الاحتلال في معسكر جنوب نابلس شمالي الضفة، تسلّمت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني الجثمان ونقلته إلى المستشفى شمال رام الله. في باحة المستشفى كان ينتظر العشرات من أهالي بلدته ترمسعيا، ووضعوا العلم الفلسطيني على جسده الذي كان ملفوفاً بغطاء بلاستيكي أزرق، واستقبلوه بالهتافات، التي تمجد الشهيد وتحيي والدته، وهتاف: "يا غزة محلاكي عامر لبى نداكي".
ونقل جثمان عامر إلى غرفة ثلاجة الموتى، وبعد تكفينه ولفّه بالعلم الفلسطيني والكوفية، ودعته والدته، بتكرار قول: "الله يرحمك"، و"الحمد لله" "إنه كالنائم"، فيما تم تشييع جثمانه ومواراته الثرى، ظهر اليوم الاثنين، في بلدة ترمسعيا. عامر ربيع طالب في الصف التاسع الأساسي، بمدرسة ترمسعيا الثانوية، تعرّض كما يقول قريبه عوض أبو سمرة لـ"العربي الجديد"، لعملية إعدام ميداني. ويضيف أبو سمرة، وهو ناشط ضد الاستيطان في بلدته ترمسعيا "عامر يحمل الجنسية الأميركية كان يتنزه مع أصدقائه، وكمن لهم جيش الاحتلال عند الطريق الالتفافي القريب من البلدة، وأطلق النار عليهم مباشرة رغم أنهم أطفال، دون إنذار مسبق أو تحذير لهم".
هتافات خلال تشييع جثمان الفتى عامر ربيع الذي ارتقى برصاص الاحتلال في بلدة ترمسعيا شمال رام الله. pic.twitter.com/Q3cPImBXXe
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 6, 2025
خمس رصاصات رآها عوض على جسد عامر، تشير إلى الإعدام ونية القتل، كما يقول، مؤكداً أنّ جيش الاحتلال كان باستطاعته إصابته واعتقاله بدلاً من استهداف الرأس والبطن والمنطقة العلوية من جسد. ويصف أبو سمرة الحادثة بالقول إنّ جيش الاحتلال نصب كميناً لهؤلاء الأطفال، وقد أصيب الطفلان الآخران برصاص الاحتلال لكنهما نجيا من الموت.
ويرفض أبو سمرة ادعاء الاحتلال إلقاء الفتية للحجارة على الطريق الالتفافي، "فهو لطالما ادعى ما هو غير صحيح دون محاسبة أو متابعة"، مشيراً إلى أنه لا يعوّل كثيراً على الولايات المتحدة التي يحمل عامر ربيع جنسيتها، مؤكداً أنّ العائلة تلقت اتصالاً من السفارة الأميركية في القدس المحتلة، لكنه استدرك بالقول "إنها رأس الحية".
ولد عامر ربيع في الولايات المتحدة، لكن عائلته قررت العودة معه إلى فلسطين قبل عدة سنوات ليكمل تعليمه، غير أنه يسافر دائماً إلى أميركا، لا سيما في العطلة الصيفية، لقضائها مع أشقائه الذين يعيشون هناك، وكانت آخر زيارة له قبل رمضان بعشرة أيام فقط، لحضور زفاف شقيقته.
وتتعرّض ترمسعيا في محافظة رام الله والبيرة وسط الضفة، لاعتداءات متكررة من المستوطنين وجيش الاحتلال، ولها وضع خاص كون الشارع الالتفافي الذي يعد طريقاً رئيسياً للمستوطنين يحاذي البلدة على امتدادها. ويصف أبو سمرة الحال بالقول: "الصراع مع العدو متواصل، في كل أسبوع نعاني بسبب حدثين إلى ثلاثة على الأقل، على شكل مهاجمة المستوطنين للبلدة، إضافة إلى هجمات من جيش الاحتلال الموجود باستمرار، ويستفز الناس ويضرب ويشتم ويستخدم كل وسائل القمع".
وتعاني البلدة تضييقاً متواصلاً خصوصاً عند مدخلها الرئيسي بحواجز عسكرية تنغص على الفلسطينيين، بينما شهدت خلال السنوات الأخيرة هجمات عديدة كان أبرزها في يونيو/حزيران 2023، والتي أدت لإحراق عشرات المنازل والمركبات واستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين.