"داعش" يغيّر أسس التعليم في الموصل العراقية

04 أكتوبر 2015
التربية الجهادية أُضيفت إلى المنهج (فيسبوك)
+ الخط -
أكدت مصادر في مدينة الموصل بشمال العراق، أن النظام التعليمي في المدينة بات في حالة انهيار تام في ظل سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة منذ نحو 16 شهراً، فقد قام التنظيم بإجراء تغييرات كبيرة شملت المناهج وطرق التدريس ومختلف جوانب العملية التعليمية.

وقال المسؤول الإعلامي للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة نينوى، سعيد مموزيني، لـ"العربي الجديد"، إن "نسبة التغييرات التي أجراها تنظيم داعش على مجال التعليم تكاد تصل إلى نسبة 100 في المائة في المناهج وآليات التعليم وحتى المؤسسات التعليمية"، فقد ربط الكثير من المواد التعليمية بالتنظيم مثل التاريخ والجغرافيا.

وأضاف مموزيني "قام تنظيم داعش بتغيير دروس مثل الرياضة إلى التدريب العسكري، وأضاف مادة التربية الجهادية، كذلك قام بحذف الكثير من المواد من المنهج الدراسي"، معتبراً أن "المدارس والمعاهد والجامعات في الموصل هي الآن أشبه بالمعسكرات ومراكز التدريب منها إلى المؤسسات التعليمية"، مضيفاً "لدينا معلومات مؤكدة أن داعش أقام سجناً داخل جامعة الموصل، يأتي بالمعتقلين من خارج الجامعة ومن داخلها ويودعهم السجن".

اقرأ أيضاً: حلقات استتابة في مدارس داعش

وتتسم إجراءات التنظيم بالنسبة للتعليم بالكثير من الصرامة والغرابة والتناقض، ويقوم بإجراءات غريبة مثل إزالة المقاعد الدراسية من الفصول، والطلب من التلاميذ الجلوس على الأرض، للعودة إلى تقاليد التعليم في العصور السابقة، كذلك يفرض على أولياء أمور التلاميذ دفع رسوم مقابل التحاق أبنائهم بالدراسة، وهذه حالة غير مسبوقة في العراق الذي يطبق مجانية التعليم في مختلف المراحل منذ عقود.

ولفت مموزيني إلى أن "نسبة التخلف عن الالتحاق بالدراسة في مدينة الموصل والمناطق الخاضعة لتنظيم داعش كبيرة جداً، خاصة بين الفتيات، إذ تراجعت النسبة هذا العام بشكل غير مسبوق"، مبيناً أن "الأسر تخشى من إرسال بناتها إلى المدارس خوفاً من تعرضهن للمضايقات والاعتقال على يد مسلحي داعش لاستخدامهن في مخططاته".

اقرأ أيضاً: "داعش" يعلّم الأطفال التشدد في مدارسه

ولفت إلى أن تراجع الحالة المعيشية للسكان في الموصل وبقية المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش هي السبب في تدني اهتمامات السكان بالكثير من الجوانب ومنها التعليم، ويشير المسؤول الإعلامي إلى أن نسبة الفقر في الموصل لا تقل عن 75 في المائة.

ويسيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل وبقية البلدات المجاورة، والتي تشكل محافظة نينوى، منذ 10 يونيو/ حزيران 2014، عندما اقتحم المدينة نحو 500 مسلح وأحكموا السيطرة عليها، بعد هروب أكثر من 60 ألف عنصر أمني من أفراد الجيش والشرطة إلى خارج المحافظة، ليظهر تحقيق برلماني سابق أن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ومساعديه العسكريين هم المتورطون في سيطرة التنظيم المسلح على نينوى ومناطق عراقية أخرى، وأنهم أوعزوا لقادة الجيش والشرطة بالانسحاب وترك أسلحتهم.

اقرأ أيضاً: داعش يعرض ممتلكات ضحاياه في الموصل للبيع
المساهمون