استمع إلى الملخص
- في سباقات السيارات، تعاني فيراري في بطولة "فورمولا 1" رغم التعاقد مع لويس هاميلتون، كما لم يتمكن فرانشيسكو بانيايا من منافسة مارك ماركيز في "موتو جي بي".
- كرة القدم الإيطالية تعاني أيضاً، حيث خسر منتخب إيطاليا أمام النرويج في تصفيات كأس العالم 2026، وخسر إنتر ميلان أمام باريس سان جيرمان في نهائي دوري الأبطال، وسحب تنظيم نهائي 2027 من ميلانو.
تُراكم الرياضة الإيطالية الخيبات في الأسابيع الأخيرة، مع تزايد عدد الأزمات المتواصلة التي تضربها، وقد شملت عديد الاختصاصات الرياضية التي تُعتبر مصدر فخر بالنسبة إلى الإيطاليين. وهذه النكسات تجعل الرياضة الإيطالية تعيش موقفاً صعباً للغاية مع تزايد إحباط الجماهير التي تُشاهد النجوم والأندية التي تفتخر بها تتلقى العديد من المشاكل والنكسات، وبعضها أمام منافسين لا يملكون تاريخ الرياضة الإيطالية وسيطرتها وإشعاعها على الصعيد العالمي، إذ تُعتبر إيطاليا من الدول المتألقة رياضياً على مرّ التاريخ، لكن يبدو أن الوضع الآن بات مصدراً للإزعاج والحيرة.
وكانت هزيمة المصنّف الأول عالمياً، يانيك سينر، في نهائي بطولة رولان غاروس للتنس، أمام الإسباني كارلوس ألكاراز، صادمة للجماهير الإيطالية، خاصةً وأن العرض الذي قدّمه سينر في نصف النهائي أمام نوفاك ديوكوفيتش جعل الصحافة الإيطالية تتغنّى به، وأشارت صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" إلى أنه من حسن حظ الرياضة الإيطالية وجود يانيك سينر الذي يُسعد الجماهير بنجاحاته، لكنّه في النهائي صدم الجماهير، فقد كان متقدّماً في النتيجة (2ـ0)، وبعد ذلك انهار أمام المصنّف الثاني عالمياً في خيبة مضاعفة، رغم أنه قاتل بقوة من أجل حصد اللقب الأول له في الأراضي الفرنسية، وكان نهائي يوم الأحد قوياً فنياً، لكنّه سيترك أثره في اللاعب الإيطالي.
وتُواجه سيارة فيراري في منافسات بطولة العالم لـ"فورمولا 1" خيبات متكرّرة، رغم التعاقد مع البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرّات، ولكن الفريق لم يحقق أي انتصار هذا الموسم، بل ارتكب أخطاء كارثية في سباق الصين كلّفت الفريق خسارة النقاط التي كسبها، ولا يبدو الفريق قادراً على تدارك الفارق الذي يفصله عن سيارة مكلارين أو ريد بول، وبالتالي فإن فيراري ستفشل مجدّداً في حصد بطولة العالم للصانعين، وبات أقصى طموحها الصعود على منصّات التتويج فقط. وتُعتبر فيراري مصدر فخر بالنسبة إلى الإيطاليين، بما أن رياضة فورمولا 1 تشهد إقبالاً كبيراً في إيطاليا التي تملك الكثير من الحلبات ولها تاريخ كبير بفضل نجاحات فيراري، التي تُعتبر السيارة الأفضل، لكن لسوء حظ الجماهير الإيطالية فإن السيارة "الحمراء" تراجعت كثيراً في السنوات الأخيرة.
كما خيّب بطل العالم مرّتين في "موتو جي بي"، فرانشيسكو بانيايا، آمال الجماهير الإيطالية، وبات عاجزاً عن منافسة زميله في الفريق، الإسباني مارك ماركيز، الذي يُسيطر على بطولة العالم وبات قريباً من حصد لقب ثامن في بطولة العالم، وذلك في موسمه الأول مع دوكاتي. ولكن بانيايا يبدو منهاراً وغير قادر على الصمود ذهنياً أمام الصعود الصاروخي لماركيز هذا الموسم، والحصول على المركز الثالث يُعدّ إنجازاً بالنسبة إليه. وتملك إيطاليا تاريخاً كبيراً في هذه الرياضة بنجاحات عديدة، خاصة عبر فالنتينو روسي، الذي يُعتبر ملهماً لعددٍ كبير من السائقين على مرّ التاريخ.
وراكم منتخب إيطاليا الفشل، ذلك أن خسارته بنتيجة (3ـ0) أمام النرويج في بداية تصفيات كأس العالم 2026 أعادت إلى أذهان الجماهير كابوس الغياب عن مونديال 2018 ثم 2022، ولا يبدو المنتخب قادراً على التدارك في غياب المواهب القادرة على صنع الفارق. وقادت الهزيمة إلى رحيل المدرب لوتشيانو سباليتي، الذي أُقيل بطريقة غريبة، إذ أعلن عن رحيله في مؤتمر صحافي قبل المباراة أمام مولدافيا، وهي طريقة تكشف التخبط والارتجال الذي يُسيطر على الاتحاد الإيطالي، الذي قد يكون لعب دوراً سلبياً في تشتيت تركيز لاعبيه قبل المباراة الثانية، كما أن منتخب إيطاليا عاش على وقع هزّات، خاصة توتر العلاقة بين المدرب ومدافع إنتر ميلان فرانشيسكو أتشيربي، الذي قرّر الاعتزال معترضاً على طريقة تعامل المدرب معه، وكذلك انسحاب بعض اللاعبين من المعسكر بداعي الإصابة.
وانطلقت الخيبات بخسارة إنتر ميلان التاريخية أمام باريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا بنتيجة (5ـ0)، وهي أعرض خسارة في سجل البطولة، وقد كشفت عن الفارق في المشاريع الرياضية بين الفريقَين، فإنتر ميلان لم يمنح الفرصة لمواهب شابة، عكس النادي الفرنسي الذي آمن بلاعبين شبان، إضافة إلى الفكر الهجومي الذي ميّز النادي الفرنسي، بينما بحث الفريق الإيطالي عن تأمين الدور الدفاعي في المقام الأول، لتكون الهزيمة صدمة قوية للكالتشيو، خاصةً وأن إيطاليا عجزت عن التتويج بدوري أبطال أوروبا منذ عام 2010.
ووسط هذه الخيبات، لا تبدو الرياضة الإيطالية قادرة على التدارك قريباً وسط أزمات كبيرة تعيشها الأندية في كرة القدم على مستوى التمويل، وكذلك العقلية المسيطرة على الفرق من خلال طريقة اللعب أو التعامل مع الرصيد البشري، وضعف البنية التحتية، فقد سحب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من مدينة ميلانو شرف تنظيم نهائي دوري أبطال أوروبا 2027، بسبب عدم جهوزية ملعب سان سيرو، الذي أصبح قديماً ولا يُلائم الشروط التي حدّدها "يويفا"، في ضربة قوية لكرة القدم في إيطاليا.