لم يعد قرص الفلافل مجرد وجبة طعام يبتاعها الفقراء كما الأغنياء في الدول العربية، فقد أصبح هذا القرص من أحد المحددات الأساسية لمعرفة سعر صرف العملات العربية في مقابل الدولار الأميركي، ومؤشراً لقياس التضخم والقدرة الشرائية.
وبادرت مجلة "إيكونوميست" لإطلاق مؤشر "بيغ ماك" الذي يقيس سعر صرف العملات الحقيقي والسعر المعتمد في السوق المحلية تبعاً لسعر وجبة الماكدونالدز.
وتطورت وحدة القياس في الدول العربية إلى قرص الفلافل، ومن ثم أعلن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى نتائج "مؤشر الفلافل" الذي أعده أحد الباحثين منذ أيام.
وقد سلط الربيع العربي الأضواء على الأسس الاقتصادية غير المستقرة في الشرق الأوسط.
في هذه المنطقة حيث يعيش أكثر من شاب عاطلا من العمل بين كل أربعة شباب، يعتبر مدى قدرة الناس على تحمل تكاليف الوجبة الأساسية من أبرز المحددات الاقتصادية والاجتماعية.
وبرغم هذا الواقع، فإن مؤشر "بيغ ماك" (مؤشر أطلقته مجلة إيكونوميست لقياس القدرة الشرائية للدولار، ولقياس المبالغة في سعر صرف العملة المحلية وفق مقارنة لسعر وجبة طعام "بيغ ماك" في الماكدونالدز في كل دولة) لم يتابع بشكل دقيق الحالة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط.
مؤشر الفلافل
من هذا المنطلق، أعلن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أنه سيقوم بقياس مشابه لـ "بيغ ماك" ولكنه سيستخدم الفلافل وحدة قياس بدلاً من وجبة الماكدونالدز.
وفي بحث نشر في مجلة "فوربس"، أجراه آدام حيفيتس، وهو مساعد باحث في معهد واشنطن، يبرر الباحث أنه في الشرق الأوسط، يعتبر تناول الطعام في ماكدونالدز، أكثر تكلفة من المطاعم المحلية. وهذا يعني أن مؤشر "بيغ ماك" لا يمثل ما يستطيع الناس دفع كلفته.
ويلفت البحث الى أن مؤشر الفلافل أكثر دقة من "بيغ ماك" في الشرق الأوسط، كون المصاريف التشغيلية لمطعم الفلافل قليلة جداً. إذ عادة ما تكون هذه المطاعم والمواد المستخدمة في وجباتها ذات مصدر محلي.
وهذا الواقع يقلل من تأثير تكاليف النقل، إضافة إلى الكثير من العوامل التي من شأنها أن تحدث فرقاً في كلفة صناعة "بيغ ماك" بين دولة وأخرى. ويعتبر البحث أن سندويش الفلافل أساسي للقياس، نظراً لأهميته.
منهجية البحث
يتوقع المرء، وفق البحث، أن يكون متوسط الأسعار أرخص في البلدان الأكثر فقراً، حيث تكاليف اليد العاملة والمواد الأساسية للتشغيل أقل من الدول الأخرى.
ويشرح أن "بارومتر الفلافل" وفقا لذلك يضبط متوسط الدخل في مختلف دول الشرق الأوسط ومدنها. إذ يمكن استنتاج العلاقة بين سعر شطيرة الفلافل من جهة، ودخل الفرد من ناحية أخرى، ويمكن بعد ذلك تقدير القيمة السوقية العادلة للعملة المحلية. ويشرح البحث أنه يوجد علاقة إيجابية قوية بين سعر الدولار وشطيرة الفلافل والناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد شهرياً.
أيضاً، ارتفع سعر شطيرة الفلافل في العاصمة السورية التي مزقتها الحرب بنسبة 60 في المئة، بسبب ارتفاع الكلفة وندرة المواد الرئيسية، خاصة: الطماطم (البندورة)، ويمكن أن يكلف الفلافل 0.68 دولار.
المؤشر وإسرائيل
برغم محاولة الباحث في معهد واشنطن سوق التبريرات لاعتماد مؤشر الفلافل بدلاً من مؤشر "بيغ ماك" في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن مجلة "المجلة" سبق أن بدأت بقياس المؤشر سنوياً منذ ثلاث سنوات، وكان آخر تقرير لمؤشر الفلافل في المجلة في يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.
وقد قدمت "المجلة" تبريرات منطقية لإطلاق مؤشر الفلافل. وسبقها في ذلك مؤشر سعر "الآي باد" الذي يقيس اختلاف سعر صرف الدولار في عدد كبير من الدول.
