وضعت "المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة" (الإيسيسكو) في مقدّمة مهامّها منذ تأسيسها عام 1981، مساعدة بلدان العالم الإسلامي في مجال توطين البحث العلمي والابتكار والتطوير التكنولوجي، ووضع الأسس المنهجية والمعرفية لتعاقدٍ تشاركي بين جميع الفئات الاجتماعية في الدول الأعضاء، لكن المتابع لثلاثة عقود من نشاطها لا يلمس أثراً عملياً لذلك كلّه.
قبل أيام، أعلنت المنظّمة بثّ مجموعة من التقارير المصوّرة حول حماية التراث الثقافي، في إطار مبادرة "بيت الإيسيسكو الرقمي"، وبرنامج "الثقافة عن بُعد"، التي أطلقتها بعد تفشّي وباء كورونا المستجدّ، يقدم فيها "خبراء متخصّصون برامج تدريبية في وقت الأزمات"، بحسب بيانها الصحافي.
عند تصفّح باب "الثقافة عن بعد" على موقع "الإيسيسكو" الإلكتروني، نعثر على ثلاثة فيديوهات فقط، الأول يتضمّن كلمة مسجّلة لمدير الثقافة والاتصال في المنظّمة مدّتها أقلّ من دقيقتين يروّج فيها للبرنامج، وإلى جواره فيديو ثانٍ لدورة تدريبية حول التراث غير المادي في العالم الإسلامي لا يتجاوز ثلاث دقائق ونصف محتوياً على تعريفات عامّة فقط، بينما في المدّة نفسها يقدّم الفيديو الثالث مضامين وموضوعات التراث غير المادي.
كما أعلنت المنظّمة عن عن مسابقة ثقافية للطلبة في مجالات الرسم والكتابة والقصة القصيرة، من أجل "إذكاء روح الإبداع الأدبي والفني لديهم"، كما ورد في أهدافها التي تتشابه مع غيرها من المسابقات التي تنظّمها وزارات الثقافة العربية، دون معرفة الإضافة الحقيقية لها، ولماذا لم يتمّ إجراؤها قبل حلول الجائحة.
وعلى المنوال ذاته، خصّص الموقع باباً للتعلّم عن بعد يتضمّن باقة من روابط التطبيقات التربوية المجانية والمفتوحة المصدر بالعديد من اللغات، لنكتشف أن هذه الروابط متاحة على الشبكة العنكبوتية مجاناً ولا تحتوي تطبيقاً واحد من تصميم الإيسيسكو، التي قامت فقط بتجميعها.
يحار المتابع عن معنى الإعلان عن بيت رقمي لا يقدّم إنتاجاً خاصاً لمنظّمة وضعت على مدار أربعة عقود جملة استراتيجيات حول تدبير الموارد المائية في العالم الإسلامي، وتطوير التعليم الجامعي، والتكافل الثقافي لخدمة قضايا المسلمين التنموية والحضارية، وتطوير التكنولوجيا الحيوية، وكلها منشورة على موقعها الإلكتروني وخصّصت لها ميزانيات ومشاريع لم تنفّذ معظمها حتى اللحظة.