منتخب فلسطين يختار تشيلي وهدفه ملاحقة حلم مونديال 2030
استمع إلى الملخص
- يسعى المدرب إيهاب أبو جزر لاكتشاف المواهب الشابة في تشيلي بدعم من المجتمع الفلسطيني ونادي "بالستينو"، مع خطط لإنشاء قاعدة بيانات ومركز تدريبي.
- يواجه المنتخب تحديات بسبب الأوضاع في فلسطين، لكن أبو جزر يصر على تعزيز صمود الفريق والمشاركة الدولية، مؤكداً أن التأهل لكأس العالم ليس مستحيلاً.
اختار منتخب فلسطين دولة تشيلي حتى تكون ملاذاً لتطوير "الفدائي"، الذي يُصر على حلم التأهل إلى بطولة كأس العالم 2030 رغم الآلام والمآسي التي تحاصر رفاق نجم الأهلي المصري السابق وسام أبو علي (26 عاماً)، بسبب ما يحدث في قطاع غزة، حيث تواصل آلة القتل الإسرائيلية مسلسل جرائمها ضد الأبرياء منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.
وكشف مدرب منتخب فلسطين الأول إيهاب أبو جزر (44 عاماً)، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية، أنه سافر إلى تشيلي للبحث عن مواهب شابة، خاصة أن الدولة اللاتينية تضم أكبر جالية فلسطينية خارج الدول العربية، بالإضافة إلى أن هدفه الآن وضع أساس لمدرسة كروية تكون نواة لمواهب شابة قادرة على تمثيل "الفدائي" مستقبلاً.
وأكد أبو جزر أن خطوته الأخيرة جاءت بعدما تلقى دعماً من مجتمع فلسطيني يُقدر بأكثر من نصف مليون شخص في تشيلي، ويتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبير، إلى جانب نادي "بالستينو"، أحد أعرق أندية دوري الدرجة الأولى في البلاد، الذي أُسس على يد آلاف المهاجرين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى الدولة اللاتينية في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وقال أبو جزر بعد حضوره مباراة لفئة تحت 18 عاماً مع نادي بالستينو، وهو نادٍ يمثل منصة مهمة لاكتشاف اللاعبين، خاصة في مراكز الدفاع والأظهرة وحراسة المرمى التي تعتبر الأكثر احتياجاً: "لا يوجد مستحيل بالنسبة للفلسطيني. أنا متأكد أن لدينا لاعبين مميزين في كل أنحاء العالم. نمتلك عدداً كبيراً من اللاعبين الشباب خارج فلسطين، ونرغب في إنشاء قاعدة بيانات للاعبين الفلسطينيين في تشيلي ولبنان وأوروبا، نحن نريد الوصول إليهم أينما كانوا".
وأشار مدرب منتخب فلسطين إلى أن مشاركة لاعبين من أصول فلسطينية في تشيلي مع المنتخبات الفلسطينية بدأت منذ عام 2004، مذكّراً باللاعبين روبرتو بشارة وروبرتو كيتلون، اللذين مثلا فلسطين و"قدما مساهمة كبيرة لكرة القدم الفلسطينية"، لكن المشروع الذي يسعى أبو جزر إلى تنفيذه لا يتوقف عند استقطاب لاعبين من الخارج، وهو أمر بدأ منذ انضمام فلسطين إلى "فيفا" عام 1998، بل يشمل أيضاً إنشاء مركز تدريبي للمنتخب الفلسطيني على الأراضي التشيلية بدعم من نادي بالستينو، مضيفاً: "تلقينا دعماً مهماً من نادي بالستينو بجميع الموارد التي يمتلكها، والجميع هنا يرغب في المساعدة في هذا المشروع. لذلك نحن ممتنون جداً للنادي. نأمل أن يكون هناك شيء جيد لنعرضه في المستقبل".
وقال أبو جزر، المولود في غزة، إن والدته وشقيقه يعيشان الآن في خيمة بعدما دُمر منزلهما خلال القصف، وأكد أن أكثر من 700 رياضي فلسطيني لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب، مضيفاً: "الرياضة عملياً لم تعد موجودة في فلسطين الآن. ليس فقط أنه لا توجد بطولات، بل لا توجد أي أنشطة رياضية على الإطلاق. الدوري الفلسطيني توقف منذ أكتوبر 2023، وكل الجوانب الرياضية في غزة تأثرت، وحتى في الضفة الغربية التنقل أصبح في غاية الصعوبة".
وتابع مدرب منتخب فلسطين: "الهدف هو القضاء على الرياضة الفلسطينية، لكننا من خلال المنتخبات الوطنية نحاول تعزيز صمودنا والبقاء في البطولات كافة لسببين: أولًا، لتبقى فلسطين ورايتها حاضرتين، وثانيًا، للاستمرار في التطور. وقال إنهم، إلى جانب التحديات الرياضية، يعيشون معركة بقاء، موضحاً "هذه ليست مهمة سهلة، لكن كوننا فلسطينيين تعودنا على مواجهة الظروف الصعبة. نؤمن أننا قادرون على تحقيق أشياء كبيرة، وطالما هناك فلسطينيون، سنواصل المسيرة".
ويُمثل التأهل لكأس العالم للمرة الأولى تحدياً معقداً، خاصة أن فلسطين لا تستطيع خوض مبارياتها على أرضها بسبب الحرب، فمنذ عام 2019، اضطُرت إلى لعب جميع مبارياتها الدولية خارج فلسطين، رغم وجود ملعب فيصل الحسيني قرب رام الله والمعترف به من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الأمر الذي دفع المدرب أبو جزر إلى القول: "ربما يظن البعض أن وصول فلسطين إلى كأس العالم أمر صعب أو مستحيل، لكن بعد تجربتنا الصغيرة، زادت ثقتنا كثيراً".