يسعى المحتل الإسرائيلي لفرض سايكس بيكو جديدة في المنطقة، تبدو هذه المرّة وكأنها تُرسم بأيد عربية، عكس تلك التي وضع خرائطها الأوروبيون قبل أن يغادروا بلادنا.
المسافة بين إعلان عز الدين القسّام ثورته وبين استشهاده عام واحد وعدة أيام، وهي المسافة بين إعلان السنوار طوفان الأقصى واستشهاده، وكأنّ التاريخ يعيد نفسه.
في التصوّر الإسرائيلي، يسير العداء لكلّ أشكال المقاومة والحطّ من شأنها بالتوازي مع احتقار الربيع العربي، وهذا ما يمثله أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
الثابت أنّ مصر ليست طرفا في الحرب التي يشنها الاحتلال الصهيوني على غزة ولبنان، وإيران واليمن وسورية، ما يعني أنّ الحديث عن اقتصاد حرب ضلال يُراد به شيء آخر.
كلُّ مدينةٍ عربيّة هي غزّة محتملة، بل مؤكّدة وفق عقيدة اليمين المتطرّف الإسرائيلي، والتي لم تعد مخبّأة تحت أقنعة السلام الزائف، بل هي تطبّق على الأرض اليوم.
يكتسبُ ظهور "أبو عبيدة" في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى أهميّةً تتجاوز طمأنة الناس على قدرة المقاومة القتالية، وتتخذ بعداَ فكرياً تأسيسياً يبدّد أكاذيب العدو.
الخرائط الأميركية لجغرافيا الشرق الأوسط كانت جاهزةً، مع تلويح جو بايدن بأنّ طبخة التطبيع السعودي الإسرائيلي نضجت، وأن أبواب الشرق الأوسط الإسرائيلي قد انفتحت.
كان الظنّ أنّ الوضاعة في مناصبة المقاومة العداء والشماتة والتشفّي في جراحها، ستتوارى خجلاً تتابع قيامة البسالة والصمود من تحت رماد حرائق المجازر في بيروت وغزّة.
أما وقد صار الكيان الصهيوني مطمئنّاً إلى تأييد رسميين عرب عديدين يستبسلون في الانحناء أمامه، فإنّ المؤكّد أنّ أقوى سلاح لدى الكيان هو النظام الرسمي العربي