"الاتحاد الديمقراطي" يسلّم مراكز للنظام السوري في الحسكة

03 أكتوبر 2016
الحزب متهم بالتواطؤ مع النظام السوري(دليل سليمان/الأناضول)
+ الخط -

سلّم حزب "الاتحاد الديمقراطي" مراكز ومقرات حكومية في مدينة الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، للنظام السوري، كانت استولت عليها مليشيات تتبع للحزب إبان اشتباكات دامية بينها وبين أخرى تتبع للنظام، منتصف أغسطس/آب الماضي.

وأكد مستشار الرئاسة المشتركة لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، سيهانوك ديبو، لـ"العربي الجديد"، أن ما سماها بـ"مؤسسات الدولة" هي "مؤسسات وطنية، ويتم إدارتها من قبل السوريين، وهي بطبيعة الأحوال مرتبطة بالعاصمة دمشق"، مبينا أن "المؤسسات المجتمعية، مثل المعاهد والجامعات، باتت كما هي، في حين أن المراكز الأمنية باتت بيد مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية".

وأعلنت أحزاب كردية سورية عدة، أبرزها حزب الاتحاد الديمقراطي، بشكل أحادي، عام 2014، إدارة ذاتية للمناطق التي سيطرت عليها مليشيا الوحدات الكردية، بتسهيل من النظام شمال شرقي سورية، قبل أن تتوسع وتشمل مناطق شمالي الرقة (تل أبيض)، ومناطق في شمال شرقي حلب (عين العرب)، وشمال غربي حلب (عفرين).


وأكد ديبو أن الأمن في مدينة الحسكة "تابع لمؤسسات الإدارة الذاتية المعنية".

وقام وفد من قيادات "الإدارة الذاتية في التاسع عشر من الشهر الماضي، بزيارة القاعدة الروسية في مطار حميميم العسكري، على الساحل السوري، لاستكمال اتفاق رعته روسيا في أغسطس/آب الماضي، أنهى الاقتتال بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومليشيا الوحدات الكردية. وذكرت مصادر إعلامية أن الوفد انتقل بعد ذلك إلى العاصمة دمشق، حيث اجتمع مع مسؤولين من النظام، بينهم رئيس ما يُسمّى بـ"مكتب الأمن الوطني"، رجل الاستخبارات البارز في نظام الأسد، اللواء علي مملوك. ويحاول "الاتحاد الديمقراطي" تعزيز تفاهمه مع النظام، خصوصاً لجهة تكريس فكرة الفيدرالية شمالي سورية، الأمر الذي تعتبره المعارضة السورية مقدمة للتقسيم.

وفشل "الاتحاد الديمقراطي" في إقناع المعارضة بالانضمام إلى وفدها المفاوض على الرغم من الضغط الروسي، إذ تُتهم مليشيا "الوحدات الكردية"، الذراع العسكرية للحزب، بالتنسيق مع قوات الأسد، بالقيام بعمليات تهجير ممنهج للعرب والتركمان من مناطق واسعة في شمال، وشمال شرقي سورية، للتأسيس لإقليم كردي على طول الحدود السورية مع تركيا.

وأفشل التدخل التركي العسكري في سورية مخطط "الديمقراطي"، الذي كان يسعى إلى ربط "كانتونات" الإقليم جغرافياً من خلال السيطرة على مدن وبلدات كانت تحت سيطرة المعارضة السورية، مثل مدينة تل رفعت شمالي حلب، وأخرى كانت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مثل مدينتي تل أبيض شمالي الرقة، ومنبج شمال شرقي حلب.