عيد الأضحى في اللاذقية.. لمّ شمل عائلات وانتعاش السياحة الداخلية

10 يونيو 2025
عيد أضحى مميّز في اللاذقية، 8 يونيو 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت اللاذقية أجواء عيد أضحى مميزة بعودة المهجرين والمغتربين، مما أدى إلى ازدحام في المقاهي وأماكن الترفيه، وتنشيط الحركة الاقتصادية بفضل السياح القادمين من مختلف المحافظات.
- رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، احتفل الأهالي بالعيد بشراء الحلويات والملابس، مع أمل في تحسن الأوضاع بعد زوال المخاطر الأمنية وسقوط نظام الأسد.
- تميزت جبلة بمشاريع ترفيهية جديدة، لكن الأوضاع الأمنية غير المستقرة أثرت على الاحتفالات، حيث فضل البعض البقاء في المدينة لتجنب المخاطر.

عاش أهالي اللاذقية غربي سورية هذا العام أجواء عيد أضحى مميّزة شهدت لمّ شمل الكثير من العائلات التي عاد أبناؤها المهجرون والمغتربون، وازدحاماً ملحوظاً في المقاهي وأماكن الترفيه العامة والكورنيش البحري. وشهدت اللاذقية التي تعتبر وجهة سياحية مميزة في سورية بسبب مناخها المعتدل صيفاً وسواحلها الجميلة وصول كثير من السياح من مختلف المحافظات لقضاء إجازة العيد، ما أسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية بالمحافظة.

عاد عبد الله جانودي، وهو طبيب سوري يُقيم منذ 10 سنوات في ألمانيا، مع أسرته إلى سورية لقضاء أول عيد أضحى مع ذويه منذ سنوات طويلة، وهو حال مغتربين كثيرين فضلوا ربط إجازاتهم بالعيد كي يعيشوا أجواءه المميزة في اللاذقية. وقال لـ"العربي الجديد": "لم أعش الأجواء الحقيقية للعيد منذ أن خرجت من سورية، وأعود اليوم للتمتع بها عبر صلاة العيد واجتماع الأقارب، وزيارة المقابر ورؤية الأحباب. أنا وعائلتي في غاية السعادة بالأجواء هنا".

وفرضت الحالة الاقتصادية الصعبة هذا العام حصر أهالي اللاذقية الاحتفال بعيد الأضحى بحلويات وملابس. وقالت منى درجي، وهي أم لثلاثة أطفال، لـ"العربي الجديد": "أسعار العام الحالي كانت مرتفعة جداً، رغم أن سعر صرف الليرة تحسّن، ما أجبرني على شراء بعض السكاكر، والاستغناء عن صناعة المعمول والغريبة التي تشتهر بها اللاذقية".

تضيف: "هذا العيد مميّز، فالكل يشعر براحة نفسية بعد سقوط نظام الأسد وزوال المخاطر الأمنية والاجتماع بالمهجرين والمغتربين. نعاني على الصعيد المادي فقط، وأخذنا الأولاد إلى حدائق عامة بدلاً من الملاهي، لكن هناك أمل في أن تتحسّن الأوضاع قريباً مع رفع العقوبات".

ومع تزامن العيد مع نهاية موسم المدارس وبداية الصيف، انتعشت الحركة على الشواطئ والشاليهات البحرية في اللاذقية، وفضل كثير من العائلات قضاء إجازتها على البحر. وقال محمد غزال الذي جاء من إدلب لقضاء إجازة العيد في شاليهات البسيط، لـ"العربي الجديد": "الأجواء هنا مميزة جداً، ونحن محرومون البحر منذ سنوات بسبب الحرب. الجميع متفائل بالأفضل، وأهالي اللاذقية رحبوا بوجودنا وعاملونا وكأنهم أهلنا".

وفي مدينة جبلة جنوب اللاذقية كانت أجواء العيد في المدينة هذا العام مميزة مع افتتاح مشاريع ترفيهية جديدة، مثل المراجيح المعلقة على الشاطئ، ومطاعم جديدة. وشهد الكورنيش البحري ازدحاماً كبيراً طوال أيام العيد، مع إقبال على المطاعم والمقاهي. وفي الوقت ذاته، شكا البعض عدم استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة، وتأثير هذا الأمر بأجواء العيد. وقال أيهم ونوس (29 عاماً)، وهو من أهالي مدينة جبلة: "لا يزال الوضع الأمني الهاجس الأكبر لكثيرين لم يحتفلوا بالعيد كالمعتاد. تستمر حتى اليوم عمليات الخطف والسرقة والقتل خارج نطاق القانون، ما منعنا من التوجه إلى قريتنا لمعايدة أقربائنا. فضلنا البقاء في المدينة، لأن الطريق إلى الريف غير آمن، ونحاول أن نسعد أولادنا في العيد بقدر ما نستطيع".

ووصف الشاب محمود كنفاني (23 عاماً) الذي يعمل في حديقة السلطان إبراهيم على إحدى المراجيح، الإقبال هذا العام بأنه "كبير وغير مسبوق، وهناك وجود أمني وتنظيم مقبول، ولم تسجل حوادث".

المساهمون