أعلن معتصمو حملة "عابرون لا أكثر" إضرابهم عن الطعام، إلى حين تنفيذ مطالبهم، والسماح للاجئين السوريين بدخول الأراضي اليونانية بشكلٍ جماعي وعلني، لإكمال رحلتهم إلى أوروبا، وذلك من خلال الضغط على السلطات هناك بفتح الحدود البرية أمام اللاجئين، لتفادي عبورهم عن طريق البحر.
ومنذ 16 سبتمبر/أيلول الحالي، يعتصم حوالي 3 آلاف لاجئ، في ولاية أدرنة شمال تركيا، الحدودية مع اليونان وبلغاريا، بعد أن أعلن عن اعتصام "عابرون لا أكثر" الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لإيقاف حوادث الغرق وقوارب الموت.
وقال وائل موسى، أحد مسؤولي الحملة لـ"العربي الجديد" "سبق الاعتصام، إصدار وزارة الداخلية التركية، تعميماً لشركات النقل باستثناء شركة مترو، بعدم نقل اللاجئين من إسطنبول إلى المدينة الواقعة على الحدود التركية اليونانية، وعند وصول الباصات إلى الحاجز يتم منع غير الأتراك، أيضاً، من دخول المدينة، وتطلب الشرطة منهم العودة إلى إسطنبول".
وأضاف"عملنا بجهد لإيجاد حلول، والتوافق مع الحكومة التركية، ولكن حصلت بعض المستجدات الأمنية، نتيجة وصول عدد كبير من الناس قبل الموعد المحدد، ووجود جنسيات غير العراقية والسورية والفلسطينية".
على الرغم من ذلك، وجد الآلاف من اللاجئين ذات الغالبية السورية طريقهم إلى المدينة الحدودية، من خلال التجمع في مرآب للحافلات في إسطنبول للتوجه إلى مكان الاعتصام، أو عبر السير على الأقدام باتجاه مدينة أدرنة التي تبعد نحو 230 كم عن إسطنبول، وفي حدود 7 كم عن الحدود اليونانية، و20 كم عن الحدود البلغارية، لتحقيق مطالبهم في العبور براً إلى اليونان، فيما احتشد مئات آخرون ممن استطاعوا الوصول إلى المدينة بالقرب من المعبر البري مع اليونان.
اقرأ أيضاً: لاجئون سوريون بـ أدرنة التركية ينتظرون العبور إلى اليونان
وبحسب الحملة، فإن "مئات اللاجئين، باتوا ليلتهم مفترشين الشوارع والساحات في ولاية أدرنة شمال غربي تركيا، على مقربة من الحدود اليونانية، بعد أن منعتهم السلطات التركية من التوجه إلى الحدود".
وفي وقتٍ تحاول فيه جميع الجهات فض الاعتصام وإفشاله، أعلن اللاجئون إضرابهم عن الطعام، وأشار محمود العدس، أحد المشاركين في الاعتصام، إلى أنّ "الأمن التركي يحاول جاهداً، تفريق المعتصمين لليوم السادس على التوالي، مصحوباً بوعود فارغة لحل أزمتنا، وفتح الحدود، ولا شيء على الأرض يثبت كلامهم، لذا قررنا الإضراب عن الطعام، دون مشاركة النساء والأطفال".
اقرأ أيضاً: عابرون من الموت إلى الموت... لا أكثر
وكان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قد التقى 6 لاجئين سوريين ممثلين للمعتصمين، إلى جانب وفد سوري من الائتلاف السوري لقوى الثورة، في قصر جانكايا، مقر رئاسة الحكومة في العاصمة أنقرة، بحضور نائب رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، ورئيس آفاد - إدارة الكوارث والطوارئ، والمدير العام لدائرة الهجرة، والمسؤول عن أمور اللاجئين في رئاسة الوزراء.
وأكد مسؤولو الحملة لـ"العربي الجديد" أنه، "للأسف بعد اللقاء مع رئيس الوزراء التركي، الذي وعدنا أنه سيوصل صوتنا إلى كل العالم، وسينقل قضيتنا إلى جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أننا فوجئنا بطلب الأمن التركي من المعتصمين إخلاء الكراج في إسطنبول، ثم نقلوا حوالي 1000 شخص منهم إلى إسطنبول الآسيوية، وكذلك تحاول الآن السلطات التركية تفرقة المحتشدين في "سراي إيجي" بولاية أدرنة، وإحضار الباصات لنقل الناس".
اقرأ أيضاً: الأمن التركي يمنع لاجئين سوريين من التوجه إلى أدرنة