دموع الرحيل: وداعات صنعت المجد وختمت الموسم بمشاهد لا تُنسى

27 مايو 2025
"دموع الكبار" تخطف الأضواء في نهاية موسم انحنى أمام الوداع (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد الموسم الرياضي لحظات وداع مؤثرة في كرة القدم، حيث ودّع جمهور ريال مدريد ثلاثة من رموز الفريق، كما ودّع كيفن دي بروين من مانشستر سيتي وترينت ألكسندر أرنولد من ليفربول، مما أثار مشاعر مختلطة بين الجماهير.
- امتدت لحظات الوداع إلى الدوريات الأوروبية الأخرى، حيث ودّع كلاوديو رانييري جماهير روما وودّع ريان شرقي نادي ليون بدموع، وشهد نهائي كأس البرتغال لحظة حزينة لأنخيل دي ماريا.
- خارج ملاعب كرة القدم، شهدت بطولة رولان غاروس تكريم رافاييل نادال، وودّع الإعلامي غاري لينكر جمهوره، مما أضاف بعداً إنسانياً للموسم الرياضي.

شهدت نهاية الموسم الرياضي الحالي العديد من اللحظات، التي طغت فيها المشاعر، وغلب عليها الطابع الإنساني، إذ فاضت الأعين بالدموع في وداع أسماء صنعت المجد لسنوات، بعدما قرر عدد من النجوم طيّ صفحة من مسيرتهم، واختيار وجهات جديدة، تاركين خلفهم جماهير وذكريات لا تُنسى، ولم تكن هذه المشاهد حكراً على ملاعب كرة القدم فقط، بل امتدت أيضاً إلى ملاعب التنس، وداخل مكاتب الإعلام، في موسم استثنائي انحنى أمام لحظات الوداع، وكتب فصله الأخير بدموع الرحيل.

وشهد ملعب سانتياغو برنابيو أمسية حزينة، اختلطت فيها لحظات الاحتفال بمرارة الوداع، بعدما ودّع جمهور ريال مدريد ثلاثة من رموز الفريق، يتقدمهم المدير الفني الإيطالي، كارلو أنشيلوتي (65 عاماً)، والنجم الكرواتي، لوكا مودريتش (39 عاماً)، إضافة إلى الجناح الإسباني، لوكاس فاسكيز (33 عاماً)، في أجواء احتفالية بطابع جنائزي، غلبت الدموع الجميع، حتى طاولت رئيس النادي الإسباني، فلورنتينو بيريز (78 عاماً)، المعروف بصلابته وشخصيته الحازمة، إلا أنه لم يتمالك نفسه أمام هذا المشهد المؤثر، وذرف الدموع في لحظة نادرة تُجسّد عمق التأثر برحيل هذه الأسماء التاريخية، التي صنعت المجد مع الفريق الملكي.

وعرفت المباراة الأخيرة لنادي مانشستر سيتي على ملعبه "الاتحاد"، لحظات مؤثرة، حيث خُصصت لتحية وداع نجم الفريق، البلجيكي كيفن دي بروين (33 عاماً)، الذي كان قد أعلن في وقت سابق رحيله عن النادي، ولم يتمالك دي بروين دموعه في لحظة إنسانية مؤثرة، انعكست بدورها على مدرب الفريق، الإسباني بيب غوارديولا (54 عاماً)، الذي ذرف الدموع هو الآخر في وداع أحد أبرز لاعبيه، خلال حقبته مع السيتي. وفي مشهد مشابه، ولكن على بُعد أميال قليلة في ملعب "أنفيلد"، لم يتمالك النجم الإنكليزي، ترينت ألكسندر أرنولد (26 عاماً)، دموعه خلال احتفالات ليفربول بلقب "البريمييرليغ"، في مباراة شكّلت على الأرجح ظهوره الأخير بقميص "الريدز"، ورغم غياب احتفالية وداع رسمية للاعب، فإن إعلان رحيله المفاجئ، وسط ترجيحات بانتقاله إلى ريال مدريد، أثار مشاعر مختلطة بين الجماهير، وانعكست على ردة فعل غاضبة من بعضهم، ما ساهم في انهمار دموعه في لحظة احتفال تحوّلت إلى وداع، بعدما صنع المجد مع ليفربول.

وتخللت بقية الدوريات الأوروبية مشاهد وداع مشابهة، غلبت عليها الدموع والتأثر، إذ لم يتمالك المدرب الإيطالي المخضرم، كلاوديو رانييري (73 عاماً)، مشاعره، في رسالة وجهها إلى جماهير نادي روما، حثّهم فيها على دعم الفريق في الجولة الأخيرة من الدوري الإيطالي، على أمل تجاوز يوفنتوس وانتزاع المركز الرابع المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.

وفي فرنسا، ودّع الدولي الفرنسي الشاب، ريان شرقي (21 عاماً) نادي ليون، الذي ترعرع فيه وتخرّج في أكاديميته، وسط أجواء مؤثرة ودموع لم يُخفها اللاعب، وهو يطوي صفحة مسيرته مع الفريق، تمهيداً لانتقال مرتقب إلى نادي بوروسيا دورتموند الألماني، لخوض تجربة جديدة على مستوى أعلى من التنافس، بعدما صنع المجد الشخصي بالنسبة له.

وأما في البرتغال، فشهد نهائي كأس البلاد لحظة حزينة للنجم الأرجنتيني، أنخيل دي ماريا (37 عاماً)، الذي لم يتمالك دموعه، بعد خسارة فريقه بنفيكا أمام سبورتينغ لشبونة، وكان دي ماريا يمنّي النفس بختم مشواره مع الفريق البرتغالي بلقب يُتوّج موسمه الأخير، لكن الهزيمة حرمت النجم المخضرم من لحظة وداع مثالية على منصة التتويج.

وبعيداً عن ملاعب كرة القدم، فقد شهدت بطولة رولان غاروس للتنس لحظات مؤثرة، طبعتها مشاعر الامتنان والدموع، إذ لم يتمالك النجم الأسطوري الإسباني، رافاييل نادال (38 عاماً)، دموعه، بعد أن جرى تكريمه، تقديراً لمسيرته الاستثنائية في البطولة، التي تُوج بلقبها 14 مرة، ما منحه عن جدارة لقب "ملك الملاعب الترابية"، وجاء هذا التكريم بحضور نخبة من أبرز منافسيه السابقين، يتقدمهم السويسري روجر فيدرر (43 عاماً)، والصربي نوفاك ديوكوفيتش (38 عاماً)، والبريطاني آندي موراي (37 عاماً)، في لحظة تاريخية استحضرت سنوات طويلة من التنافس والمجد المشترك.

وحتى خارج الملاعب بمختلف أنواعها، لم يَخلُ هذا الموسم من لحظات وداع مؤثرة في الساحة الرياضية، إذ شكّلت نهاية مشوار الإعلامي البريطاني، غاري لينكر (63 عاماً)، محطة بارزة، ولم يتمالك دموعه خلال تقديمه الحلقة الأخيرة من برنامجه الشهير "يوم المباراة"، منهياً بذلك مسيرة استمرت عقوداً داخل أروقة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وكان لينكر يُعد من أبرز وجوه الشاشة الرياضية، وأعلى مقدّمي البرامج أجراً، وتولى تقديم البرنامج منذ عام 1999، ليودّع الجمهور بلحظة صادقة تجسّد عمق ارتباطه بالمهنة والمكان.

المساهمون