14 قتيلاً معظمهم نساء وأطفال في غارة للجيش الأفغاني
صبغة الله صابر ــ كابول

خلفت غارة جوية حكومية 14 قتيلاً في ولاية هرات، غربي أفغانستان، معظمهم نساء وأطفال، وفيما أدانت الولايات المتحدة الأميركية الغارة، تضاربت المواقف والروايات حيالها.
وكانت الطائرات الحربية الأفغانية قد شنت غارة، أمس الأربعاء، على تجمع في مديرية أدرسكن بإقليم هرات، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، بينهم عدد من الأطفال، بحسب سكان المنطقة، الذين تحدثوا لـ"العربي الجديد".
وأفاد شهود عيان وسكان المنطقة، لـ"العربي الجديد"، بأن الغارة خلفت العديد من القتلى والمصابين المدنيين.  

وبحسب مصادر طبية، فقد تم نقل عشرات الجرحى من موقع الحادث إلى المستشفى المركزي بإقليم هرات، بينهم أطفال.
وفي وقت سابق، قال نور رحمتي، وهو شاهد عيان، لوكالة "أسوشييتد برس"، إن ثلاثة من أفراد عائلته فقدوا في الغارة. ولفت إلى أن مئات الأشخاص تجمعوا في منطقة أدراسكان بهرات للترحيب بمقاتل طالباني سابق تم تحريره من السجن، عندما قصفت طائرات الحشد.
ولفت مسؤولون حكوميون، اليوم الخميس، إلى بدء تحقيق في الضربة الجوية التي شُنت أمس.
ووعدت وزارة الدفاع الأفغانية، في بيان، بإجراء تحقيق في القضية، ونشر نتائج التحقيق في القريب العاجل.
وأطلق سراح المقاتل السابق غلام نبي، على ما يبدو ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تهدف لدفع المفاوضات بين الأفغان، وهي المرحلة الثانية والحرجة من اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان".
وبحسب الشهود، فإن شيوخ المنطقة ومواطنين وصلوا للترحيب بنبي، عندما بدأ الهجوم.
وأصيب ابن نبي، البالغ من العمر 9 سنوات، بجروح في الهجوم.

في المقابل، ادعى المتحدث باسم الحكومة المحلية في إقليم هرات جيلاني فرهاد، في بيان، أن التجمع المستهدف كان لعناصر "طالبان" وكان من بينهم قياديون يخططون لشن هجمات كبيرة، وقتل عدد منهم، كما أصيب آخرون.
من جهتها، ادعت حركة "طالبان" أن الغارة استهدفت منزلاً لأحد عناصر الحركة الذي أفرج عنه وهناك تجمع لأقاربه في المنزل.
وأشار الناطق باسم الحركة قاري يوسف، في بيان، إلى أن الغارة أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص مدنيين وإصابة آخرين.
من جهته، أدان المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، الهجوم على "تويتر"، ورحب بالتحقيق الحكومي.
وانتقدت الأمم المتحدة تزايد عدد القتلى بين المدنيين في أفغانستان بسبب كلا الجانبين.
وقال خليل زاد: "في هرات، تشير الصور وروايات شهود عيان إلى أن العديد من المدنيين - بمن فيهم أطفال – سقطوا ضحايا الغارة الجوية الأفغانية. ندين الهجوم، وندعم إجراء تحقيق".

كذلك دان خليل زاد عمليات حركة "طالبان" الأخيرة، إذ خسر الكثير من الأفغان حياتهم بنتيجتها، على حد قوله، مؤكداً أن الشعب الأفغاني يتطلع إلى عقد الحوار الفوري، داعياً جميع الأطراف إلى وقف التصعيد، والحفاظ على حياة المواطنين، واتخاذ خطوات لازمة للعودة إلى الحوار.

ونفذت حركة "طالبان"، في الأيام الثلاثة الماضية، ثلاث عمليات انتحارية استهدفت قوات الجيش، اثنتان منها حصلتا في إقليم هلمند، وعملية في إقليم ميدان وردك قبل يومين.