استغلّ اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضعف الدولة الليبية وحالة الارتباك الناجمة عن مصاعب المرحلة الانتقالية، من أجل الاستيلاء على الحكم، بمساندة أطراف محلية متضررة، وقوى خارجية معروفة بعدائها للإسلاميين.
يواصل اللواء الليبي المنشق، خليفة حفتر، هجومه ويحشد في ليبيا، وسط أجواءٍ تفيد بأنّ العملية السياسية مهدّدة، مع دخول المواقف السياسية، عربياً وغربياً، على الخطّ، في وقت نفت وزارة الداخلية انضمامها لحفتر، فيما نجا رئيس الأركان البحرية من الاغتيال.
بذلت عدة جهات ليبية مساعي حثيثة وطرحت مبادرات لاحتواء التحرك الانقلابي الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المدعوم من جهات إقليمية، في حين نفت الولايات المتحدة الأميركية أي صلة لها بالميليشيات التي هاجمت بنغازي وطرابلس.
بدا واضحاً، في اليوم الخامس لمحاولة انقلاب اللواء الليبي المنشق، خليفة حفتر، المدعوم من قوى إقليمية، أن الأمور تتجه إلى خطر حرب أهلية وانقسام المؤسسات السيادية في البلاد، مع استعداد ميليشيات حفتر لـ"الهجوم الكبير" في كل من طرابلس وبنغازي.
قال مصدرون مصريون إنّ حركة التجارة والتصدير لليبيا توقفت تماماً، جراء اندلاع معارك بعدة مناطق في ليبيا، وتعطل خطط إنشاء منطقة حرة كان يجري الإعداد لها بين البلدين.
لم يكتب للجنرال الليبي خليفة حفتر النصر في أي معركة خاضها، سواء كانت تحت راية معمر القذافي أو الثوار، الا ان العسكري المتقاعد لا يزال يطارد "مجد المهزومين" وتداعبه أحلام تأميم ثورة 17 فبراير، على خطى نظيره المصري عبدالفتاح السيسي.
تسعة ملايين مصري ساقهم القدر وأخذتهم دفة الرزق إلى حيث يعلمون وحيث لا يعلمون، بعدما خرجوا على مدار السنوات الماضية، عن حدود بلدهم الأكثر سكانا في المنطقة العربية، بحثا عما عجز الوطن عن توفيره.
تسارعت وتيرة الأحداث في ليبيا، بعد أنباء متضاربة عن تجدّد القتال في بنغازي، ليل السبت ـ الأحد. وفيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 79، دافع العقيد المتقاعد، خليفة حفتر، عن عمليات "كرامة ليبيا"، رافضاً اتهامه من السلطات الليبية بالقيام بانقلاب.
كلف رئيس المؤتمر الوطني العام، نوري بو سهمين، اليوم الاثنين، المجلس العسكري في طرابلس، اعادة ضبط الأمن في العاصمة وحماية المؤتمر بعد اقتحامه مساء الأحد من قبل محتجين مطالبين برحيل المؤتمر وتسليم مقاره للمحكمة العليا.
لاحت في ليبيا، فجر اليوم الأربعاء، أجواء تهدئة ختمت يوماً طويلاً كانت الأجواء الانقلابية عنوانه الأبرز، مع إعلان رئيس الحكومة علي زيدان، عن التواصل إلى "تقاهم بين الجميع"، ظلّت تفاصيله طيّ الكتمان