عمالقة في الظل: معرض الأساطير الذين استحقوا الكرة الذهبية ولم يفوزوا بها

23 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 20:24 (توقيت القدس)
أساطير فشلوا في التتويج بالكرة الذهبية (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في عالم كرة القدم، تُعتبر جائزة الكرة الذهبية "البالون دور" القمة التي يطمح إليها كل لاعب، لكن العديد من النجوم مثل إنييستا وتشافي وبيرلو لم يحصلوا عليها بسبب هيمنة ميسي ورونالدو.
- قصص هؤلاء اللاعبين مع الجائزة مليئة بالظلم، حيث اقتربوا من الفوز لكن لم يحالفهم الحظ، مثل ليفاندوفسكي في 2020 وهنري في 2003.
- إرث هؤلاء النجوم يتجاوز الجوائز الفردية، حيث يُعتبرون "ملوك بلا تيجان" بفضل لحظاتهم الساحرة وألقابهم الجماعية.

على غير العادة، لن نخوض في تحليل تفاصيل وأبعاد تتويج الفرنسي عثمان ديمبيلي بالكرة الذهبية، ولن نناقش جدل الاستحقاق أو معايير الاختيار. هذه المرة سنبتعد عن الأضواء المسلّطة على البطل الجديد، لنفتح نافذة مختلفة نحو تاريخ الجائزة العالمية، فقد برزت أسماء لامعة وأسطورية أبهرت الجماهير بموهبتها، لكن القدر والتصويت لم يمنحاها شرف التتويج بالكرة الذهبية. اليوم، حديثنا سيكون عن هؤلاء النجوم الكبار، الذين صنعوا المجد في الملاعب، لكنّهم ظلّوا خارج القائمة الذهبية.

في عالم كرة القدم، تُعد جائزة الكرة الذهبية "البالون دور" القمة، التي يطمح إليها كل لاعب، فهي التتويج الرسمي لأفضل لاعب في العالم خلال عام كامل. لكن هناك كوكبة من النجوم الذين أضاءوا سماء اللعبة لعقدين من الزمان، بقيت خزائنهم خالية من هذه الجائزة المرموقة.

وهو تذكير مؤلم ومبهر في آنٍ واحد بجيل من العباقرة، الذين قدموا كل شيء لكرة القدم، لكن القدر والمنافسة الشرسة حالا بينهم وبين المجد الفردي الأسمى.

 جيل "الملوك غير المتوّجين"

تضم القائمة نخبة من أساطير اللعبة، من دقة تمريرات أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز، مهندسي حقبة "التيكي- تاكا" الذهبية لبرشلونة ومنتخب إسبانيا، إلى أناقة أندريا بيرلو ورؤيته الثاقبة في وسط الملعب. ومن وفاء فرانشيسكو توتي الأبدي لروما، إلى قوة سيرخيو راموس الدفاعية، وروحه القيادية، التي حسمت النهائيات.

هؤلاء اللاعبون لم يكونوا مجرد نجوم، بل كانوا قادة وصانعي أمجاد لأنديتهم ومنتخباتهم. لقد فازوا بكل شيء تقريباً: كأس العالم، دوري أبطال أوروبا، البطولات المحلية، ولكنهم وُجدوا في حقبة تاريخية فريدة سيطر عليها ثنائي لن يتكرر: ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. هذا الثنائي الاستثنائي حوّل الجائزة الفردية الأغلى إلى مبارزة خاصة بينهما، تاركَين الفتات لبقية عظماء جيلهما.

 قصص من الظلم الكروي

لكل لاعب مظلوم قصة خاصة مع الكرة الذهبية، وهي قصص اقتربوا فيها من لمس الحلم:

• تشافي وإنييستا: ربما هما الحالة الأكثر شهرة. في عام 2010، بعد فوز إسبانيا بكأس العالم، كان من المتوقع أن تذهب الجائزة لأحدهما، لكنّهما حلّا في المركزَين الثاني والثالث خلف زميلهما في الفريق، الأرجنتيني ليونيل ميسي، في واحدة من أكثر نتائج الجائزة إثارة للجدل.

• روبرت ليفاندوفسكي: المهاجم البولندي هو بطل مأساة 2020. بعد موسم تاريخي مع بايرن ميونخ فاز فيه بكل الألقاب الممكنة، وكان الهداف الأبرز، جرى إلغاء الجائزة بسبب جائحة كورونا، ليُحرم من تتويج كان يبدو محتوماً.

• تييري هنري: الغزال الفرنسي الأنيق كان قريباً جداً من الجائزة في عام 2003، لكنه حلّ ثانياً خلف الإيطالي بافيل نيدفيد. أداؤه المذهل، الذي قدمه مع أرسنال جعله أيقونة للدوري الإنكليزي، لكن ذلك لم يكن كافياً.

• لويس سواريز ونيمار: شكّلا مع ميسي (MSN) أحد أقوى خطوط الهجوم في تاريخ اللعبة. أرقام سواريز التهديفية الخارقة، خاصة في موسم 2015-2016، كانت كفيلة بفوزه بالجائزة في أي عصر آخر. أما نيمار، الذي كان يُنظر إليه دائماً على أنه الخليفة المنتظر، فقد حلّ ثالثاً مرتين، لكنه لم يتمكن من كسر هيمنة ميسي ورونالدو.

• الدفاع والوسط المتأخر: لاعبان مثل توني كروس وسيرجيو راموس، يمثلان فئة اللاعبين، الذين غالباً ما يجري تجاهل أدوارهم الحاسمة لصالح المهاجمين. كروس، مايسترو إيقاع ريال مدريد وألمانيا، وراموس، القائد التاريخي وأحد أفضل المدافعين الهدافين، قدما مسيرات أسطورية تستحق التقدير الفردي الأعلى.

 إرث يتجاوز الجوائز

في النهاية، ذكر أمثلة هذه النجوم هو احتفاء بالإرث، وليس بالجوائز. فهو تخليد لذكرى لاعبين لم يحتاجوا إلى كرة ذهبية لإثبات عظمتهم. فإرثهم الحقيقي لا يكمن في المعدن اللامع، بل في اللحظات الساحرة التي قدموها للجماهير، وفي الألقاب الجماعية التي رفعوها، وفي الأسلوب الفريد، الذي جعل كل واحد منهم أسطورة خالدة في تاريخ كرة القدم.

قد يكونون "ملوكاً بلا تيجان" فردية، لكنّهم سيبقون إلى الأبد في قلوب وعقول عشاق اللعبة عمالقةً حقيقيين.

المساهمون