7 أكتوبر

لم تنتظر إسرائيل هجومها على طهران لتقتل الفلسطينيين وتدمّر ما تبقى في قطاع غزّة من مرافق، فالقتل والتدمير في غزّة مستمرّ منذ 7 أكتوبر، لا بل وقبله أيضا.

كانت إسرائيل تقرّ، في السرّ وعلناً، أن إيران دولة إقليمية كبرى، ولكن ينبغي لمشروعها ألّا يتجاوز أمريْن اثنين، تتحدث عنهما هذه المادة.

هذه المرّة من يدفع ثمن الحرب، ليس سكّان مستوطنات غلاف غزّة، كما في هجوم 7 أكتوبر، بل كلّ سكّان إسرائيل. وعلى الأرجح، ستزداد الشكاوى إذا تحولت حرب استنزاف.

جعل الجدار الحديدي الذي يزنّر قطاع غزّة، أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في السجن المفتوح، مانعاً إيّاهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية القريبة من هذا الجدار.

من غير الواضح ما ستسفر عنه المواجهة، ويتوقف كثير فيها على الموقف الأميركي، ومدى استعداد ترامب للتورط فيها، خاصة إذا فشلت إسرائيل في تدمير برنامج إيران النووي.

الضربة التي تعرّضت لها موسكو أخيرا، ما تعرّضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر، يشير إلى أن فقدان الأمل وانسداد السبل يفضي حتماً إلى انتفاض أصحاب الحق.

ما تبيّن أنّ الذين أخذوا، جادين ومحقّين ومخلصين، بدرس "اعرف عدوّك" لم يعرفوه تماماً، وأنّ جهوداً ثقيلة وطويلة ما تزال ملحّة يحسن تأديتُها، لنعرف هذا العدو.

يجب استغلال موجة التضامن العالمي والإنساني مع القضية الفلسطينية لعزل الفاشية الإسرائيلية ومجرمي الحرب، وإفشال مخططاتهم.