مضى نحو سبعة أشهر على الثورة السودانية التي أسقطت حكم الرئيس عمر البشير، وما زال الشباب السودانيون يبحثون عن أنفسهم وعن أهدافهم وآمالهم وطموحاتهم التي كانت المحرك الأساس لثورة نجحت بفضلهم وفضل غيرهم من المشاركين فيها
يدور جدل كثيف في السودان، هذه الأيام، حول مستقبل لجان المقاومة التي تتعرض لمحاولات استقطاب حادة، شاركت فيها أحزاب كثيرة؛ بما في ذلك حزب "المؤتمر الوطني" الذي ينتمي إليه الرئيس المعزول عمر البشير.
قبل بداية الحراك الذي أسقط نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، كان فتحي محمد عبده أحد قادة لجان المقاومة بمحلية شرق النيل، ينظّم وقته بين عمله في أحد المحال التجارية الكبرى بالخرطوم، وبين مهامّه في تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم
اندلعت احتجاجات بعدة مناطق من مدينة أم درمان، غربي العاصمة السودانية الخرطوم، بعد ورود أنباء عن وفاة الشرطي السوداني السابق نزار النعيم بالقاهرة في ظل ظروف غامضة، لا سيما أنه كان شاهداً على عملية فض اعتصام القيادة العامة للجيش بالعاصمة.
عشية ذكرى أكتوبر/ تشرين الأول 1964، لا يبدو أن الشارع السوداني خرج من ذيول خلافات مرحلة ما بعد الثورة على الرئيس المعزول عمر البشير والاتفاق على مرحلة انتقالية. فقد كشفت التحضيرات لمليونية 21 أكتوبر، المقررة اليوم الاثنين، أن الخلافات مستمرة.
خلت الموجة الثانية من الربيع العربي التي أعقبت سقوط تنظيم الدولة الإسلامية، في كل من الجزائر والسودان والعراق، وقبل أيام في لبنان، من الشعارات المطلبية الدينية، وكان قاسمهم المشترك غياب واضح للإسلام السياسي في رسائل المحتجين.