"التاريخ العربي": نحو تعايش السرديات الكبرى

01 فبراير 2018
شاكر حسن آل سعيد/ العراق
+ الخط -
حدّدت "جامعة فيلادلفيا" الأردنية الرابع والعشرين من نيسان/ أبريل المقبل موعداً لافتتاح مؤتمرها الدولي الثاني والعشرين تحت عنوان "التاريخ العربي ومناهج الفكر الحديث"، والذي يستمر ثلاثة أيام بمشاركة قرابة 85 باحثاً وأكاديمياً عربياً.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يقول رئيس اللجنة المنظّمة أستاذ النقد الحديث غسان عبد الخالق إن "كلّ ما يحدث من فوضى وحروب وانقسامات في العالم العربي يدعونا إلى إجراء عملية جراحة عميقة في التاريخ يجب أن تكون مؤلمة وصادقة وموضوعية بعيدة عن الاحتفال والاحتفاء والبلاغة الفائضة".

ويضيف: "هناك كثير من الأسئلة تطرح في مراكز الدراسات غرباً وشرقاً حول ملامح الشخصية العربية وكيف يمكن أن تتجاوز كل هذه الصراعات العميقة الدائرة داخلياً والانطلاق إلى المستقبل، والحدّ من استقطابها واستدراجها إلى العنف والتطرّف في التعبير عن قناعاتها والاصطفاف في ملل ونحل، والذهاب إلى التفكير بمجتمع عربي مدني متماسك متعدّد".

يرى صاحب "المتن والهامش" بأن "الخلدونية التي مثّلت إنجازاً واقعياً وعقلانياً على صعيد التاريخ العربي لم يبن عليه ولم يستأنف على صعيد مفاهيمها وأحكامها ورؤيتها للتاريخ الذي لم يعد مجرد سرد للوقائع والأحداث وسير الأفراد، بل اتّسع ليشمل منظومات معرفية مثل التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي".

ويوضّح عبد الخالق بأن "العودة إلى التاريخ هي من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار والالتقاء في المنتصف عبر تعايش السرديات الكبرى، حيث لا يزال يعتقد كلّ طرف أن سرديته وما يحمله من رؤى وأفكار حول نفسه ونبوءات عليها أن تهمين على السرديات الأخرى، لا أن تسير جنباً إلى جنب بشكل متواز".

كما يلفت إلى أن الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 دفع إلى انفجار المنطقة بأسرها التي انجرّت إلى مزيد من التفتّت والانقسام، مبيّناً أن لجنة صياغة البيان النهائي للمؤتمر السابق الذي حمل عنوان "النقد الحضاري"، قرّرت اختيار موضوع المؤتمر الحالي من أجل إعادة قراءة التاريخ وفق المناهج الحديثة قراءة نقدية بعيدة عن التبسيط والمجاملة.

يتضمّن المؤتمر محاور عدّة، هي: التاريخ العربي في ضوء مناهج المستشرقين (كارل بروكلمان، جولدتسيهر، برنارد لويس)، والتاريخ العربي في ضوء منهجية التحدي والاستجابة (أرنولد توينبي، جمال حمدان، فاروق عمر)، والتاريخ العربي والخلدونية الجديدة (علي الوردي، ناصيف نصّار، محمد جابر الأنصاري)، والتاريخ العربي في ضوء المنهجية المادية التاريخية (حسين مروة، سمير أمين، توفيق سلوم، بندلي الجوزي)، والتاريخ العربي في ضوء منهجية التحليل النفسي (علي زيعور، عفيف الأخضر، حسين صفوان)، والمنهج العقلاني النقدي (محمد الجابري، فهمي جدعان، إحسان عباس)، والمنهجية التاريخانية (عبد االله العروي، هشام جعيط، الحبيب الجنحاني).

إلى جانب التاريخ العربي في ضوء منهجية نهاية التاريخ وصدام الحضارات (فرانسيس فوكوياما، صموئيل هنتنغتون)، والتاريخ العربي في ضوء منهجية النقد النسوي (فاطمة المرنيسي، خالدة سعيد، نوال السعداوي)، ومراجعات في جهود ومناهج المؤرخين العرب في العصر الحديث (فيليب حتّي، جواد علي، حسين مؤنس، نقولا زيادة، عبد العزيز الدوري، هشام جعيط، كامل الصليبي، وجيه كوثراني، عبد االله العروي، محمد الطالبي، عزيز العظمة، عبد الوهاب المسّيري، عبد الكريم الغرايبة، محمد عدنان البخيت، علي محافظة، سليمان الموسى).

ومن المحاور أيضاً؛ التاريخ العربي في ضوء منهجية تاريخ الأفكار (المعتزلة، الأشاعرة، الظاهرية... إلخ)، وتاريخ الأدب العربي في ضوء مناهج الحداثة وما بعد الحداثة، وتاريخ الفن العربي في ضوء مناهج الحداثة وما بعد الحداثة، والتاريخ العربي من منظور الإعلام والدراما، والصراع العربي الإسرائيلي في ضوء منهجيات المؤرخين الجدد.

عدّد عبد الخالق أسماء بعض الذين يتوقّع مشاركتهم، وهم: عبد الرزاق السعيدي من المغرب، واليامين بن تومي من الجزائر، ووليد خالص من العراق، وباسم المكي من تونس، وصبحة زهرة من ليبيا، وعمر عتيق من فلسطين وعلي عفيفي ومحمود إسماعيل من مصر.

المساهمون