في الوقت الذي لا تزال فيه الظروف التي تقيم فيها الحكومة اليمنية بالقصر الرئاسي غامضة، بدأت الحياة العامة في العودة نسبياً إلى مدينة عدن، بعد أقل من يوم على هدوء الاشتباكات الدامية التي خلّفت عشرات القتلى والجرحى، خلال اليومين الماضيين.
أنجزت الإمارات، مباشرة من خلال طائراتها، وبالواسطة عبر حلفائها من انفصاليي الجنوب، الانقلاب على الحكومة في عدن، كخطوة مركزية في مشروع تقسيم اليمن، في ظل تواطؤ من السعودية أو عجز عن مواجهة أجندات الحليف في أبو ظبي
اضطرت السعودية في اللحظات الأخيرة، إلى إصدار بيان وأرسلت طائراتها إلى سماء عدن، لتدارك الحكومة الشرعية اليمنية، قبل اقتحام قصرها الأخير، من قبل المسلحين الانفصاليين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة.
أكدت مصادر محلية في عدن جنوبي اليمن، سقوط أحد أبرز المعسكرات التابعة للقوات الموالية للشرعية، في أيدي قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، الذين باتوا يسيطرون على أبرز مناطق عدن، ويحاصرون القصر الرئاسي، الذي تقيم فيه الحكومة الشرعية.
تصطدم عودة الشرعية اليمنية، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، والحكومة بكامل أعضائها، إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بعوائق عدة، أبرزها ما شهدته عدن من "انقلاب ثانٍ" على الشرعية بدعم من أبوظبي، ونفذه وكلاؤها عبر المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي.
اندلعت اشتباكات عنيفة في محيط قصر المعاشيق، في محافظة عدن، جنوبي اليمن، وأوضحت مصادر محلية في عدن لـ"العربي الجديد" أن اشتباكات مسلّحة وانفجارات عنيفة اندلعت ظهر اليوم الأحد، بين قوات الأمن من حراسة القصر الرئاسي في المعاشيق.
لم يكد يجف حبر أخبار الخطة الأمنية والاجتماعات التي يعقدها نائب الرئيس اليمني، رئيس الحكومة، خالد محفوظ بحاح في مدينة عدن، إلا وحققت التفجيرات "الإرهابية" اختراقاً جديداً، مستهدفة أحد مداخل مقر إقامة الرئيس عبدربه منصور هادي بسيارة مفخخة.
عرف اليمن منذ بداية عام 2014، تحوّلات سياسية وميدانية كبيرة، مع توسّع الحوثيين وسيطرتهم على صنعاء، ثم إطلاقهم "الإعلان الدستوري"، قبل أن تبدأ عمليات التحالف العربي