الوعي السياسي

الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية والغربية يُسقط اليوم كلّ ما بناه الإعلام الصهيوني. إنّه اختراق مُماثل لاختراق الطوفان ليلة 7 أكتوبر أساطير الصهاينة.

لم يكن اهتمام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالأجندة البحثية المتعلقة بالثورات، عفو الخاطر، بل باعتبارها استراتيجية بشأن هذا الحدث الكاشف الفارق.

"حياة الفراشات" رواية للكاتب المغربي يوسف فاضل، الذي يكتب منذ عقود عن الحياة على الحافة، حافة كلّ شيء، لشخصيات اختارت أن تعيش حقيقتها العارية، مثل بطل الرواية.

بدلاً من أن تعمل سلطات إسرائيل على وقف مسلسل الجرائم، تستغلّ هذا المناخ من أجل زج جهاز الشاباك في مزيد من مراقبة المواطنين الفلسطينيين وتتبع حركاتهم، بداعي مكافحة الجريمة، علماً أن هذا الجهاز ينشط لمتابعة الناشطين أو أصحاب الآراء على خلفية قومية.

برّر قادة الأحزاب السياسية المعارضة في سورية ضعف أحزابهم وقلة خبرة كوادرهم بالقمع الوحشي الذي تعرّضوا له طوال عقود من حكم "البعث"، ما قاد إلى انعدام فرص اكتساب الخبرات والوعي السياسي، وهذا قول وجيه، لكنه غير كافٍ لتفسير مدى ضعف هذه الأحزاب وترهّلها.

حتى يتمكّن العراق من أن يكون أرضاً لتنسيق تقاطعات مصالح دول المنطقة، والاستفادة من الجميع وإفادة الجميع من دون تهديد أو صراع، يحتاج إلى وعي سياسي براغماتي متقدّم، يعلو على الانقسامات الطائفية والعرقية والإيديولوجية، ويحتاج بنية مؤسسات رصينة.

عندما يدافع المفكر المغربي، عبدالله العروي، في أعماله بحماسة عن الحداثة ويتغنّى بلزوم النسيان، ويدعو العرب إلى التعلم من دروس الفكر المعاصر ومكاسبه، لا يخلط بين المستويات، ولا ينظر إلى منجزات التاريخ المعاصر باعتبارها مِلْكاً خاصاً بالغرب الأوروبي.