يدفع تركمان سورية أثماناً باهظة من طرفي النظام ومليشيات الحركة القومية الكردية. يعتبرون أنفسهم سوريين "مائة في المائة"، فكانوا في نواة الثورة وفصائلها العسكرية والسياسية المعارضة، وها هم اليوم يتعرضون للإلغاء من النظام والروس في معاقلهم.
ازداد منسوب الحديث عن "المنطقة الآمنة" في الشمال السوري، على وقع إسقاط مقاتلات تركية لطائرة "سوخوي 24" روسية، أمس الثلاثاء، فوق جبل التركمان. يستند الأتراك في ذلك على وضعٍ داخلي متماسك، وإلى دعم فرنسي مرتقب.
نجحت روسيا في إشغال الأطراف الدولية المعنية بالصراع السوري، في غربلة فصائل المعارضة التي يحق لها المشاركة في مفاوضات الحل، فيما دعمت حليفها لتحقيق خطوات ميدانية لاستثمارها في المفاوضات.
تستعدّ المعارضة السورية لاقتحام قرية معان الموالية للنظام في ريف حماة الشمالي الشرقي، بعد استعادة السيطرة قبل أيام على مورك وتل سكيك وعطشان وأم حارتين، لتأتي المعركة الجديدة بمثابة ضغط عسكري إضافي قبل ثلاثة أيام من مؤتمر فيينا الثالث.
بدأ مسلسل النزف الروسي البشري في سورية، مع إعلان أوساط مقربة من النظام عن مقتل 3 جنود روس، بينما لم تتمكّن قوات النظام من إحراز أي تقدم ملموس في ريف حمص، على عكس حال تقدمها في ريف حلب الجنوبي.
حصل "العربي الجديد" من مصادر خاصة مقربة من جبهة النصرة في محافظة إدلب شمال سورية على معلومات عن تفاصيل عملية اغتيال، نفذها طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيمي داعش و"النصرة".
تؤكد "الجبهة الشامية" أنها تواصل القتال لدحر العدو الذي وطأ الأرض السورية للدفاع عن نظام بشار الأسد، وذلك رداً على الدعم الروسي المتزايد للنظام، ويقول المتحدث باسم الجبهة محمد الأحمد لـ"العربي الجديد" أن فصائل المعارضة لن تخذل الشعب السوري.
يكشف مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، أن خطط تركيا لإنشاء المنطقة الخالية من تنظيم "داعش" في الشمال السوري تعتمد بشكل أساسي على قوات حركة "أحرار الشام"، والتي ستعمل على تنظيف المنطقة على ثلاث مراحل.
العملية العسكرية التركية قد تتدحرج ككرة الثلج داخل الأراضي السورية ليصبح هدف محاربة تنظيم "داعش" مولِّداً لهدف ثانٍ مكمّل، هو إطاحة النظام السوري، مثلما أن المناطق الآمنة لا تكتمل بلا حليف قوي على الأرض، بدأت ملامح هويته تتبلور بالفعل.
بعدما ألحقت قوات المعارضة المسلحة هزيمة كبيرة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ريف حلب الشمالي، منحها هذا الانتصار الأفضلية في قتال قوات النظام، وخصوصاً مع وصول قوات جديدة لـ حزب الله والنظام للموقع.