رسالة على "لينكد إن" تفتح طريق المونديال للاعب الرأس الأخضر

14 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 19:36 (توقيت القدس)
بيكو لوبيز في ملعب استاديو ناسيونال، 13 أكتوبر 2025 (كريتيانو بربوسا/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأهلت جزر الرأس الأخضر إلى كأس العالم 2026، متفوقة على الكاميرون، لتصبح ثاني أصغر دولة تشارك في النهائيات، بفضل قصة غير متوقعة بطلها المدافع بيكو لوبيز.
- اكتشف لوبيز حلمه المونديالي عبر رسالة على "لينكد إن" من الجهاز الفني لمنتخب الرأس الأخضر، مما غيّر مسار حياته وقاده لتمثيل بلده الأصلي.
- يعكس تأهل الرأس الأخضر أهمية الشغف والانتماء في التغلب على الإمكانات المحدودة، بفضل جهود الاتحاد المحلي في استقطاب لاعبين من أصول الرأس الأخضر.

صنعت جزر الرأس الأخضر واحدة من أجمل قصص كرة القدم الحديثة، بعدما حجزت بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026، متفوقةً على عملاق القارة الأفريقية، منتخب الكاميرون، لتصبح ثاني أصغر دولة في التاريخ تشارك في النهائيات، وجاء هذا الإنجاز الاستثنائي بفضل قصة غير متوقعة، بطلاها موقع "لينكد إن"، ولاعب نادي شامروك روفرز الأيرلندي، المدافع بيكو لوبيز (33 عاماً)، الذي اكتشف حلمه المونديالي عبر رسالة إلكترونية غير متوقعة، وفق ما نشرته صحيفة ذا ميرور البريطانية، اليوم الثلاثاء.

وروى لوبيز تفاصيل الواقعة، التي غيّرت مسار حياته، قائلاً: "تلقيتُ رسالة عبر لينكد إن من أحد أعضاء الجهاز الفني لمنتخب الرأس الأخضر يسألني عن رغبتي في تمثيل بلدي الأصلي. في البداية ظننتها مزحة، لأنني نشأت في حيٍّ مليء بالمكالمات الساخرة والرسائل المزيفة. تجاهلتها أياماً، ثم قررت الردّ أخيراً، وكانت تلك أفضل خطوة اتخذتها في حياتي". وأضاف مبتسماً: "ابتلعتُ كبريائي ورددت على الرسالة، والحمد لله فعلت ذلك في الوقت المناسب".

وولدَ لوبيز في دبلن لأب من جزيرة ساو نيكولاو، إحدى جزر الأرخبيل الواقع غرب أفريقيا، والذي قد غادر موطنه في سن السادسة عشرة، باحثاً عن مستقبلٍ أفضل في أوروبا، ويقول المدافع أيرلندي الأصل إن ارتباطه بجذوره ظلّ حياً في داخله رغم بُعد المسافة، مضيفاً: "أبي ترك الجزيرة صغيراً، وكثير من أبناء الرأس الأخضر يغادرون بحثاً عن الفرص، لكن شعور الانتماء لا يموت أبداً". ويقف لوبيز اليوم كأحد أبطال التأهل التاريخي، بعدما قاد منتخب بلاده إلى فوزٍ مصيري ضمن تصفيات المونديال، لتشتعل الاحتفالات في العاصمة برايا وفي الجزر كافة، بعد أن خرجت الجماهير إلى الشوارع، رافعة الأعلام الزرقاء ومرددة الأناشيد الوطنية، حتى ساعات الفجر.

ويمثّل تأهل الرأس الأخضر حدثاً فارقاً في مسار الكرة الأفريقية، ليس فقط لصغر حجم البلاد، التي لا يتجاوز عدد سكانها نصف مليون نسمة، بل أيضاً لكونه تأكيداً أن الشغف والانتماء يمكن أن يتغلّبا على الإمكانات المحدودة. ويعد هذا الإنجاز ثمرة عملٍ طويل من الاتحاد المحلي، الذي نجح في استقطاب لاعبين ذوي أصولٍ من الرأس الأخضر منتشرِين في أوروبا، عبر مبادرات مبتكرة وصلت إلى استخدام شبكات التواصل المهني مثل "لينكد إن"، لتوسيع قاعدة الاختيار.

المساهمون