Skip to main content
الخليل على قائمة "يونسكو": صفعة لإسرائيل رغم تواطؤ "دولة عربية"
نضال محمد وتد ــ القدس المحتلة
تلقت الدبلوماسية الإسرائيلية، ومعها حليفتها الأميركية، صفعة جديدة، اليوم الجمعة، بعدما أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو"، المدينة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي ضمن قائمة التراث العالمي؛ وجاء ذلك بعد نشاط إسرائيلي وأميركي واسع لعرقلة القرار، بحسب مصادر إسرائيلية وفلسطينية متقاطعة، مدفوعين بإشارات دعم من "دولة عربية". 

وأيّدت 12 دولة في لجنة التراث العالمي، قرار إدراج الخليل، فيما أبدت 3 دول رفضها، وامتنعت 6 أخرى. وفيما لم يعرف بعد أسماء هذه الدول، كون التصويت جرى بشكل سرّي، وهو ما كانت تعوّل عليه إسرائيل كي تفشل القرار، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنّ  دولة عربية (لم يكشف عنها) تعهدت لإسرائيل بعدم قبول الاقتراح الفلسطيني وعدم التصويت معه إن جرت عملية التصويت بشكل سرّي.

وهناك 21 دولة في لجنة التراث العالمي بمنظمة "يونسكو"، 4 منها عربية وهي الإمارات والعراق والجزائر وقطر. وتملك الإمارات علاقات وثيقة مع إسرائيل، وقد كشفت تسريبات سفيرها لدى واشنطن يوسف العتيبة أخيراً، عن تنسيق عال بينه وبين لوبيات صهيونية مرتبطة بإسرائيل للتحريض على قطر وفصائل المقاومة الفلسطينية وثورات الربيع العربي.

كما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقريرها نفسه، أن إسرائيل والولايات المتحدة بذلتا جهوداً جبارة حتى اللحظات الأخيرة من انعقاد اللجنة المذكورة اليوم، في بولندا، سعياً لتجنيد كتلة مانعة في اللجنة تحول دون حصول الاقتراح الفلسطيني على غالبية ثلثي الأصوات المطلوبة من أصل 21 صوتا، خاصة أن هناك غالبية مناهضة لإسرائيل في اللجنة.

ولفتت الصحيفة إلى أن المفتاح الأساس لتحقيق إنجاز إسرائيلي كان من الممكن أن يتحقق في حال تقرر اعتماد تصويت سري وليس علنياً، ولذلك أجرت إسرائيل اتصالات مع مندوبي الدول الأعضاء في اللجنة لضمان تصويت سرّي. وبحسب الصحيفة، فقد جنّدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، لإقناع الدول بأن يكون التصويت سرياً؛ ورغم أنّ التصويت جاء بالفعل سرّياً، غير أنّها فشلت والدول المتواطئة معها في عرقلة القرار.

وتعمل إسرائيل على تهويد المدينة عبر الاستيطان المتسارع، وهو ما يؤدي إلى مواجهات متواصلة، كما تحاول احتلالها لتخريب تراث المدينة، بل وصل الأمر برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الادعاء بأن المدينة القديمة، والحرم الإبراهيمي هما من التراث اليهودي.

وأكّد مدير عام جنوب المحافظات الشمالية في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، أحمد الرجوب، لـ"العربي الجديد"، في هذا السياق، أن نتنياهو بذل محاولات كبيرة لممارسة الضغط على العالم، بكافة الوسائل المتاحة لديه، من الناحية السياسية والاقتصادية، ومن خلال استخدام الولايات المتحدة الأميركية، وبعض الأصدقاء الأوروبيين، من أجل الضغط على الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي، من أجل إعاقة القرار.

وأكد أن ثمة جهداً إسرائيلياً على كافة المستويات، فالمنظمات الصهيونية في العالم تمارس ضغوطها أيضاً، وأرسلت أخيراً خطابا لمدير عام "يونسكو" دعته فيه إلى عدم التعاطي مع ملف مدينة الخليل كجزء من التراث العالمي الفلسطيني.