"عمارة الغرب الإسلامي": مسح ميداني من تونس إلى إسبانيا

"عمارة الغرب الإسلامي": مسح ميداني من تونس إلى إسبانيا

26 يونيو 2020
برج الخيرالدا في إشبيلية، تصوير: خوليو دونسو Getty
+ الخط -

قام الباحث الجنوب أفريقي جونثان إم. بلوم بإجراء مسح رسمي حدّد من خلاله المباني الأكثر شهرة في غضون ألف سنة في غرب الفضاء الجغرافي الذي وصله الإسلام، وجمع البيانات التي توصل إليها وتحليلاتها في كتاب تحت عنوان "عمارة الغرب الإسلامي: شمال أفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية، 700-1800" صدر مؤخراً عن "منشورات جامعة يال" الأميركية.

يضاف هذا العمل إلى جهود بلوم (1974) التوثيقية والتأريخية السابقة في مجال الأثر الثقافي للتاريخ الإسلامي والتي تبلورت في أكثر من 15 كتاباً ومئات المقالات والأوراق الأكاديمية؛ فالباحث في جامعة "نورما جان كالديروود" والمتخصّص في تدريس الفن الإسلامي والآسيوي في كلية بوسطن أيضاً وجامعة فرجينيا، أصدر سابقاً كتاب "الورقة قبل الطباعة: تاريخ وتأثير الورق في العالم الإسلامي" (2001)، إلى جانب "الإسلام: ألف سنة من الإيمان والسلطة" (2001)، و"الفنون الإسلامية" (1997)، و"فن وعمارة الإسلام: 1250-1800" (1994).

سبق لبلوم وأن تتبع في عدة كتب ودراسات تفاصيل معمارية إسلامية مختلفة، من بينها أصول المئذنة وتطورها باعتبارها عنصراً أيقونياً للهندسة المعمارية الإسلامية، معتمداً على المباني والتقارير الأثرية وتاريخ القرون الوسطى والجغرافيا وحتى الشعر العربي المبكر، حيث أعاد بلوم تفسير أصل المئذنة وتطورها ومعانيها، ومن الإسلام المبكر إلى العالم الحديث. وامتدت دراساته للفن الإسلامي من إيران ومصر وتركيا والهند إلى غرب وشرق أفريقيا واليمن وجنوب شرق آسيا وصولاً إلى أوروبا.

في جديده هذا، يخوض مغامرة جديدة في منطقة جغرافية مختلفة، ويرصد أبرز الأمثلة على العمارة الإسلامية العالمية التي توجد في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا اليوم، فيوثق لمسجد قرطبة، وسقف كابيلا بالاتينا في باليرمو، وبرج الخيرالدا في إشبيلية، وقصر الحمراء في غرناطة.

وفقاً لتقديم الكتاب فقد ازدهر هذا النمط المعماري لأكثر من ألف عام على طول الشواطئ الجنوبية والغربية للبحر الأبيض المتوسط ​​- بين تونس وإسبانيا - من القرن الثامن حتى التاسع عشر، ممزوجًا بالأفكار الجديدة مع ممارسات البناء المحلية من جميع أنحاء المنطقة.

كتاب بلوم يقدم العمارة الغربية الإسلامية للقراء مع النطاق الكامل لهذا التقليد النابض بالحياة، حيث تقدم المباني الشهيرة وغير المعروفة في ست دول في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا، وقد قدم الكاتب شرحاً غنياً بالصور الفوتوغرافية، إلى جانب المخططات المعمارية المصممة خصصياً للكتاب، وعززها بالوثائق التاريخية.

وصف الناشر الكتاب بأنه بمثابة "جولة تستهدف العمارة الإسلامية بقيادة أحد أفضل الباحثين في هذا المجال، يقدم من خلالها شهادة قوية على الإنجاز الثقافي الإسلامي في هذه المناطق والتي ما زالت حيوية إلى يومنا هذا".

المساهمون