استمع إلى الملخص
- مرام الشيخ، نازحة في مخيمات دير حسان، تطالب بتوفير فرق طبية ووسائل تدفئة ودعم مشاريع إعادة تأهيل المساكن لضمان حقوق النازحين الأساسية.
- خالد الأحمد، نازح في مخيمات الزوف، يصف الوضع المأساوي بسبب غياب الدعم الإنساني وارتفاع أسعار مواد التدفئة، معبرًا عن أمله في إيجاد حلول لتخفيف معاناتهم.
يعيش النازحون في مخيمات شمال غرب سورية أوضاعاً قاسية يضاعفها فصل الشتاء والبرد القارس، في ظل ضعف وسائل التدفئة أو انعدامها، مع غياب المساكن الآمنة، ما يجعل حياة المخيمات صعبة، التي يشكل البقاء فيها ظرفاً إجبارياً لأناس فقدوا المساكن وليس لديهم أماكن للعودة إليها.
مرام الشيخ، نازحة مقيمة في مخيمات دير حسان شمالي إدلب، تقول لـ"العربي الجديد": "مع غياب وسائل التدفئة والمساكن الملائمة، يصبح الجو البارد خطرًا حقيقيًا يهدد الحياة، خصوصاً مع انتشار الأمراض المستمرة، حيث يعاني أطفالي الأربعة من نزلات البرد المتكررة والالتهابات، ولا سبيل لعلاجهم أو تدفئتهم إلا بما تيسر من البطانيات المتوافرة". مضيفة: "أحتضنهم بين ذراعي وأحاول تهدئتهم. أشعر بالعجز عندما أرى معاناتهم دون أن أستطيع أن أحرك ساكنًا. لا أملك سوى الانتظار والدعاء لتحسين الظروف"، مطالبةً الجهات الإنسانية بتوفير فريق طبي سريع لتقديم خدمات علاجية ووقائية داخل المخيمات، إضافة إلى توفير البطانيات، ووسائل التدفئة، الأدوية، والأغذية اللازمة، ودعم مشاريع إعادة تأهيل المساكن المؤقتة والخيام لتكون أكثر أمانًا من البرد القارس والصقيع، وتحفظ للنازحين وساكني المخيمات كرامتهم وتضمن حقوقهم الأساسية.
أحمد حلاب، نازح أربعيني يقيم في مخيمات أطمة شمال إدلب، يقول بدوره لـ"العربي الجديد": "نعيش كل يوم معركة جديدة. لا أعرف كيف أحمي أطفالي من البرد، وأنا لا أملك ثمن مواد التدفئة. لا مساعدات إنسانية ولا فرص عمل وسط كل هذا البؤس. لا نملك ما يكفي من البطانيات، وأطفالي يمرضون من شدة البرد. أتمنى لو أستطيع منحهم بعضًا من الأمان والدفء".
أما المسنة السبعينية فاطمة السيد، فتقول لـ"العربي الجديد" إنها لا تملك القوة في هذا العمر لتحمّل البرد القارس، ولا معيل لها إلا الله، وكل ما تملكه خيمة بالية وبعض البطانيات المهترئة وموقد حطب تشعله ببعض النايلون والنفايات لتدفئ به جسدها المتعب ويديها المرتجفتين. مضيفة: "نحن هنا لا نملك سبل البقاء على قيد الحياة أو ما يعيننا على مواجهة هذا البرد القارس الذي لا يرحم صغيرًا أو مسنًا. حتى الغذاء مفقود، ولا يوجد ما يسد جوعنا. أعيش في خيمة تسرب المطر والمياه والهواء البارد. أطرافي تؤلمني من الرطوبة والصقيع، لكن أكثر ما يؤلمني رؤية أحفادي الصغار يعانون من البرد". وأضافت أنها تستيقظ كل ليلة على بكاء أطفال ابنها في الخيمة المجاورة من البرد والمرض، حيث فقد ابنها أحد أطفاله العام الماضي بسبب مرض رئوي لم يستطع علاجه في المخيم. وكلما جاء الشتاء، تخشى أن يفقد طفلًا آخر، فهو مصاب وعاطل من العمل ولا يملك ما يعيل به أسرته.
أما خالد الأحمد، وهو نازح يقطن في مخيمات الزوف بريف اللاذقية شمال غربي سورية، فقال لـ"العربي الجديد" إن حياته في المخيم باتت تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، خصوصاً مع غياب الدعم الإنساني وانعدام فرص العمل، ما جعله عاجزًا عن تأمين احتياجات أسرته الأساسية. مضيفاً: "منزلي دُمّر بالكامل، ولا أملك مكانًا أعود إليه. كنا نعتمد على دعم المنظمات الإنسانية، لكنها بدأت تغض النظر عن حالنا، وكأن معاناتنا انتهت. الوضع في المخيم مأساوي، خصوصاً في ظل موجات البرد والصقيع التي لا ترحمنا".
ويصف الأحمد أسعار مواد التدفئة بالخيالية، مشيراً إلى أن طن قشر الفستق الحلبي وصل إلى 170 دولارًا أميركيًا، قائلًا: "بالكاد أستطيع شراء بضعة كيلوغرامات منه لتدفئة أطفالي. لا توجد فرص عمل، والوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم. نحن هنا نعيش في ظروف لا يمكن وصفها، ونأمل أن يأتي يوم نستطيع فيه العودة إلى منازلنا أو أن نجد حلولًا تخفف من معاناتنا"، مشيرًا إلى أن النازحين في المخيمات باتوا يشعرون بأنهم منسيون، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بإعادة النظر في أوضاعهم وتقديم الدعم اللازم لهم.