كذلك، يعتبر مؤشر الفلافل مقياساً منطقياً يمكن اعتماده في الدول العربية، ومنه يمكن تحديد الخلل في سعر صرف العملات المحلية. بحيث أن سعر سندويش الفلافل يجب أن يكون موحداً، نظرياً في جميع الدول العربية.
وفي مقارنة مع مؤشر الفلافل في مجلة "المجلة"، لم يضف مؤشر معهد واشنطن سوى إدخال المدن الفلسطينية في المؤشر على أنها "إسرائيلية"، عبر توسيع نطاق البحث من "الدول العربية" إلى "دول الشرق الأوسط"، وما لذلك من خلفيات تقوم على إدراج الفلافل من ضمن السلة الاستهلاكية الإسرائيلية الأساسية.
في هذه المنطقة حيث يعيش أكثر من شاب عاطلا من العمل بين كل أربعة شباب، يعتبر مدى قدرة الناس على تحمل تكاليف الوجبة الأساسية من أبرز المحددات الاقتصادية والاجتماعية.
وبرغم هذا الواقع، فإن مؤشر "بيغ ماك" (مؤشر أطلقته مجلة إيكونوميست لقياس القدرة الشرائية للدولار، ولقياس المبالغة في سعر صرف العملة المحلية وفق مقارنة لسعر وجبة طعام "بيغ ماك" في الماكدونالدز في كل دولة) لم يتابع بشكل دقيق الحالة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط.
مؤشر الفلافل
من هذا المنطلق، أعلن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أنه سيقوم بقياس مشابه لـ "بيغ ماك" ولكنه سيستخدم الفلافل وحدة قياس بدلاً من وجبة الماكدونالدز.
وفي بحث نشر في مجلة "فوربس"، أجراه آدام حيفيتس، وهو مساعد باحث في معهد واشنطن، يبرر الباحث أنه في الشرق الأوسط، يعتبر تناول الطعام في ماكدونالدز، أكثر تكلفة من المطاعم المحلية. وهذا يعني أن مؤشر "بيغ ماك" لا يمثل ما يستطيع الناس دفع كلفته.
ويشير البحث إلى أن وجبة "بيغ ماك" ليست شعبية في الشرق الأوسط، حيث لا تدخل ضمن ما يسميه الاقتصاديون "سلة السوق الاستهلاكية" (قياس ما يشتريه المواطنون خلال شهر).
كما أن هذه الوجبة تُشترى بشكل رئيس من قبل العمالة الوافدة والأغنياء والسكان المحليين الذين يتوقون لوجبة غربية في بعض الأحيان. إلى ذلك، أشار البحث إلى ضرورة اللجوء إلى قياس أكثر ملاءمة، وهو مؤشر الفلافل.
كما أن هذه الوجبة تُشترى بشكل رئيس من قبل العمالة الوافدة والأغنياء والسكان المحليين الذين يتوقون لوجبة غربية في بعض الأحيان. إلى ذلك، أشار البحث إلى ضرورة اللجوء إلى قياس أكثر ملاءمة، وهو مؤشر الفلافل.
ويلفت البحث إلى أن مؤشر الفلافل طرح لأول مرة في مجلة "المجلة" العربية، في عام 2011، لكون الفلافل تعتبر وجبة أساسية في منطقة الشرق الأوسط. ومؤشر الفلافل مناسب أكثر ثقافياً، ويعتبر من التفضيلات الشرائية الفعلية التي يبتاعها المواطنون يومياً من السوق.
ويلفت البحث الى أن مؤشر الفلافل أكثر دقة من "بيغ ماك" في الشرق الأوسط، كون المصاريف التشغيلية لمطعم الفلافل قليلة جداً. إذ عادة ما تكون هذه المطاعم والمواد المستخدمة في وجباتها ذات مصدر محلي.
وهذا الواقع يقلل من تأثير تكاليف النقل، إضافة إلى الكثير من العوامل التي من شأنها أن تحدث فرقاً في كلفة صناعة "بيغ ماك" بين دولة وأخرى. ويعتبر البحث أن سندويش الفلافل أساسي للقياس، نظراً لأهميته.
ويعود بذلك إلى الدعوى التي رفعها رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي عبود ضد إسرائيل في العام 2008، (كون الأخيرة تصدر الفلافل على أنها إسرائيلية في حين أن هذا الغذاء يتم تقديمه في لبنان قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين).
منهجية البحث
يتوقع المرء، وفق البحث، أن يكون متوسط الأسعار أرخص في البلدان الأكثر فقراً، حيث تكاليف اليد العاملة والمواد الأساسية للتشغيل أقل من الدول الأخرى.
ويشرح أن "بارومتر الفلافل" وفقا لذلك يضبط متوسط الدخل في مختلف دول الشرق الأوسط ومدنها. إذ يمكن استنتاج العلاقة بين سعر شطيرة الفلافل من جهة، ودخل الفرد من ناحية أخرى، ويمكن بعد ذلك تقدير القيمة السوقية العادلة للعملة المحلية. ويشرح البحث أنه يوجد علاقة إيجابية قوية بين سعر الدولار وشطيرة الفلافل والناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد شهرياً.
ويخلص إلى أن بعض العملات الخليجية، وخاصة الريال السعودي والقطري، مقوم بأقل من قيمته السوقية في مقابل الدولار.
كذلك، يشير مؤشر الفلافل إلى التضخم في كل من السعودية وقطر، والذي يجب أن يكون أقل من 2 في المئة، ولكن لا تزال هذه النسبة معتدلة نظرا لارتفاع مستوى الإنفاق ونمو الناتج المحلي الإجمالي في اقتصادات هاتين الدولتين على مدى السنوات القليلة الماضية.
كذلك، يشير مؤشر الفلافل إلى التضخم في كل من السعودية وقطر، والذي يجب أن يكون أقل من 2 في المئة، ولكن لا تزال هذه النسبة معتدلة نظرا لارتفاع مستوى الإنفاق ونمو الناتج المحلي الإجمالي في اقتصادات هاتين الدولتين على مدى السنوات القليلة الماضية.
أيضاً، ارتفع سعر شطيرة الفلافل في العاصمة السورية التي مزقتها الحرب بنسبة 60 في المئة، بسبب ارتفاع الكلفة وندرة المواد الرئيسية، خاصة: الطماطم (البندورة)، ويمكن أن يكلف الفلافل 0.68 دولار.
في صنعاء، عاصمة اليمن، حيث متوسط الدخل الشهري هو أقل من متوسط الدخل في دمشق بـ 37.43 دولار يرتفع سعر شطيرة الفلافل عن السعر في دمشق بـ 1.18 دولار. علماً أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في اليمن أدى إلى معاناة أكثر من نصف الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن، ما يعد واحدا من أعلى المعدلات في العالم.
ويظهر مؤشر الفلافل أن اليمن هي واحدة من أسوأ البلدان حالاً في المنطقة، فيما يتعلق بالقوة الشرائية.
ويظهر مؤشر الفلافل أن اليمن هي واحدة من أسوأ البلدان حالاً في المنطقة، فيما يتعلق بالقوة الشرائية.
وتبين نتائج البحث أنه بعشرة دولارات يمكن شراء، 17 وجبة فلافل من قطاع غزة، و5 في الرياض واليمن، و4 وجبات في بيروت والكويت وقطر والمغرب، و14 وجبة في سوريا، و11 وجبة في بغداد و6 وجبات في مصر ورام الله.
المؤشر وإسرائيل
برغم محاولة الباحث في معهد واشنطن سوق التبريرات لاعتماد مؤشر الفلافل بدلاً من مؤشر "بيغ ماك" في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن مجلة "المجلة" سبق أن بدأت بقياس المؤشر سنوياً منذ ثلاث سنوات، وكان آخر تقرير لمؤشر الفلافل في المجلة في يناير/ كانون الثاني من العام الجاري.
وقد قدمت "المجلة" تبريرات منطقية لإطلاق مؤشر الفلافل. وسبقها في ذلك مؤشر سعر "الآي باد" الذي يقيس اختلاف سعر صرف الدولار في عدد كبير من الدول.
كذلك، يعتبر مؤشر الفلافل مقياساً منطقياً يمكن اعتماده في الدول العربية، ومنه يمكن تحديد الخلل في سعر صرف العملات المحلية. بحيث أن سعر سندويش الفلافل يجب أن يكون موحداً، نظرياً في جميع الدول العربية.
وفي مقارنة مع مؤشر الفلافل في مجلة "المجلة"، لم يضف مؤشر معهد واشنطن سوى إدخال المدن الفلسطينية في المؤشر على أنها "إسرائيلية"، عبر توسيع نطاق البحث من "الدول العربية" إلى "دول الشرق الأوسط"، وما لذلك من خلفيات تقوم على إدراج الفلافل من ضمن السلة الاستهلاكية الإسرائيلية الأساسية.
ويركز الباحث في هذا الإطار أيضاً على أن السلة الغذائية أو الاستهلاكية في غالبية "دول الشرق الأوسط" تدرج الفلافل سلعة استهلاكية أساسية من ضمن السلة الاستهلاكية، إلا أن الواقع المؤكد أن مؤشر الاستهلاك الغذائي في هذه الدول يقوم على المكونات الأساسية للغذاء، لا على الوجبات الكاملة.